23 ديسمبر، 2024 11:40 ص

بغداد؛ عاصمةٌ لدولةِ ألكفر وألإلحاد”

بغداد؛ عاصمةٌ لدولةِ ألكفر وألإلحاد”

ألمتتبع للتأريخ ألاسلامي, وخاصة ألفتوحات ألإسلامية, يلحظ؛ إن تلك ألحملات ألعسكرية ألفاتحة؛ كانت تبحث عن أهداف إستراتيجية مميزة, تختارها بدقة, لتختصر ألوقت وألخسائر, وتحقق أعظم ألانجازات.

فأختيار ألعراق في ألماضي, ليكون قاعدة لأنطلاق ألجيوش ألعربية, ألأسلامية للشرق, لم يكن محض صدفة, بل كان عن تكنيك ودراية تامة, لما يمثلهُ من مكانة وأهمية, على كافة ألصُعد.

ولكن ألسؤال ألآن,لماذا ألعراق من جديد؟

يقصد بألفتوحات ألإسلامية؛ هو إخضاع ألدول, وإجبارها بقوة ألسلاح, بعد نفاذ ألمساعي ألدبلوماسية, للدخول ضمن ولاية ألدولة ألإسلامية, كما هو ألحال لدولتي ألروم وألفرس, في بداية ألعصور الإسلامية.

ولا يخفى على جميع متصفحي كتب ألتأريخ؛ إن ألغاية ألأهم من حملات ألفتوحات تلك, هي خروج ألمسلمين لنشر تعاليم ألدين ألأسلامي ألجديد, ألذي هداهم جلّ في علاه إليه, وألدعوة لأعتناق هذا ألدين, فإن إستجابوا ودخلوا ألاسلام, كان بها وإن أبوا؛ فالسيوف لها ألقول ألفصل, للدخول تحت سلطان ألاسلام وألمسلمين, وألسلطان لايعني بالضرورة ان يدخلوا ألأسلام, فلهم ألخيار إما ألاسلام؛ أو أن يبقوا على دينهم, ألذي وجدوا آبائهم وأجدادهم عليه, بشرط أن يدفعوا ألجزية للمسلمين, ليعصموا دمائهم وأموالهم.

تلك هي تعاليم دين ألدولة ألأسلامية, ألتي فتحت بلادي قبل أكثر من 1400 عام, لماذا هي أليوم قادمة تحت نفس العنوان؟

ألدولة ألاسلامية جاءت من جديد, وألهدف ألعراق أيضاً, لكن من ألمحرر ومن ألمحتل؟! هنا إختلطت ألأمور, فهناك خطب ما؛ إما في ألهدف, أو ألغاية, أو في تسمية ألجيوش ألاسلامية ألجرارة, أو في كل ألأسباب مجتمعة.

فلو سلمنا للبديهيات ألمعروفة, ألعراقُ؛ موقعٌ, وثروةٌ, وتأريخٌ, وجمجمةُ ألعرب, وتركنا ألسياسة ألمتبعة في ألفتوحات ألأسلامية, على مرّ ألعصور, وتوفقنا طويلاً؛ عند عبارة (جئناكم فاتحين محررين لا محتلين) هنا أتيه في جواب أسئلتي! من أنا ومن أكون, وبأي رب وجدت أبائي وأجدادي يؤمنون فآمنت؟ ومن أي نسلٍ إنحَدَر بنّو جلدّتي, من (حام) أم (سام) أم (يافث), ولماذا هذه ألجحافل ألمتجحفلة, جاءت متعطشة إلى أنوثتي ألعراقية, وشرفي ألامامي ألمحمدي, فبدلاً من أن يعرضّوا علينا دينهم ألجديد حقاً, ألفاتح لا ألناكح! وبدلاً من أن يقفوا؛ على مشارف أسوار مدّننا, ليّلقوا خطّب فتوحاتهم ألمزعومة, جاءوا جياعاً عطاشى, ببطونٍ و فروجٍ نتنّه, يصرخون هاتوا نساؤكم؛ نناكحها؛ إن كنتم تؤمنون.

عذرآ ربهم؛ يا من رفعوك مخطوطاً, على راياتهم ألسوداء, أنا لا أجيد تغييّر ألعبادات, وتعدد ألأرباب, ولا أحفظ أدوارك كلها, فقد يختلط عليّ ألأمر, وأتيه في تسميتك بين ألمناسك, أو وقوفاً بين يديك متهجدة, وراياتُك تُرفع في مخادع ألفسق وألرذيلة!.

عذرآ ربهم, فأنا لا أجيد ألتوضأ بالدماء, وألكتابة بالسيوف, وألتقرب بعفتي إلى مقامك زلفاً, فهّلا وجدتم لي منفذاً من سلطان حكمكم؟, لأني كافرةٌ بربكم, ملحدةٌ أنا, فعبادةٌ مغموسةٌ بالدم لا تروقني, ونقابٌ بشرفٍ مستباحٍ, وعرضٌ منتهك, لا يناسبني.

عذرآ جيوش ألإسلام ألفاتحة, هذه ألمرة لن يرضخ ألعراق تحت سلطانكم, ودولة نكاحكم ألقذرة, فحرائرنا أغلى من تعاليمكم, وغرائزكم, كفارٌ نحن نعم! مشركين, ملحدين, وتُعساً لدينٍ يستبيحُ ألحرمات, وألتأريخ لن يعيد نفسه مرتين, فلنّا دينّنا ولكم دينّكم.