تفاجئت ايما مفاجأة وأنا أصغي في جلسة (سريّة) حميمية خاصة الى طروحات (كوكبة) من المناضلين الأبطال جمعتهم هموم العراق وآلام ابنائه المكلومين ومستقبلهم المجهول ، وبحثهم الصادق عن أفضل الوسائل والسياسات للخروج بالبلاد سالمة متعافية من كبوتها وبأقل الخسائر .. وكان سبب المفاجئة هو نوع الطروحات الغير مسبوقة والمسرّة التي سمعتها بأذني من اولائك المناضلين الأشاوس .. وقد جمعت تلك الجلسة (الحبّية) السيد اسامة النجيفي والسيد هادي العامري مع بعض رموز العملية السياسية في العراق ومن مختلف الوان واطياف شعبه الكريم .
ادهشني كلام اسامة النجيفي عندما قال ، يقترح الطيف السني في العراق ايقاف المحاصصة السياسية الطائفية ، ونحن على استعداد نهائي للقبول بحل الحكومة الحالية ، واعادة تشكيلها على اساس الكفاءات والخبرات ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب حتى لو كان (كل) اعضاء الحكومة الجديدة من الشيعة حصرا .. وسنضع حدا ونوقف بعزم تصريحات بعض مراجع اهل السنة وسياسيوهم وشيوخهم التي تثير الكراهية والفرقة والتي تصدر من منابر الخمسة نجوم ، وننهي مصطلحات اساءت الى الأخوة والتلاحم العراقي من أمثال الصفويون والروافض .. وغيرها ، من تلك التي اخترعوها بمقاصد لئيمة غاياتها المصالح الشخصية والصراعات المتواصلة على كراسي الحكم وعلى اموال السحت الحرام .. وان نصحح الأفكار الملوثة الدخيلة على بعض جمهور سنة العراق الكرام والتي اهمها تلك التي تقول ان الحكم في العراق يجب ان يكون بيد اهل السنة وليس بيد أحد غيرهم ، وسنعمل على غسل عقول بعض ابنائنا من تلك (المذهبية) العفنة التي دمرت العراق .. كما اننا نستهجن ونرفض بشدة عمل الأقاليم وفقا للتقسيمات الطائفية فالعراق كان وما زال واحدا موحدا ، ونطلب بأصرار عندما ننتهي من تشكيل الحرس الوطني ان يكون مقاتلوا البصرة والنجف والناصرية هم من يحمون الموصل ، وايضا ابناء الرمادي وصلاح الدين والموصل هم من يحمون محافظات جنوب العراق .
ثم رد السيد هادي العامري .. بأن الأفكار متطابقة ، والكلوب سواجي .. وأن التحالف الوطني يؤيد بشدة حكومة الخبرات والكفاءات حتى لوكان اعضاؤها كلهم من سنّة العراق .. وقد أكد ايضا أنه سيتخذ اجراءات فورية مشددة بتأمين بيوت ومساكن أهل السنّة في المناطق المحررة من قبضة داعش الأرهابية ، وأضاف أنه بصدد وضع حماية عليها من اعضاء الحشد الشعبي لغرض تسليمها كاملة سالمة الى اهلها عند عودتهم من مناطق النزوح ، وسيوقف بحزم شديد اعمال الميليشيات الأجرامية المنفلتة من خطف وقتل وسرقة ، وسيطلب من الجنرال سليماني شخصيا مغادرة الأراضي العراقية خلال 24 ساعة .. وذكر ان التحالف الوطني سيعمل بصدق على بناء مؤسسات الدولة وخصوصا الأمنية والسيادية وفق سياقات وطنية صادقة بعيدا عن (التحيز) لطائفة على حساب اخرى والذي أدى الى شرخ كبير في أس السلم الأجتماعي في العراق .. وقد اشار السيد العامري ان هناك توجها كبيرا لدى شيعة العراق الأنقياء بعمل مسيرات مليونية (سنوية) الى مرقد الأمام أبا حنيفة النعمان خلال ذكرى ولادة المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام .. وأكد أيضا أنه ستتم البراءة ومحاسبة كل من يسب رموز ديننا الحنيف وخصوصا اصحاب الرسول الأكرم وزوجاته أمهات المؤمنين .. وقد استشهد سيادته بمقولة عميد المنبر الحسيني الشيخ الدكتور أحمد الوائلي رحمه الله عندما قال أن الله طهّر (نعال) الرسول فكيف لا يطهر عرضه .. وقال باننا سنكون مخلصين في نوايانا ، اطهار بمقاصدنا ، بطهارة نعال الرسول .
فززت من النوم وأنا أرتجف بشدة في تلك الليلة القارصة البرودة ، مستغربا ومشدوها من هذا (الكابوس) العنجوقي الغريب .. وتبين أن شباك غرفة النوم مفتوح على آخره ، وقد سقط اللحاف ومعه بطانية ام النمر بعيدا عني ، ووجدت نفسي مكشّف وقد تجمع بعض الثلج والجليد على (مؤخرتي) السعيدة .