9 أبريل، 2024 10:46 م
Search
Close this search box.

بعض المقولات السخيفة التي يرددها العراقيون ( 2 )

Facebook
Twitter
LinkedIn

حياتنا بنت بيئتها ، وهي مليئة بالعشوائية والفوضى والأخطاء وغياب العقل والأخلاق .. ولو أردنا تلخيصها بجملة واحدة نقول عنها : حياة تسودها العدوانية ضد الذات والآخر وتتحكم بها عقدة التدمير الذاتي .

نأخذ بعض اللقطات الواقعية الكاشفة عن بعض المفاهيم المتحكمة في عقول الناس على سبيل مثل : هذه الحوارات اليومية بين العراقيين :

– (( شفته ولبسته مادرت إله بال .. خزرني وخزرته .. نغزت بحجاية .. بسمرته .. شايل خشمه .. أني أعلمه إلا أدمره…))

هذه مقتطفات من احاديث يومية تدل على ضياع العمر بالإنفعالات والسلوك العدواني ، ونسيان الوجه الآخر الجميل للحياة القائم على الهدوء وراحة البال والإبتعاد عن المنغصات والمشاكل .

– (( والله فلان زلمه خشن وشجاع لو حجه وتكلم يسكت أكبر واحد …))

لاحظ تمجيد وتشجيع السلوك الدكتاتوري وعدم إحترام حق الإختلاف وتبادل الحوار والإصغاء للآخر ، ومدح صاحب الصوت العالي المهرج الذي يقمع الآخرين .

– ( (هذه هي تبيع ثكل بالشارع .. بس من جوه لجوه سكتاوي .. يمعود علينا نلكفه هي وطايره … ))

والمقصود بهذا الكلام المرأة الجدية الصارمة التي تحافظ على سمعتها ولاتجامل أحدا ، وعندما يشعر السخفاء عدم قدرتهم على إصطيادها تبدأ أقوالهم ضدها وطعنها بسمعتها .

– (( هو خوش ولد مسكين فقير … بس أحس بي خركه مايع مو زلمه خشن …))

وهذه السخافة تصف الشخص الرومانسي الرقيق المسالم في الحياة بأوصاف عدوانية وتحول مزاياه الجميلة الى عيوب تسخر منها لأنها لاتطابق نموذج الرجولة البدوية الشرقية .

– (( والله سبع وأخو أخيته وجسر وشجاع يكسر راس أكبر واحد كلهم يخافون منه ))

وطبعا هذا الكلام السخيف يخص الشخص العدواني المصاب بالأمراض النفسية السيكوباتية ، أي مرض الإعتداء على المجتمع ، فتجد المجتمعات السخيفة تعجب به وتمدحه وتعتبره شجاعا بدل إدخاله المصحات النفسية لعلاجه .

– ( (مشي يمعود .. شعلينا ))

وهذه السخافة الكارثية أحد أسباب خراب البلد ، وإنتشار الفساد وسرقة المال العام ، والمحاصصة وغيرها ، فهذا المفهوم المتحكم بذهنية وسلوك الأكثرية الذين لايشعرون بالمسؤولية الجماعية نحو أنفسهم وبلدهم ومستقبلهم ويتعاملون مع القضايا العامة كما لو أنهم يعيشون في فندق مؤقت وسيغادروه قريبا وليس وطنا أبديا .

كثيرة جدا المفاهيم الخاطئة ، وتشمل جميع الطبقات والفئات ، وفي كافة المجالات ، وإذا أردنا التطور والعيش براحة وسعادة .. يجب أولا تغيير المفاهيم والسلوك ، وتنمية وعي عقلاني نقدي ، يفكر من أجل حياة الإنسان على الأرض فقط ، ويبحث عن مصالحه ورفاهه الفردي ، ومصلحة الجماعة والبلد ، ومن يتساءل : كيف نريد دليلا عمليا ونموذج .. الإجابة موجودة إدرسوا أسباب نجاح تجربة اليابان على الصعيد الفردي والإجتماعي والسياسي والعلمي والصناعي والإقتصادي تحولوا من مجتمع عسكري عدواني ، ونجحوا بشكل رائع من دون شيوخ عشائر ، ورجال دين ومرجعية ومعممين وميليشيات .. نجحوا لأن لديهم ساسة شرفاء وجماهير واعية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب