يميل البعض فى المقارنه والتماثل بين هتلر وصدام حسين كقاده كبار وطنيين وقوميين ويعتبروا انتهاك حقوق الانسان والقتل الجماعى والسياسه العنصريه والحروب التى جهزوا لها وقاموا بها كانت عمليات ضروريه لبناء الدولة والامه, كما ان الدمار والرعب والضحايا البشريه الى قام بها كلاهما, لا يمكن مقارنتها بما يحسب لهم او ما يدعون مما قدموه من انجازات عظميه.
ولد هتلرعا 889 1 فى قرية صغيره فى النمسا. عاش هتلر طفولة مريحه ولم يعرف العوز والحاجه وقد وجد حنانا ورعاية واهتماما كبيرا من امه بشكل خاص, ولم يكن ابوه الذى كان موظفا بدائرة الكمارك فى المدينه عنيفا شديدا ودكتاتوريا, ان يكون معوقا كبيرا لمسيرة صبى فى مراحل حياته الاوليه, كان ككل الرجال الذين عاشوا تلك المرحلة الزمنيه. اجتاز هتلر مرحلة التعليم الاولى بدون صعوبات تذكر, ولكن المشاكل قد بدأت مع مرحلة المتوسطه حيث اعاد احد الصفوف مرتين وانتقل اخيرا بالمحاوله الثالثه, لم يكن ذلك لانه غبى او محدود الخيال, وانما لانصرافه فى احلام اليقظه بمختلف تنوعاتها واشكاللها, كان ينزوى فى غرفته ساعات طويله يقرأ مختلف المنوعات الرائجه ويخدم من امه التى تقدم له الغذاء وتنظم الغرفه, دون ان يبدو منه اى شعورا بالمسؤليه او المساهمه فى اعمال البيت او ان يسأل من اين يأتى كل هذا, حتى انه لم يبدى اهتماما كبقيه التلاميذ الذين يفكرون بما يمكن ان يتعلموا وما هو مناسب لهم وكيف سيكون المستقبل.بعد سنتين من وفاة والده عام 1905 ترك هتلر المدرسه وقرر ان يكون فنانا وفى عام 1907 قدم على اكاديمية الفنون التشكيليه فى فيينا ولكنه لم يجتاز الاختبار مرتين لعدم قناعة الاساتذه بالرسوم التى قدمها وكذلك لانه لم يحصل على البكالوريا. عاش من ما تقدمه دائرة رعاية الايتام و من ما وراثه عن ابيه, بعد ان استنزفت هذه المدخرات عاش فى احد بيوت المشردين لمدة 4 اسابيع عام 1909, وكانت المحاوله من اجل التخلص من فحوصات التجنيد الالزامى, كما عاش لمدة ثلاث سنوات فى احد بيوت الرجال الرخيصه. كان يبيع احيانا بعض الرسومات من اجل العيش. فى عام 1913 انتقل الى ميونيخ فى جنوب المانيا من اجل التخلص من الخدمه العسكريه الالزاميه. لم تختلف حياته فى ميونيخ عن حياة التشرد فى فيينا, يرسم, يزور التجمعات السياسيه, يقرأ كثيرا من الادبيات الشعوبيه والعنصريه والكثبر من المطروح ضد الساميه بشكل عام وما كان فاعلا من احكام مسبقه عن الشعوب الشرقيه قى امبراطوريه النمسا- هنغاريا, وعندما قامت الحرب العالميه الاولى قدم طلب التطوع الى الجيش البفارى وقبل كمراسل فى قوات المشاة. ان ببلوغرافيا هتلر خضعت لدراسة معمقه من قبل المؤرخين وعلماء الاجتماع بالاضافه الى دراسات التحليل النفسى, وتنال هذه الدراسات وما تقدمه من وقائع جاءت بعد سقوط الرايخ الثالث وانتحار ادولف هتلر وقيام نظام دوله مازالت قويه ومتطوره و هى المانيا الغربيه.
ما زالت حياة صدام حسين لم تكتب بشكل علمى من قبل مؤرخين وعلماء, وكل ما نعرفه عنه هو فى الحقيقه ما قدمه ذاتيا عن شخصه وكذلك ما كتب عنه فى حياته منذ مشاركته فى محلولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم فى شارع الرشيد. كانت هذه العمليه ضمن الجهود الحثيثه فى تصويره وتقديمه كشخص خارق, ذو ذكاء حاد وله من الفراسه ما يخترق قلوب الشجعان وعقول العقلاء والعلماء حيث يبدو هؤلاء جميعا صغار بؤساء امام هذا الصرح البشرى الشامخ. ولد عام 1937 فى قرية العوجه ضمن قضاء تكريت, ام قرية تكريت ضمن قضاء العوجه؟!! لم يعرف صدام والده فقد ولد يتيما وعاش مع امه التى تزوجت من رجل شديد قاسى وانجبت منه ثلاثة اولاد. لم يعرف صدام رعاية الاب وحنان الام التى كانت بنفس الوقت مشغوله بالاطفال الاخرين, فى وضع اقتصادى صعب جدا وارض لم تكن كريمه جدا بحكم تخلف اساليب العمل الزراعى. هذه الحاله, زوج امه يفرض عليه العمل فى الارض مبكرا, انه لم يعيش الاجواء الحميمه للعائله ولم يتمتع بالطفوله كبقية الا\طفال, انه ليس الابن وانما الملحق بالام, ولذلك لم يحضى بالحنان . كلف باعمال ومسؤليات الشباب والرجال وما زال طفلا. انها الحاله الماديه الصعبه وقلة عطاء الارض ومحدوديه الاغنام والبقر. كان الفقر والعوز والحاجه من يوميات الصبى صدام حسين, هذا بالاضافه الى صعوبة الارض وقسوة الطبيعه وحالة البداوه وسيطرة مفاهيم العنف والقوه على مقومات التربيه والتنشئه الاجتماعيه البدويه- الريفيه التى تؤكد على الرجوله والبطوله التى انعكست على الصبى صدام وتعمقت فى فكره ووجدانه ووقامت بتشكيل وبلورة عالمه الذى يسير عليه وينظم علاقاته مع المجتمع المحيط به والمشاكل التى تجابههوينعكس عليه ان يكون قويا كى يستطع مجاراة هذا المجتمع القاسى والا فان الضباع البشريه والحيوانيه سوف تبتلعة ويكون سخرية للاخرين . الا ان صدام لم يكتفى بالقوه وانما اضاف اليها الشراسة والعنف, بمعنى ان لا يكون فى موضع الدفاع عن النفس من خلال رد هجوم المعتدى وانما الدفاع عن النفس من خلال المبادره بالهجوم والتحكم بالحالة مبدئيا. وكما يبدو فقد اخذ اسمه وصفاته تنتشر فى هذا المجتمع المحلى ومنحه ذاتيا الكثير من الاعتداد بالنفس وصحة القرار الذى اتخده فى مجابهة احكام المجتمع المحلى التى منحته شعورا اخذ يتبلور مع الوقت والمهام بالقدره والقوه والتى تصبح مع الزمن نرجسية حاده. فى هذا الاطار كلف بقتل احد اقاربه وكان مازال صبيا. انها عملية كبيرة لايقوى عليها الا الذين بلغوا من القوة والعنف مدا كبيرا. دخل المدرسه الابتدائيه فى مدينة تكريت وكان عمره 10 سنوات وكان يقطع المسافه الطويله مشيا على الاقدام, فى طريق محفوف بالمخاطر وقطاع الطرق. كان قراره الذهاب الى المدرسه يشكل تحديا لقرار العائله التى كانت تحثه على العمل قى الزراعه, ان يعمل كبقيه شباب سكان القرى المحيطه. اكمل صدام مرحلة المدرسه الابتدائيه وانتقل الى بغداد ليعيش فى بيت خاله خير الله طلفاح وسجل لمرحلة المتوسطه فى ثانوية الكرخ الشهيره. كان الصراع بين القوى السياسيه فى سنين ثورة 1958 تموز محتدما, خاصة بين البعثيين والشيوعيين وكذلك ضد سلطه الضباط الاحرار فى شخص الزعيم عبد الكريم قاسم. لقد اتخذت قيادة حزب البعث قرارا بالتخلص من الزعيم عبد الكريم قاسم وكانت تبحث عن عناصر شبابيه قويه مغامره ومتحمسه تقوم بهذه المهمه, وكما يبدو فان سمعة صدام قد وصلت الى الحزب وبأسه فى مثل هذه الواجبات وقد وقع عليه الاختيا ضمن الفريق الذى سوف يقوم بتنفيذ العمليه بعدما قما ببالتحريات وجمع المعلومات فى الاوساط التى كان يييتحرك معها. لقد تم التخطيط لها وتحديد المكان والزمان التى يتم فيها تنفيذ العمليه, وتم وضع صدام حسين فى احد ازقة عقد النصارى المطله مباشرة على شارع الرشيد حيث سوف يمر الزعيم فى الشارع ويتم اطلاق النار عليه. ان العملية فد فشلت ونتيجه لاطلاق النار من قبل مرافقى الزعيم قد اصابت احد العيارات ساق صدام حسين. هنا تختلف الروايات, ان البعض يروى ان صدام حسين خذلته الشجاعه وحاول الهرب واصيب باطلاقه باثناء الهروب, الا ان الروايه الرسميه التى يروها عبد الامير معلة فى *الايام ‚ الطويله), كما رواها علية صدام حسين شخصيا والتى انتجت كفليم روائى ايضا,, ساهمت الى حد كبير تصوره الشخص الذى يقدم الحلول الغير متوقعه والغير مألوفه الخاص والفريد. ان العيار النارى قداصابه اثناء المواجهه الفعليه التى قام بها صدام حسين. ان المشاركين التقوا بعد ذلك فى الوكر المحدد وكان ساق صدام ينزف من جراء الجرح. هنا تبدأ صناعة المعجزه والخوارق, صدام حسين يأخذ سكينا ويقوم باخراج الرصاصه من موضع الجرح, ويغادر الوكر بعد ان يدلى للمشاركين بضروره ترك الوكر لانه رجال السلطه سوف يصلوا اليهم سريعا وتم ذلك فعلا. من هذه الحادثه وعملية هروب صدام مشيا على الاقدام بمحاذاة النهر صعودا الى تكريت ومنها عبر الباديه بمساعدة البدو الى الشام. فى الشام يقيم فيها بضعة اشهر ويقوم الحزب برعايته والتخطيط له. الى هذا التاريخ كان موقع صدام فى الحزب بمستةى مؤيد او اكثر من ذلك بقليل, ان العلاقه والتدرج الحزبىسوف ياخذ منحى اخر, خاصة فى حزب لا يعتمد على القاعده والعمل الجماهيرى, ان صدام حسين فى تكوينه وشخصيته يعتبر عنصرا مهما جدا فى سياف عمل الحزب ونظريته. يتوجه صدام الى القاهره, الى مصر الزعيم جمال عبد الناصر. كان الحزب يمده بكل ما يمكنه من سند ومساعده. التتمه لاحقا.