20 ديسمبر، 2024 4:37 ص

بغداد، حاملة الاختام العمياء

بغداد، حاملة الاختام العمياء

جعل الامريكان حكومة بغداد لا اكثر من حاملة اختام عمياء.وقع، وقع، وقع، نفط يكلف برميله 35 دولارا توقع بغداد على بيعه بدولار و توقع ايضا على دين من البنك الدولي بالمليارات يسجل على الشعب العراقي بالقلم الاحمر لتغطية الفارق في الكلفة.
توقع بغداد على استيراد محروقات لا تعرف ما مزيجها لان العراق وبعد 13 عاما على تحريره لازال يفتقر لمصفى نفط اضافي كـ الدورة الذي بني في الخمسينات بفريق من بضعة مئات من العمال و لم يستغرق بناءه إلا اقل من 24 شهرا.
كهرباء يكلف توليد الـ واط منها اينما ذهبت في العالم بضعة فلوس، توقع بغداد عقدا للحصول عليه بثلاثة آلاف ضعفا و ياليت ان ذلك الـ واط اللعين يأتي ابدا.
وقعت بغداد على عقود اسكان و اعمار كذا كذا، دفعت و دخلت اموالها الجيوب لكن لم يتجاوز الانجاز في ايا منها العشر.
وقعت بغداد مع واشنطن على تحرير المدن، هجمت تكريت و الرمادي بيتا بيتا، فرغت من سكانها و سمي ذلك تحريرا من داعش، بينما في حقيقة الامر ان التحرير انما كان تحريرا لتلك المدن من المواطن الذي استئصل من جذوره الممتدة لدهور في التاريخ و ترك نازحا يتعفن في المخيمات.
وقعت بغداد موافقة على طلعات طيران ما يسمى بالتحاف الدولي ضد مدن العراق فضارعت عدد طلعات القصف طلعات طائرات الحلفاء ضد المانيا في الحرب العالمية الثانية، و بغداد سعيدة لا تتساءل ان كانت كل اطنان القنابل تلك قد سقطت على مدنيين لا ناقة لهم و لا جمل او ممتلكات خاصة شيدت و ورثت من جيل الى جيل بدمع العيون.
منظر الرمادي مخربة لا يبدو اقل خرابا من منظر دريسدن و برلين عام 1945، و بغداد توقع على المزيد من اسلحة الدمار و ترحب بكل من هب و دب ان يدك لها مدن العراق بكل ما تيسر من ذخيرة لا احد يعرف ان كانت محرمة ام لا.
تختم بغداد على مليارات عقود سلاح كل يوم لا احد يستطيع فهم كيف ان مئات من المسلحين من داعش تحتاج مجابهتهم الى كل هذا السلاح الثقيل و العتاد، الفيالق و القصف من الجو.
ستسوى الموصل بالارض، و بغداد مسرورة منشغلة بحل قضيتها العويصة في يا ترى من اين يبدأ نهبها المستفحل لتعالجه، من بيضته ام دجاجته؟
بغداد تختم و توقع على المليارات يمينا و شمالا كل يوم و ساستها يقبضون بينما يقولون لنا انهم منشغلون ليل نهار بمعرفة من هو أب فسادها النغل؟
بغداد تختم على بيع العراق بما فيه مواطنه لكنها تتظاهر ان الامور ستسير للاحسن مع حكومة تكنوقراط تأتي لنا بذئب لصوصية ساستها من ذيله.
بغداد آيلة للسقوط عظما عظما، بالكاد يستبقيها الامريكان مسنودة بعصا من الخلف لتبدو واقفة، علما ملونا كاذبا لجمهورية موز يرفع على ساريات الامم المتحدة في نيويورك و امام شاشات التلفزيون، حكومة مهزلة مسؤوليتها الوحيدة النهب و رئيس وزراء ميؤوس منه يدرك انه متورط لا يعرف في القضية الرأس من القدمين – فقط لتحمل الاختام تبصم بها عمياء على خراب الباقي من العراق، ابادة المتبقي من شعبه و بيع نفطه بدولار و هو في الآبار.
من هو ذاك الغبي الذي اعتقد و توهم ان الامريكان اتوا للعراق عام 2003 لانهم يتحرقون رغبة في ادارة مبرة ايتام؟
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات