افترض, ان كثيرا من العراقيين ,على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم يتفقون معي ,لا شوقا ولا تمجيدا معاذ الله , انما تذكيرا بان كثيرا من البرامج والتعليمات والمفردات التي تنظم شؤون عدد من مفاصل المجتمع العراقي والتي كانت سادة في زمن النظام الدكتاتوري المباد فيها من الدقة ونسبة من العدالة قد تفوق ما هو عليه الحال الان خاصة اذاما حددنا الحديث عن مسألة اداء فريضة الحج, على سبيل المثال . ولا اريد ان احصر تلك المزايا انذاك بنقاط ومقارنتها مع موضوع الحديث الان, انما ساواصل الاشارة اليها تباعا .ولعل في مقدمتها هو انه كان تحديد اعمار الذين يحق لهم حج بيت الله الحرام هم كبار السنة ولا يحق لمن دونهم(مع ان هذة الجزئية كانت تحتاج الى اعادة نظر ) الا ان مقارنتها حاليا باطلاق فرصة اداء مناسك الحج لجميع الاعمار ,مع افضلية بسيطة لكبار السن,حجب فرصا كثيرة عن كبار السن بحيث لاحظنا ان عدد الشباب وصغار السن هم الاغلب في كل موسم برغم الارجحية الممنوحة لكبار السن!..كما هو معروف فان سحبة او قرعة الحج كانت تجري سنويا ومن لم تكن له الفرصة في هذا العام يتأمل ان يحصل عليها في العام التالي او الذي يليه.اما اليوم فان(بدعة مبهمة )جاء بها الوقفين السني والشيعي وهي: اجراء القرعة لثلاث سنوات دفعة واحدة مع الاحتياط!. ان نظاما كهذا يقضي على امل المتوثب للحج ويصيبه اليأس وهو لا يعلم ايهما سيسبق الاخر بعد ثلاث سنوات :مغادرة الدنيا الى دار الاخرة ,ام الحصول على فرصة اداء فريضة الحج!؟..ان ما حدث في موسم الحج هذا العام يثير كثيرا من علامات الاستفهام !ففي الوقت الذي اعلنت فيه هيئة الحج والعمرة عن منح المملكة العربية السعودية 5000خمسة الاف فرصة اضافية للحجاج العراقيين في الوقت الذي وصل فيه تفويج الحجاج العراقيين الى النصف تقريبا,قالت هيئة الحج والعمرة العراقية انها اختارت ال5000 فرصة الاضافية من اسماء الحجاج المسجلين على عام 2018!؟ هذا التصريح يثير اشد الاستغراب للاسباب التالية :جرت العادة ان تعلن هيئة الحج والعمرة عن التقديم للثلاث سنوات القادمة بعد انتهاء موسم حج اخر سنة من السنوات الثلاث الماضية,وهذه السنة هي اخر الثلاث سنوات الماضية ولم يكتمل اداء فريضتها حتى الان .والاغرب هو انه :كيف تسنى لاصحاب الخمسة الاف الاضافية ان ينجزوا معاملات التحاقهم ببعثة الحج من فحوص طبية ودفع مبالغ رسوم الحج الى المصارف لتقوم الاخيرة بتحرير شيك لحساب هيئة الحج والعمرة واخراج جوازات السفر والحصول على التأشيرات لدخول الاراضية السعودية في بضعة ايام, ونحن نعلم كم هي دوائرنا بطيئة وروتينية في انجاز المعاملات !مع العلم وكما هو معروف ان السلطات السعودية تقوم باغلاق حدودها في اليوم الاول من شهر ذي الحجة ,اي قبل عشرة ايام من وقوف الحجاج على جبل عرفة!؟ اقول: يا هيئة الحج والعمرة ,اتركوا بدعة التسجيل لثلاث سنوات دفعة واحدة واعيدوا النظر بالنسبة المخصصة لكبار السن ,يرحمكم الله, ان رغبتم بنيل رحمته!