23 ديسمبر، 2024 9:13 ص

بعضٌ من التغطية الإعلامية للحرب في اوكرانيا

بعضٌ من التغطية الإعلامية للحرب في اوكرانيا

في الملاحظة المركّزة القريبة – البعيدة فإنّ الإعلام العربي يتخّذ له دوراً اقرب الى الحالة الببغاوية التي تنقل وتكرر ما يبثّه وينشره الإعلام الغربي المهيمن على الساحة , والذي يتبنّى التضادّ الكامل للموقف الروسي , ونلحظ من خلال هذه الملاحظة وسواها أنّ هنالك انحياز بائن لهذا الإعلام العربي ” المحدود ” تجاه الموقف الأوربي والأمريكي .

ايضاً يلمس المتابع والمشاهد العربي مدى تركيز القنوات الفضائية العربية ” الخليجية بالدرجة الأساس ” على إبراز الحالات الفردية ” سلباً ” التي غالبا ما تقع في الحروب ” كمقتل مدنيين في حالاتٍ متفرقة او سقوط قذائفٍ على منازل او اهدافٍ مدنيةٍ ما ” , وبالتالي تركيز الأضواء وعدسات الإعلام عليها , وتضخيمها وإبرازها على انّها من اساسيات الحرب ! وكأنّها اهدافٌ مختارة من الجيش الروسي .! , وعلى ذات النسق او العزف على ذات الوتر , فإنّ قيام الأوكرانيين بتدمير دبابةٍ روسية وكأنه انجازٌ عسكري استطاع تدمير كتيبة مدرعات من القوات الروسية . كما يتغافل ويتجاهل هذا الإعلام بشكلٍ عام ما يفعلوه الجنود الأوكرانيين بأفعالٍ شائنة بالأسرى الروس الذين حوصروا في المعارك , وقد اثبتت ذلك عملياً العديد من الفيديوات والأخبار الموثّقة في السوشيال ميديا , بالإضافة الى محاولاتٍ لتصغير الصورة الى قدرٍ ما حول ما تحققه القوات الروسية من نصرٍ عسكري خلال المعارك المستمرة , والتي صار المشاهد العربي يجهل ماهيّة تفاصيل مجريات ما يجري في تلك المناطق المشتعلة , وما ستؤول اليه النتائج التي تعقها على الصعيد التعبوي والسوقي في المعارك وتوسيع جبهتها .

وإذ لسنا هنا بصدد التطرّق او الإشارة على التركيز في إظهار صور الرئيس زيلينسكي بشكلٍ شبه مكرّر وتصريحاته غير المتوازنة , والمتناقضة احياناً , وحتى لا نضطرّ للإنجرار والإسترسال اكثر في مثل هذه التفاصيل والجزئيات , ومحاولة عرضها على الرأي العام وكأنّها الخارطة الطبوغرافية المجسّمة للحرب الروسيّة – الأوكرانية , فبجانب ذلك فكلّما جرى التعرض حول مسألة المفاضات بين الطرفين المتحاربين وعرض شروط زيلينسكي المسبقة عن انسحاب القوات الروسية من جزيرة القرم واقليم الدونباس دونما قيدٍ او شرط , مقابل استنئاف جولات المفاوضات المتقطعة من حينٍ الى آخر , فلا تطرح ولا تشير التغطية الإعلامية ومتطلباتها عن سكوت الجانب الأوكراني عن استرجاع او احتلال الروس لجزيرة القرم في عام 2014 < والتي كان للروس ما يبرر ذلك سيّما سكّانها المطالبين بالإنضمام الى روسيا > واستمرار هذا الصمت الأوكراني طوال السنوات التي سبقت اندلاع الحرب الحالية , وكيف للذي يخسر الحرب ان يفرض شروطه على المنتصر , والأنكى كيف يمكن لكييف ان تنتصر على موسكو وتهزمها .!