بعض معتلو المنابر وخطاب الكراهية يتخفى بعباءة الدين

بعض معتلو المنابر وخطاب الكراهية يتخفى بعباءة الدين

انحرفت أغلب المنابر للأسف الشديد في بلدي العراق خصوصاُ ، و” التي تهمنا اكثر من أي منابر أخرى في ارجاء المعمورة “، عن مسارها الديني والإرشادي والوسطي واتجهت لدعوات التفرقة والشقاق والطائفية وسرد القصص الخرافية الذي ما انزل الله بها من سلطان ، تزلزل جدار السلم المجتمعي ، وتشققت ارض التعايش تحت اقدام البسطاء ، كأن ناراً خبيثة تسللت بين النسيج الواحد لتنسف ما بني على مدار أجيال ، نعيش سنوات خادعات مع اغلب رجال السياسة والمنابر، مرحلة كثر فيها الكذب والخداع والنفاق والانتهازية ، حيث يعتلي الأماكن العليا في السلطة الخائن، ويخوّن فيها النزيه والصادق، ويتكلم وبكل وقاحة قليل الحياء، ويسكت النزيه، بل وأكثر من ذلك يظهر على اغلب تلك المنابر الرجل التافه السطحي الغبي، الذي يتكلم في شؤون البلاد ويفتي ويصدر تشريعاته الغبية التافهة وهو أغبى الأغبياء ، في حين ان الاسلام هو دين المحبة والتآلف ، وأنه يقرب بين الشعوب واطيافها ولا يفرقها، حيث إذا اعتلى الجاهل منبر الحكمة، فإنه لا يصبح حكيماً، بل يتحول المنبر إلى مسرح للتهريج، كلامنا موجه إلى بعض معتلي المنابر ، والخطر ليس في المهرج، بل في الإدارات والمنظومات والفضائيات التي تمكنه من التهريج، وفي الجماهير التي تصمت أو تصف أو تشارك منشوره على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يتحول ذلك المهرج الى مسرح سيرك و” قرقوز”، حاشى لبعض الخطباء المحترمين أمثال المرحوم ” الوائلي ” وغيره من الخطباء ، فاقد الشيء لا يعطيه، وان الحكمة يؤتيها الله لعباده المخلصين ، ومن اوتي الحكمة فقد أوتي خير ، “أس ” الخطابات الطائفية والتجهيل ينبع في دفع أموال طائلة وهي تدر عليهم المزيد ، في عصر السرقات والانحطاط و”الخمط ” ، لتسخير هؤلاء التافهين بعمل أو لقاء تلفزيوني أو منابر ، تافهة تجذب أكبر قدر ممكن من التافهين المتلقين ، مازال هناك فئة منا تشعر بمدىٰ خطورة التفاهة علينا وعلىٰ المجتمع ككل وهذه الفئة، تسعى سعيًا حثيثاً لنبذها وتدعيم أواصر العقيدة وترسيخها من خلال العلماء والحكماء والقادة المحنكين ، وتبقى قلة الأدب التي اعتلت ذلك المنبر المنزه ، عنه وعن من هو على شاكلته، ‏حينها نعلم بأن الكارثة هي أخلاقية ومادية بحتة ، تعمل على هدم النسيج المجتمعي وتدميره، وتذكرت بقصة الثعلب الماكر، التي تصف حال من يستغل ألمه وسوء أدبه ومآله السيئ ويحاول أن يعممه على مجتمعه بسوء نية، تقول القصة ” بأن هناك حجراً وقع على ذيل ثعلب فقطعه، ‏فرآه ثعلب آخر فسأله لم قطعت ذيلك؟ ‏قال له إني أشعر وكأني طائر في الهواء، و‏يا لها من متعة، فأغراه أن يقطع ذيله، فلما شعر بألم شديد ولم يجد متعة مثلما زين ‏له، سأله: لم كذبت عليّ ؟ ‏قال: إن أخبرت الثعالب بألمك فلن يقطعوا ‏ذيولهم وسيسخرون منا، ‏فظلوا يخبرون كل من يجدونه بمتعتهم حتى ‏أصبح غالب الثعالب دون ذيل، بل إنهم أصبحوا كلما رأوا ثعلباً بذيل سخروا منه، ‏فإذا عم الفساد صار الناس يعيّرون الصالحين ‏بصلاحهم، والثعلب صاحب الذيل المقطوع ” هو ذاته من يعتلي المنبر محاولاً نشر الفساد وشق الصف الواحد وهد نسيج المجتمع.

أحدث المقالات

أحدث المقالات