23 ديسمبر، 2024 7:29 م

بعض العرب: أحلامهم ذهبت سدى

بعض العرب: أحلامهم ذهبت سدى

ظهرتا في القرن الماضي، حركة وتيار، يدعوان الى توحد العرب في دولة واحدة، لها نظام سياسي واقتصادي واحد، تحت مسمى( القومية العربية)، وأخذت هذه الدعوة صداها الواسع في المجتمع العربي، لكن لم يكتب لهذا الحلم النجاح.

بسبب ان هذه الدعوة، تتعارض مع اصول الاسلام، التي جاء بها القرآن، وذكرت في السنة، مثل:(انما المؤمنون اخوة)، أو حديث النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام( لا فرق بين اعجمي وعربي…)، وطبعا العرب مسلمون، ولا يقبلون بهكذا أفكار.

أضافة الى هذا، انه من غير الممكن والمعقول، ان آل سعود مثلا، يجعلون العرب شركائهم في أموالهم، خاصة ان هذه الدعوة، تطالب بأقتصاد موحد.

مما زاد في الطين بلة، ان اول من نقض هذه النظرية، هم اصحابها، فالحركة الناصرية المصرية، وهي من القآئلين بها، نرى ان الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ضرب العرب عرض الجدار، وذهب يتصالح مع أسرائيل..!

أو نشاهد التيار البعثي، الذي رفع شعاره( امة عربية واحدة)، يقوم المجرم صدام بغزوا الكويت وتهديد السعودية..!

تبين لنا ان اصحاب القومية، هم سياسيون، يبحثون من خلال هذه الدعوات الفارغة، والشعارات الجوفاء، الوصول الى السلطة، والمال والجاه، لتحقيق مطامعهم الشخصية.

حسب علمي وإطلاعي، لا يوجد شيء في تاريخ العرب، أسمه القومية، وإنما توجد هناك قبائل، تتناحر، وتتصارع، وتتقاتل فيما بينها على النطيحة والمتردية، ولم يجتمعوا، ولم يتوحدوا العرب يوم ما في تاريخهم، إلا ثلاث مرات.

الأولى: عندما تحالفت قريش مع القبائل الاخرى، لأغتيال الرسول الأكرم صلوات ربي عليه وعلى آله.

الثانية: تحالفهم وإجتماعهم، مع صدام المقبور، ضد إيران، عندما قام السيد الخميني( قدس سره)، بأقامة الجمهورية الاسلامية، حيث كانوا مساندين ومؤيدين للطاغية، وداعمين له بالمال والسلاح.

الثالثة: تحالفهم الأخير، لخراب اليمن، وقتل شعبه المسلم، بلا ذنب أقترفوه، ولا جريمة ارتكبها ضدهم.

اخيرا أقول لدعاة القومية، أستيقظوا من رقدتكم، فأن أحلامكم ذهبت سدى، ودعوا اوهامكم، وخرافاتكم المعشعشة في أذهانكم، فلا رواج لها اليوم في السوق، ولا يوجد من يشتريها( نصيحة من عندي)..!