هناك قبائل تعيش في هضبة التبت الصينية، عندما يستقبلون ضيوفهم، فطريقتهم في التحية، تكون بمد ألسنتهم خارجاً، وبأكبر قدر ممكن، تعبيراً عن الترحيب بهم، فهل سيقوم الشعب، بإستقبال حكومة التكنوقراط الجديدة كما يجب، وعلى طريقة المكنسة؟ أم أن الأمر بحاجة، الى تفكيك الشيفرات الإنفجارية في المناصب، التي تدار بالوكالة، مع تقييم موضوعي عن أداء الوزارات، وفوق هذه أن يُعمد الى بيان مفهوم التكنوقراط، بعبارات واضحة، دون إنشاء فضفاض، أو معنى ضبابي، بعيد عن الحقيقة والواقع. بعض من الساسة، يحب أن يعيش في الماضي، لأنه مادة جاهزة للطرح، فنراهم يتكأون على أمجاد زائفة، صنعها لهم التأريخ، الذي كتبه الإنهزاميون، رغم أن مشاريعهم لم تكن مع الشعب، وإنحرفوا بفكرهم عن جادة الصواب، لذا تسلموا مناصب السيادة والرئاسة، بدعوى غير حقيقية، عليه باءت سياساتهم بالفشل والتخبط، مضافاً اليها الهدر، والسحت، والفساد، كعناوين رئيسية تصدرت حكمهم، لذا يمكن للعراقيين الأحرار، أن يستقبلوا ويودعوا هذا النوع مع شخوصه، وفق الطريقة التبتية الصينية، إن صح التعبير! المعتدلون وحدهم، مَنْ يمتلكون القدرة على العيش بالماضي، فطريقتهم لاتعني إستذكاره فقط، بل إستحضاره بطريقة واقعية، ورؤية حقيقية، ومثاله اللجان الشعبية، التي طالب بتشكيلها السيد عبد العزيز الحكيم (طاب ثراه)، فتعد حلاً أمنياً في الوقت الراهن، متمثلاً بالحشد الشعبي والعشائري، لحفظ أمن محافظاتهم، كذلك عبور ما يسمى بالحرب الطائفية المصغرة، التي تحدث عنها آل الحكيم، ووقفوا بالضد منها، بالدعوة للوحدة الوطنية، ونبذ الطائفية والقومية والشيوعية، فجميع العراقيين يجب أن يُحترَم تعايشهم، لأنهم يمثلون عراقاً واحداً.العهد القديم، ما يزال تأثيره قوياً على الشرفاء، فمفردات الحرية والشهادة، تدخل في ملحمة الصبر الأسطوري، والماضي النزيه يجلس مكتظاً بالمكارم، مكتنزاً بالجلالة والزهد، وهنا نستثني العذابات الممزوجة، بزمن الدكتاتورية البعثية، فهي عقل سيء السمعة، مصاب بجنون العظمة، ولا نعتبره تأريخاً، فهل ستجري الأمور في حكومة التكنوقراط، ضمن باب خدمة الوفاء بالعهد القائم، على النزاهة والعدالة، بعيداً عن المحاصصة، وأن يشمل التغيير جميع المناصب، بحيث لا يكون هروباً الى الأمام، من أزمة الى أخرى. يستقبل الناس البسطاء مشروع الإصلاح، بترحيب حار، لأنه يمثل طريق الخلاص، من أوضاع متردية عاشها عراقنا، فهم لم يستفيدوا من خيرات أرضهم، ويشاهدون تراكمات الطاغية، تفعل فعلها بالبلاد، فالحزم الإصلاحية لم تنقذ إنساناً، أو تطور مصنعاً، أو تعبد شارعاً، أو تبنى مدرسة، بل أكلها الفساد، وكأن الهم الجمعي لمعظم الساسة، هو جمع الأموال ونقلها خارجاً، ولا يهمهم طريقة إستقبال الشعب لهم، (بمد الألسن، أو رمي الأحذية، والحجارة، والمكنسة، وغيرها من أدوات التحية الديمقراطية القديمة والحديثة!