الرعب الذى يحيط بى ويفقدنى الحركه والتفكير والعمل يصعد مخاوفى المستمره من ان القادم اعظم. هذا يتأكد من سيره, سلوك وسياسه شخصيات فرسان المحاصصه طيلة 18 عاما. من ان الصناعه, والزراعه وقطاع البنيه التحتيه قد انهارت, او توقت عن العمل كقضايا اساسيه للتنميه والنمو وخلق فرص عمل للسكان تعتبر خساره وطنيه كبيره, ولكن يمكن خلال بضعة سنوات باراده وطنيه قويه وقاده يحترمون انفسهم قبل ان يحترمهم العالم ان تعود الى العمل وتتوسع ايضا. ان العراق وما يعرف ببلاد مابين النهرين, مسوبوتانيا, اوارض السواد كما وصفها العرب المسلمون الاوائل لكثافة الارض المزروعه, وكما يعرفها العالم بانها ارض الحضارت والمدنيه وفيه تطورت الكتابه والعجلهوالقوانين ووو….ألخ , كان النهران العظيمانالباعث الاول على الحياة والعمل وكذلك عنصران اساسيان فى تحديات الطبيعه حينما يحصلموسم الفيضان, هذا التحدى قاد القاده انذاك بالتفكير للوقوف امام هذا التحدى وابتكار السبل والاساليب الفاعله لدرء هذا الخطر الوجودى. وتم بناء السدود ورفع مستوى ضفاف الانهر وتم ذلك ايضا بالمشاركه الشعبيه – اسلوب الانتاج الاسيوى- حاليا ومنذ بضعة سنين نعانى من شحة مياه دجلة والفرات ووصلت اليوم, فى مناطق معينه عبور الانهر مشيا على الاقدام, هذا يعنى ان المعادله التاريخيه قد قلبت رأسا على عقب, ان التحدى مصدره نقصا كبيرا بكميات المياه فى النهريين العظيميين التى تهدد حياة السكان لخطر وجودى بالاضافه الى نهاية مرعبه اليمه بنهاية مسوبتانيا التاريخيه ومهد الحضارات. ان هذه الحاله لم تأتى اعتباطاونتاج اهمال بين ليلة وضحاها, وانما عملية الطبيعه وسياسيه قد ظهرت مؤشراتها ومعالمها منذ عشرين عاما و تشترك فيها بلدان المصدر, المنابع, تركيا وايران والنخبه العراقيه البائسه. منذ سنين قامت تركيا التى ينبع منها كلا النهرين دجله والفرات ببناء سدود عملاقه لتخزيين المياه واستخدامها فى اوقات الحاجه, الا ان بناء السدود يخضع لاتفاقيات عالميه معترف بها من الامم المتحده وتوكد على ان لا يكون بنائها والاجرات الاخرىتؤثر على بلد المصب وهو العراق, هذا يعنى ان تركيا قد تجاوزت هذه الاتفاقات ولم تراعى بلد المصب, وتنوى بالاضافه الى ذلك بناء سدود جديده, هذا يعنى ان الخطر مستمر وسوف يتصاعد. اما بالنسبه الى الجاره ايران التى لها نفوذ فاعل فى العراق وتركبيه فرسان المحاصصه, فقد حولت مجرى الانهر التى تصب فى العراق الى داخل اراضيها وقطع مسارها عن حوض العظيم ومزارع وبساتين محافظة ديالى, فى مخالفه وتحدى صريح للاتفاقيات التى ترعاها وتشرف عليها الامم المتحده. وكما يبدو فان تغيرا فى موقف البلدين يعتبرضربا من احلام اليقظه لاسيما انفرسان المحاصصه لا تعنيهم القضيه و غارقون بالانسداد الوزارى ومصالحهم الشخصيه وكيفية الحفاظ على مستقبلهم. ان المديريات المتخصصه بقضايا المياه تعتبر من حيث النوع والكم قاصره فى القيام بهذه المهمه الخطيره, خاصة ندره المختصين والخبراء وعموميه موظفى البطاله المقنعه. من ناحية اخرى, ان نوعية القاده الحزبين والوزراء من العراقيين المتربعين على السلطه لم يؤخذواماخذ الجد من قبل الشخصيات العالميه, خاصة من قبل ايران وتركيا, فهم لايتعدوا ان يكونوا موظفين فى الدولة الاسلاميه وينفذوا مصالحها, هذا يعنى ان تغيرا فى موقف ايران واعاده الروافد الى مسيرتها ومصبها القديم هو ثانية فى احد احلام اليقظه. اما عن تركيا التى فى حالة حرب مع البككا الاكراد وتحتل اراضى عراقيه شاسعه ولها عدة قواعد عسكريه فى شمال العراق لم تعير اهتماما بما يعتبره ويؤكد عليه الاعلام من انتهاكا للسياده العراقيه مع استسلام نخبة المحاصصه للامر الواقع وذلك لانها لا تستطيع ان تغير شيئا. ان الشركات التركيه فى مختلف الاختصاصات نشيطه جدا فى عملية البناء والتنميه, وذلك لانهم كانوا اكثر استعدادا للدفع الرشاوى الماديه وغير الماديه لاصحاب القرار, ولذلك فأن المشاريع المنجزه فعلا قليله جدا مقارنة بـ 5000 مشروع معطل بالرغم من صرف الاموال المخصصه لها. ان السيد اردغان الذى على علم باساليب المقاولين الاتراك واستعداد والمسؤليون العراقيون لكل الرذائل والقبائح فهو محملا ذاتيا بحكم مسبق عنهم وعلى معرفه بتاريخهم المحجل وانتمائاتهم الاجنبيه, انه لا يتعامل معهم من موقع الاهمية والاحترام المتبادل والمسؤليه ولذلك بكل سهوله فرض شروطه عليهم اوعدم استجابته لطلباتهم.ان هذه الحاله الخطيره حصلت قبل بضعة سنين حنيما انخفض مستوى المياه فى النهرين وغير موقفه عندما ناشده السيد السيستانى. ان فرضيه استجابة السيد اوردغان لشلة المحاصصه المترهله الوقحه بفتح المياه هو حلم من احلام اليقضه, اللهم ان يقدموا له عرضا مغريا, مثلا التنازل على احد المحافضات الشماليه او اسعار خاصه للنفط كما هو الحال مع الاردن, او يرفعوا قضية التجاوز بجديه عاليه الى المحاكم المتخصصه للامم المتحده واعتماد محاميين دوليين. ان عجز الحكومه وعدم قدرتها وصلاحيتها للعمل خاصة التعامل المسؤل مع قضية حياتيه مصيريه مثل جفاف الانهار وتصهحرالاراضى الزراعيهيصاحبها تتصاعد نبرة وحدة اصوات الابطال والمسؤلين, بتصديهم لازمة دجلة والفرات, ايران وتركيا, كما صرح بذلك النائب الاول للبرلمان السيد حاكم الزاملى وتهديده بوقف هذهالاستيرادات التى تبلغ لكل من البلدين الـ 20 مليار دولار . انه تصريح ثورى للاستهلاك المحلى, نوعا من “جبر الخواطر” الكاذبه واحد احلام اليقظه. اننا حتى لو توفرت الاراده السياسيه فلا يمكن وقف الاستيراد, خاصة فى الاوضاع العالميه الراهنه وازمة الغذاء بعد ان تخلصنا من الزراعه والصناعه المزعجه وسلمنا امور الشعب والبلد فى يوميات الحياة والغذاء الى تجارنا الاشاوس. لقد استمرار نظام نخبة المحاصصه المتخلف اصبح واقعا مؤلما ويفرز بشكل مستمر كوارث وفضائح وقد تجاوز عمره الزمنى ولابد من من القضاء عليه كى لا يصبح احد احلام اليقظه.ان ارض السواد, بلاد ما بين النهرين مسوبوتانيا ومهد الحضارات يجبالحفاظ على نكهتها وشعلتها ووطن العراقيين الشامخ ابدا.