23 ديسمبر، 2024 1:44 ص

بعض منوّعاتٍ من الأوضاع الساخنة – الراهنة .!

بعض منوّعاتٍ من الأوضاع الساخنة – الراهنة .!

A \ ما حدثَ في محافظة ذي قار ” الناصرية مؤخراً ” وبقدر ما كان ينبغي ان لا يحدث مطلقاً فتح النار على متظاهرين سلميين وتغييب ارواحهم , فالمسألة لها ما لها من ابعاد .! فأولاً انها اوّل عملية قتلٍ مباشر من بعض القوات الأمنية في عهد حكومة السيد السوداني الفتيّة , ثمّ لماذا جرت عملية اطلاق النيران اثناء غياب رئيس الوزراء في حضوره الى مؤتمر القمة في الرياض , وهل من الممكن الإفتراض والقول أنّ ذلك بغية تشويه صورة واجواء الحكومة الجديدة .؟ وثُمّ ايضاً فهل يتناسب هذا الحدث الجلل مع اعتقالاتٍ لناشطين مدنيين من المتظاهرين في هذا التوقيت تحديداً ! هل يراد من ذلك تأجيج ردود فعل ابناء المحافظة وتثوير تظاهراتٍ اخرى .! وهذا ما يحصل بالفعل . كلّ الأنظار تتّجه نحو السيد السوداني بعد عودته سالماً غانماً من السعودية , وماذا سيتّخذ من قراراتٍ لتهدئة الموقف وتبريد الأنفس!

B \ ما جرى مؤخراً من قيام دول الأتحاد الأوربي والولايات المتحدة من تحديد سعر بيع برميل النفط الروسي بِ 60 دولارٍ فقط .! , فأنه وللمرّة الأولى التي يقوم المستهلك بتحديد سعر السلعة وليس البائع , ورغمَ أنّ الأسباب الكامنة وراء ذلك معروفة حول الضغط على موسكو جرّاء الحرب في اوكرانيا , لكنّ الخشية الإستباقية ان تستفحل هذه الظاهرة وتستشري في حالاتٍ لاحقة ومحتملة مع دول نفطيةٍ اخرى , وهذا ما سيربك مقومات الأقتصاد النفطي العالمي , وهنا قد يتطلّب الأمر من اوبك ودولٍ اخرى اتخاذ مواقفٍ وقراراتٍ مضادّة ومتضادّة في طريقة بيع وتحديد اسعار النفط بما يرغم او يساعد على الغاء هذا القرار .

C \ ما كان مناسباً ولا ملائماً لرئيسة جمهورية هنغاريا السيدة ” كاتالين نوفاك ” في زيارتها الحاليّة الى العراق بأنْ تبدأها بزيارة اربيل قبل العاصمة بغداد , ومن البائن أنّ ذلك موقفٌ مقصود , والخلل يكمن في البروتوكول العراقي المتّبع , ولا نريدُ هنا صبّ إبريق اللّوم على السيد وزير الخارجية لأنه من القومية الكردية , ولا الى السيد رئيس الجمهورية لذات السبب .! وقد طالبَ سيادته من الرئيسة الهنغارية فتح خط جوي بين بودابست وبغداد < وليست هنالك ايّ معلوماتٍ عامةٍ متوفرة عن ايّ انجذابٍ ما للعراقيين للسفر الى هنغاريا , ولا الى زيارة المواطنيين الهنغاريين للقدوم الى بغداد , وما الذي يجتذبهم نحوها .! الخطأ الجسيم المجسّم يقع على عاتق رئاسة الوزراء في قبول برمجة زيارة الست ” كاتلين نوفاك ” بالإتجاه المعاكس , مع حفظ المقام لسادة وقادة الأقليم .

D \ اولى طلائع انعكاسات وتشظيات الحرب الروسية – الأوكرانية بدأت تظهر الى العلن في عددٍ من دول الأتحاد الأوربي , وهي نتيجة غير مباشرة للإسراف والبذخ المفرط في تقديم المساعدات المالية والعسكرية وكميات الأسلحة لنظام زيلينسكي , حيث أدّى ذلك الى ردود افعالٍ في جماهيرية في قطاعات العمل على النقص الهائل في الخدمات التي في عُنُقِ حكومات تلكم الدول , ففي كلا بريطانيا وفرنسا جرى الإعلان الرسمي المسبق بأنّ كلتا الحكومتين ستستعين بالجيش اذا ما استمرّت اضرابات العاملين في مجال الخدمات العامة , وفي المانيا اعلنت حكومتها بأنّ غلاء اسعار الطاقة ينذر حتى بإغلاق المستشفيات .! , والى ذلك وفي ذات السياق فقد انطلقت تظاهرةٌ حاشدة في النمسا تطالب بوقف العقوبات على روسيا , وإعادة العلاقات التجارية معها والعودة لإستيراد الغاز والنفط الروسي كما سابقاً او قبل اندلاع الحرب .!

مرحلة الأيام المقبلة قابلة للتصعيد العسكري والسياسي من قِبَل موسكو , ولأجل خلق اوضاعٍ سياسيةٍ – دوليةٍ جديدة ومغايرة , وما الأستنفار العسكري الحادّ في كوريا الشمالية , ولا قيام الرئيس الصيني ” شي جين بينغ ” بترؤس ثلاث مؤتمرات قمة للدول العربية والخليجية ببعيدة ومنفصلةٍ عن ابعاد مجريات ما جري بين واشنطن وموسكو .! , الأوضاع الراهنة تنذر بمفاجآتٍ قد لا تغدو مفاجئة كلياً لمعسكر الغرب , لكنّ ادارة بايدن هي التي تتحملّ المسؤولية الأولى قبل سواها في ميدان الإنخراط السياسي – الغريزي ربّما .!