23 ديسمبر، 2024 2:59 ص

بعض قناديله باقية !!!

بعض قناديله باقية !!!

عرفنا بمرور الأيام وتقادم السنين علينا ، ومن خزائن التجارب الكبيرة والمتراكمة أن الجميل من الأشياء سرعان ما يلوح بأفق المغيب ، يلبس رداء الحمرة المشرقية وشاحا له ، ليتخذ الليل مخدعا وخمارا !
وما كان منها سقيم ومحزن ويحمل قهرا ، تحسه ثقيل على الروح والقلب والخاطر !
وهذا ينطبق بشكليه المتاقضين على جميل أيام شهرنا المبارك ذي الثلاثين قنديل معلقا في فلك وسماء الناظرين جماله الآخاذ !
لتمر ليالي سحره ، والرؤوس نحو التمايل تراقصها سمفونية الدعاء ولحن الخشوع !
لتحلق في هوائها الطلق ببساط الريح الذي يميل ما توجهت لنا نية صادقة وقلبا تمترس الأخلاص سيفا بيده !
أنها ليالي خلقت للرئة المتعبة التي أجهدها غبار الخطايا وتراب الذنوب ، ليمنحها الشهر فرصة نفض الغبار من على وجه مرآة طالما تكدر لونها والصفاء !
من منعكس القناديل التي شكل منظرها الملون في دجى الليل والماء يراقص خيالها ويزيد من سناء بريق جمالها المدوي !
لنصحوا اليوم على صياح من أوقد المصابيح لنا ، آن آوان ما تبقى من كواشف أنوار الشهر الشريف !
ليشتد وهجها وينحصر حول أكبر قنديل منتظر سمي قنديل القدر وضوء التقدير !
الليلة المهيمنة والمانحة بسخاء لمحييها بالتبتل والعبادة والتوبة والرجاء !
فزيت ضيائها سيكون بقدر سبحات المسبحين ولسان نارها بتمتمات شهيق وزفرات الطامعين !
ليلة متوهجة لألف شمس مجتمعة ، وما مضى من ليال متعددة !
أنها ما تبقى من أنوار بيد الرحمن مشاعلها ، ومنه أخذت لمعانها ، فللتنفس بعمق التنفس وشهيق مختنق الهواء ، فليس كل هواء ممرع ويطرب الأنف له !
ومناديها بصوت رنم ، ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَٱتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ )  ١٩٧)﴾[سُورَةُ البَقَرَة
ويعيد الصوت صداه ( ((الهي وقف السائلون ببابك، ولاذ الفقراء بجنابك، ووقفت سفينة المساكين على بحر جودك، ويرجون الجواز الى ساحل عفوك ومغفرتك.

الهي إن كنت لا تغفر في هذا الشهر الشريف إلا لمن أخلص لك في صيامه وقيامه، فمن للمذنب المقصر إذا غرق في بحر ذنوبه وآثامه،
وان كنت لا تعفو إلا عن العاملين فمن للمقصرين.
المساكين على بحر جودك، ويرجون الجواز الى ساحل عفوك ومغفرتك.
أعتراف قس في دير مولاه يرتجي ، ويهز حبال أجراس وينحني ،،،