23 ديسمبر، 2024 5:56 م

بعضهم يقلّد الزمال في صعوبة فهم ما يحدث

بعضهم يقلّد الزمال في صعوبة فهم ما يحدث

هي معركة طاحنة يخوضها فريقان رئيسيان ، الأول هو النظام السياسي العراقي وقواته المسلحة واجهزته الأمنية ومن تحالف معه ودعمه من مختلف القوى الغربية والأقليمية ، والفريق الثاني هو وباء هذا القرن الجديد المتمثل بعصابة داعش الأرهابية الدموية التكفيرية ومن ساندها ويقف معها .. بغض النظر عن وجود بعض الفرق الصغيرة التي زجت بنفسها في خارطة فوضى ودمار هذه المعركة التي يشهدها الميدان من اجل ادامة زخم تلك الفوضى وذلك الدمار ، والمتمثلة ببعض فصائل الميليشيات الطائفية القذرة وعصابات الخطف والقتل على الهوية والتي صنعت لنفسها عناوين وأسماء ولافتات تدغدغ من خلالها مشاعر (قطعان) الجهّال الأغبياء المنوّمين طائفيا او دولاريا .

وأريد من تلك الصورة الموجزة للمشهد العراقي أن أنبه وادعو للتفكير المتأني لكل من ارتضى لنفسه ان يكون بمستوى الزمال أجلكم الله في فهمه لحقيقة ما يجري ، ويؤمن ايمانا مطلقا مقيتا بالطروحات المشبوهة لبعض قادة هذه المرحلة الدموية ، ومن الطبيعي ان لا أذكر اسماء هؤلاء (البعض) من القادة ، بسبب التحذير (الجدي) الذي تلقيناه من مجلس القضاء الأعلى باعتبار وسائل النشر في الأنترنيت والفيسبوك هي وسائل اعلامية وتقع تحت طائلة عقوبات قانون النشر السيء الصيت .. وقد حلف لي احدهم أن مدحت المحمود لديه استعداد أن يقصّ (ز..ـك) اذا تطرقت الى أي اسم من اسماء (مناضلي) العراق الجدد الذين يديرون المشهد السياسي الحالي ، والحقيقة آني بطرك المذكور وما عندي غيره.

أقول لأولائك المغيبين المساكين .. ان كانت تلك المعركة المصيرية تتطلب الأدامة (اليومية) للقوات العراقية بعشرات انواع السلاح ومئات انواع الأعتدة والوقود وزيوت المحركات والتجهيزات المختلفة والأرزاق الجافة والطرية ومن ضمنها اللحوم بمختلف انواعها ومياه الشرب ، والتعويض الفوري بالأشخاص وبالسلاح والمعدات والتصليح والأدامة ، والحفاظ على طرق التموين وحمايتها ، ناهيك عن رواتب المقاتلين ..الخ ، وبالتالي يحتاج كل ذلك الى مبالغ مليارية مهولة !.. فمن أين يأتي بها الطرف الآخر ؟؟ .. وهنا نسأل .. أليست كل تلك المتطلبات يحتاجها جيش داعش الأرهابي لأدامة زخم قتاله ؟ .. فمن أين لهم ذلك ومن أي طرق المواصلات الأقليمية تأتيهم وعبر أي (دولة)؟ ، ومن يزودهم بالسلاح ، ومن يعوضهم عن خسائر الأشخاص والسلاح وصرفيات العتاد ، ومن يزودهم بالأرزاق والوقود والزيوت اليومية ، ومن يصلح لهم عجلاتهم ويديم اسلحتهم .. هل ينزل عليهم كل ذلك من السماء ؟؟ .. سؤال كبير مهم ، قد يجد اولائك المغيبين الغشمة انه بمجرد ان يسأل احدهم نفسه به سيخرج حتما من خانة الزمايل ، وسيفهم بعض مما يجري ، وايضا البعض من الادوار المشبوهة لقادته المناضلين سالفي الذكر ، وسيستنتج ببساطة حجم المصيبة الكشرة التي يسير اليها هذا البلد المحترق .