19 ديسمبر، 2024 3:15 ص

بعض المثقفين ثعالب فاحذروهم

بعض المثقفين ثعالب فاحذروهم

بعضنا يعتقد ان الثقافة وحتى السياسة به تقوم وبغيره تهدم، ويحسب نفسه اخر المثقفين والسياسيين، و”بعضنا” تشملني كذلك انا الذي يجد في معرفة اقصر الخطوط مشقة وتكلف، ففي مباراة يظنها الحاضر نقاشا بين اواخر المثقفين ممن تنطبق عليهم صفات المثقف الاوحد، بشأن الخصال التي يتمتع بها الاعم الاغلب من اصحاب الدماء الزرقاء(المثقفين)، تناحر ديكين من ديوك الثقافة الذين يشتركون في نفش الريش ومقاتلة بعضهم البعض من اجل دجاجة فيستقوون عليها وعلى من دونها واكثر ما اشتركوا به التبجح وتعظيم الذات حتى يشعر من يراهم بسخف الثقافة وانحطاطها لانها تحتوي على هكذا اسماء يحسن من يتابع نتاجاتهم بانهم عنوانين من عناوين مكافحة الفساد ومن الثوار الافذاذ ممن يحترقون لتحيا الشعوب وووو…الخ.
الاسماء الكبيرة التي نعتقد انها تسهم في ارساء دعائم الثقافة والسياسة والاجتماع برغم ان اصحابها تأكل من وقت القارئ ما لا تستحق، عند التعرف عليهم عن قرب تندم على الدنانير البسيطة التي كلفتك شراء مطبوع احتوى اسمائهم، بالضبط كما ندم البعض عندما انتخب المرشحين الذين وجدوا بعد ذلك بانهم لم يستحقوا اتساخ الاصبع الذي ارتمس في الحبر اشعارا بمشاركته في الانتخابات.
لذلك اجد من الضروري ان لا احترم من يتناقض ما يكتب مع ما يفعل، يتحدث بعضهم عن الفساد ويكاد يبكي لفرط توغله وينادي بحقوق الفقراء والشهداء وهو غارق في الرذيلة الى قرنه ولا يتوانى عن الانحدار الى بؤرة الفساد كلما سنحت له الفرصة، ومنهم لا يزال يبحث عن فرصة وقد مل انتظاره الذي طال واستمر…كما اجد ان قيم البطولة والوطنية تبقى عند هؤلاء بضاعة رائجة معروضة في متاجر مكشوفة تجذب الناظر في احيان كثيرة، بعضها غال وبعضها رخيص يباع بابخس الاثمان كما جرى بين الديكين المتصارعين.
الولاء بالتأكيد يعتمد عندهم على قيمة ما يُدفع كلما ارتفع السعر زاد الولاء حتى يصل عند من تستهوينا كتاباتهم فقط، وليس افعالهم، الى تمريغ الخدود بأحذية اصحاب القرار وفي احيان كثيرة الألسن، وبمجرد ان تنتفي المصلحة تجدهم يعودون الى عويلهم الأول لينادوا بحقوق المستضعفين والفقراء والشهداء، ومثل هؤلاء لا يتمثل فقط بالديكين، بل لان الديكين ذكروا على اعتبارهم اسماء يصنفون بانهم الرعيل الاول، ومنهم من ينتظر رمقا من اطراف عيون الحواري ليينجلي بعدها جميع ما يستر فتبان عوراتهم وتكشف سيقانهم ولاجل تلك العيون تنقشع جميع المبادئ وتنسف قيم الرجولة والاباء فيخرون ركعا سجدا لاية انثى سمراء كانت او شقراء، لا يخشون من شبابيك مفتوحة تنظر كل الناس اليهم من خلالها، وان سالتهم قالوا الا النساء، فيا قبح استثناءاتكم التي اتسعت بحجم غرائزكم، فإن مارسوا الرذيلة برروا ذلك بالفخر وبانه مقبول من النساء وجلهن يردن صداقته، وان تقاضى رشوة بررها بانه حق مشروع ونظير ما قدمه من خدمات، فالمثقف بمنظورهم الضيق هو من يسرق ويوهم الناس بشرعية سرقته، وان زنى شرع بابا لا يليق الا به ليقبل منه ذلك.
باعتباري حضرت صراع الديكة وباني متابع جيد ومتلقي اقر بان من المثقفين والسياسيين ما تخجل منه العامة قبل الخاصة، ومنهم،وللاسف، يتسيد المشهد ولا يخلو صباح من صباحاتنا الا ووجدته على صدر صفحات الصحف يكتب عمودا متماسكا ومقالا راكزا او عل شاشة احدى الفضائيات يرتدي من الثياب اجملها، وهو كما بعض السياسيين يضغط وينتقد ويهدد لاجل ان تمد له مائدة الملذات ليختار منها ما يشاء، ختاما اقول ما قاله الحكماء(السرج المذهب لا يجعل من الحمار حصانا)…وللحديث تتمة
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات