18 ديسمبر، 2024 5:09 م

بعض جوانب تطبيع العلاقات العراقية السعودية 

بعض جوانب تطبيع العلاقات العراقية السعودية 

منذ فترة والعراقيون يترقبون زيارة وزير خارجية المملكة العربية السعودية بعد ان تسرب نبأ حدوثها عبر وسائل الاعلام، شعور بالارتياح غمر البلد على الصعيدين الرسمي والشعبي لعلها تكون فاتحة خير ونهاية لصفحة جفاء غير مبرر ولاخطاء السياسة وخطاياها واساءة تقدير المواقف. ان كلا البلدين يعرفان جيداً انهما باقامة علاقات طبيعية في الحد الادنى يربحان، واذا ما تطورت على مختلف الصعد تتعاظم المكاسب لصالح الشعبين الشقيقين، انه عصر التسويات لاجل المصالح المشتركة. التصريحان اللذان ادلى بهما الجعفري والجبير ايجابيان ووضعا الركائز المتينة لتطبيع العلاقات على اساس التعاون المشترك والتكافؤ واعادة الامور الى نصابها، والى اوضاع اكثر من حسن الجوار.
كلا الوزيرين اكدا على مكافحة الارهاب وهذه قضية ملحة، فالعراق السائر نحو الخلاص من داعش الارهابي تحتاج الان دول الجوار الى خبرته وما قطعه في الحرب من انجازات، لان احتمال تسرب عناصر داعش الارهابي والتطرف او عودتهم الى بلدانهم امر وارد جداً بل انه واقع لا محالة. ومن هنا ترسيخ الاستقرار في العراق وتمكينه ومعالجة جذوره ومسبباته يسهل اجراءات مكافحة الارهاب والنجاح في الحملة عليه ليس بمنع عودته وتقويض اسسه في بلادنا، وانما حماية للاشقاء والاصدقاء، وهذا ما اكد عليه العراق مراراً وتكراراً. ومن الكثير الذي ينتظر العلاقات بين البلدين بالاتفاق على فتح المنافذ الحدودية السعودية امام العراقيين والتجارة البينية، وهو مسألة مهمة لبناء بنية اقتصادية تحتية يمكن ان تتطور الى انهاء مشكلات عالقة في قادم الشهور، اذا ما سارت الامور على ما يرام وحسنت النيات .. ليس للبلدين سوى بناء علاقات اقتصادية حسنة لتكون مقدمة واساساً لعلاقات اخرى على الصعد كافة لتعزيز التعاون بينهما، وتعمق العلاقات السياسية والارتقاء بها. ينتظر من العلاقات التي اشار اليها الوزير السعودي بانها ستكون مميزة، ان ينسق الطرفان ويتشاطران المواقف ذات المنفعة في منظمة اوبك على سبيل المثال للحصول على سعر عادل للنفط وتصفية مخلفات حرب تحرير الكويت والعقوبات التي فرضت على بلادنا، الى جانب مهم (رابط آخر) وهو اعادة فتح انبوب النفط لتصدير الخام العراقي المتوقف عن طريق الموانئ السعودية، وهذا افضل استثمار لكلا البلدين، ويساعد على تنمية العلاقات ووصولها الى مديات عميقة لاهمية هذا الخط في تحسين منافذ التصدير العراقية والشراكة الحقيقية المغذية للجانب السياسي. هناك الكثير مما يستوجب اعادة النظر فيه على ضوء التطورات العالمية والانفتاح بين الشعوب ومجابهة التحديات الكبيرة والخطيرة التي تواجه البلدين والمنطقة.. ان علاقات ايجابية بين البلدين العراق والسعودية غاية في الضرورة لتحقيق السلام في المنطقة ونبذ الحروب والعنف.
 كل منهما يمكن له ان يسهم في تحسين علاقات الاخر في المحيط الذي يعيشان فيه سوية، فالبلدان يمتلكان علاقات مميزة و مؤثرة في انهاء الخلافات التي لا مبرر لها
الان هناك اكثر من دلالة على ان المنطقة مقبلة على تسويات وتوافقات بشأن عدد من القضايا الرئيسة فايجاد التفهمات بين دولها التي هي ادرى بشعابها افضل مما تفرض عليها خلافاً لاراداتها الوطنية. هذه البلدان تلاحظ الجولات المكوكية والزيارات المتبادلة والتهديدات لبعضها وما يبحث في المؤتمرات الدولية وخلف الابواب، فالاجدى ان تبحث فيما بينها لتحسين علاقاتها الثنائية واحترام سيادة كل بلد والنزوع نحو السلام وحل المشكلات وتصفيرها بدلا من الصراعات المسببة لخسائر شعوب المنطقة، فهي اولى بما ينفق ويهدر وتوظيفه لمكافحة الفقر وزيادة قضايا الرفاهية وتحسين الشركات التي تختصر الطرق نحو الاهداف الوطنية في كل بلد من بلداننا. طبعاً المبادرة في تطبيع العلاقات لن تكون عملية سهلة بالتأكيد ستواجه عراقيل باثارة قضايا خلافية وتسعيرها والعودة الى ما مضى لافراغها من ايجابياتها فالمعارضون في داخلهما وخارجهما ليسوا قليلي قوة وتأثير فعلى الحكومتين الانتباه الى ذك والاسراع في اعادة المياه الى مجاريها الاخوية وعدم ترك الفرصة للاعداء ان يفيقوا من المفاجأة لبث سمومهم.