19 ديسمبر، 2024 12:59 ص

بعيداً عن السياسة والدين !!

بعيداً عن السياسة والدين !!

تنتابني الحَيرة في مقدمة أو مدخلٍ للحديث حول موضوع يشغل حيزاً كبيراً من عقول كبار المفكرين والأدباء والإعلاميين والصحفيين وكافة الشرائح المثقفة في عدم نشر أو كتابة المواضيع السياسية والدينية وخاصة عندما يود البعض نشر مقال في صحيفة ما أو وكالة اخبارية وعند لقاء اذاعي أو تلفزيوني يكون هناك تحذيراً من الجهة المسؤولة عن اللقاء بأن نبتعد عن السياسة والدين ، ربما امتلكت جرأة الحديث في تناول هكذا موضوع ، الغائب والحاضر بين نفوسنا جميعاً ،، علما أن السياسة والدين من الركائز المهمة التي يستند عليهما المجتمع ومن مقومات نضج وتطور المجتمعات دون استثناء ، فإذا سما وترفع مجتمع ما سياسياً و دينياً أصبح في مصاف الدول المتقدمة ،،
إن جميع الشعوب العربية تنادي و تتحدث بالديمقراطية وحرية التعبير وتؤمن بالنقد الهادف والبناء وخاصة عندما يكون لأجل تصحيح المسار نحو الأفضل أو لتوضيح المعالم الدينية والتعمق في ادق تفاصيله.
إننا اليوم نوجه النقد اللاذع إلى الغرب في كثير الأمور ونتجاهل احترامهم للوقت وللآخر في إعطاء قيمة ومكانة اجتماعية ترتقي به كمواطن ، ولم نتقمص شخصيات شخوصهم في تفانيهم وأخلاصهم وحبهم لبلدهم من خلال شعورهم بالمواطنة ، وأصبح البنطلون الممزق والملابس العارية والعاب الانترنيت وو هي هويتنا وعنواننا عبر استجداء الأفكار الهزيلة التي سعى لها أعداء الإنسانية في بثها الينا عبر محطات التواصل الاجتماعي أو محطات الإذاعة و التلفزة و حتى في الصحف والمجلات ونحن نلهث وراءها ، ولم تتوقف عند ذلك بل انتقل الوباء إلى المناهج ولكن بطرق واساليب مبطنة لم يكشف عنها ظاهرياً .
هذه الأمور التي طرحناها قد يفهما المتلقي بأنها لا تعنى بالسياسة ، علما انها قمة السياسة و من أهم الأمور التي لابد من كشف المستور عنها !! ولا ضرر من ذلك ، بمعنى أدق ، فلنعطي فرصة للمتحدث لكي يعبر عن رأيه في الحديث ويفصح عن مافي خلجاته ونناقش سوية تلك المواضيع بايجابياتها وسلبياتها ونبحر في أعماق السياسة وبكافة دهاليزها التي أثارت الرعب في نفوس الكثيرين ولكي نتجنب السقوط في منزلق الهاوية ونصحح معنا جميع الانحرافات ونزيل كافة الهفوات والفجوات ونقترب الى السياسية والدين اللذان فقدناهما و جهلناهما .
فكما أسلفت في بداية الحديث باننا نعيش في أجواء الديمقراطية وحرية التعبير وفق منظور التطورات الحالية والتقدم التكنولوجي حسب ما يقال !؟!
اما الغريب في الأمر ورغم هذه المحاذير والتحوطات الاحترازية والجهل الديني انتشر انتشارا مهولاً عند الغالب !! أيضا لا نستغرب من ذلك ، والدليل على ذلك انتشار الطائفية والعرقية ونخر مجتمعنا العربي وسحب البساط من تحت اقدامنا دون أن نعلم ، علما ان أصحاب الأقلام النزيهة فرض عليهم الابتعاد عن السياسة والدين في الكتابة والحديث ، وتناسينا المقولة المعرفة التي تُرفع كشعار في المناسبات الدينية وحتى السياسية التي تتعلق في نبذ العنف والتطرف والدعوة الى السلام
(( الناس صنفان أما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ))!!
فاين نحن من قول سيدنا علي عليه السلام في تطبيق السلام عند الاسلام وكيف نكون اذا لم نتحدث في السياسة والدين ،
وكيف نوقف هذا التيار الجارف الذي أجرف عقول بعض الشباب إلى مستنقع الرذيلة والعصيان ،
وكيف نوحد صفوفنا ونكون يداً واحدة ضد جبابرة العصر وأعداء الإنسانية ..
هل سياسة تكميم الأفواه عن السياسة والدين تجدي نفعاً ،
وهل في ابتعادنا هو الحل !؟!