هذه قصة حقيقية حدثت في منطقة ولادتي .كان هنالك شخص أسمه(محمد ملك) وهو مبتعث للدارسات العليا على حساب الدولة في فرنسا … تزوج من أمراة فرنسية و أنجب منها طفلة.. وبعد غزو الكويت تم أجباره على الأختيار بين الموالات للنظام السابق والعودة للعراق أو المعارضة للنظام السابق والبقاء في فرنسا ..لكن الرجل رفض اﻷنضمام الى المعارضة لأنه غير مقتنع بهيئتها أو ربما لأنه كان يحب العراق ويعلم أن صدام حسين لا يمثله وفي نفس الوقت رفض المولات للنظام السابق وبعد فترة لا تتعدى الثلاث أشهر صدر قرار ترحيله الى العراق وطبعاً زوجته الفرنسية أحتفضت بأبنته ورفضت السفر معه للعراق .. وعندما عاد الى العراق أعتبره النظام السابق متخاذل ورفض تعينه في أي جامعة عراقية أو معهد أو حتى في مدرسة .. والرجل من ما مر به من ظروف قاسية انعزل قليلاً عن الناس و أصبح يحمل سترته معه حتى بالصيف … ولأننا في مجتمع قاسي لا يرحم ولايقدر نفسية الأنسان اتهمته الناس بالجنون ونظرات الشقفة والأستهزاء كانت تحيط به والاطفال تمشي خلفه في الشارع وتصرخ مجنون (مخبل) الى أن فعلاً جن (أتخبل) وصار يمشي في الشوارع حافي القدمين و متسخ الى أن ذهب الى رحمة الله ..
هذه القصة ذكرتني بالسنة العرب في العراق لم يكونوا معارضين للنظام السابق لذلك أنحسبوا على النظام السابق مع أنه لم يقدم لهم شيء وهم واجهوه بعد أعدام محمد مظلموم الى أن تدخل الجيش وأعاد السيطرة … ضل الجميع بعد 2003 ينادونهم بالحواضن ..حواضن للأرهاب … شكلوا صحوات وقاتلوا الارهاب وطردوه من المناطق وأستقر الوضع الأمني قليلاً… وضل الجميع ينادوهم بالحواضن ..حواضن ..الى أن صاروا حواضن والآن جاري أبادتهم تارة بعضهم مع بعض وتارة من قبل الأجندات الخارجية..