22 نوفمبر، 2024 11:58 م
Search
Close this search box.

(بعران) الحاج ..سانت ليغو !

(بعران) الحاج ..سانت ليغو !

ساسة العراق واشباه ساسته يسعون هذه الايام بكل ما اوتوا من جهد وقوة الى اللحاق بأخر (فاركون) من قطار الانتخابات المقبلة بعد ان اوشكت التحالفات والإئتلافات على رسم صورتها الختامية ووضع اللمسات النهائية على تشكيلاتها لخوض (المزاد) الذي يقف وراء بعضه اصحاب رؤوس اموال جاء معضمها من مقاولات وعقود حكومية مشبوهة أو سرقات للمال العام .. أو في أضعف الاحوال من تبييض أموال جرى في دولتين عربيتين احداهما مجاورة والاخرى خليجية نصف مواطنيها من أصل …. عجمي !
واذا كان لكل انتخابات سمة معينة فان سمة الانتخابات التشريعية المقبلة هو هيمنة المال السياسي عليها فبعد ظهور رغبة عدد من اصحاب رؤوس الاموال ، وجلّهم من(الحرامية ) الذين يعرفهم القاصي والداني ،بدخول العملية السياسية ، مباشرة او بواسطة تشكيل كتل يتزعمها اخوانهم او اقاربهم ،فان من المؤمل ان تكون هذه الانتخابات ساحة حرب لمن (يحرّك) يده أكثر من الاخر واذا علمنا بان معظم الناخبين العراقيين لايهمهم من يمثلهم قدر مايهمهم من يرشيهم بهدايا عينية او نقدية ، كما افرزت الانتخابات السابقة ، فمن المؤكد ان يشغل مقاعد البرلمان المقبل (ناس) معرفتها بالواجب البرلماني والتشريعي وامور السياسة والحكم كمعرفى العبد الفقير لله بمفردات اللغة …. الفيتنامية !
ومن المؤلم ان يسخط العراقيون على الحكومة والبرلمان طيلة عمر الدورة الانتخابية، ومنهم الكثيرعلى حافة الفقر او دونه ويعيشون ظروفا مأساوية وغير انسانية في المسكن والمأكل والعمل وفي مفاصل الحياة الاخرى ، وربما يتظاهرون او يرفعون اصواتهم قليلا .. جدا ، ولكن ما ان تاتي الانتخابات حتى تسيطر عليهم النزعة العشائرية والمناطقية والطائفية وينسون معاناتهم والتغيير الذين طالبوا به طيلة الفترة التي سبقت الانتخابات وعاشوا حرمانها ومعاناتها فيهرولون الى صناديق الاقتراع تحت مغريات وكلام معسول ووعود لاتتحق  ، مثلما حصل من قبل ،أما اذا كان في  الامر ( دهن سير) عيني كالبطانيات وكارتات الموبايل او حتى غرف النوم، كما فعلها رئيس كتلة سياسية في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة في الانبار ، أو نقديا من (أخضر) العم سام فان الامر يتخذ منحى ويكثرمصطلح (اني شعليه) الذي اسهم بتراجع البلاد الى خانة…(الشواذي) !
ونعود للساسة القدماء والجدد على حد سواء ، فماراثونهم قد بدأ ، وشغلهم الشاغل هو كيفية الاستفادة القصوى
من قانون الحاج  سانت ليغو المعدل الذي سيشمل الانتخابات المقبلة برعايته السامية ، وهو ماجعل الكتل السياسية وخاصة الكبيرة تذهب الى الانشطار وتشكيل كتل صغيرة للالتفاف على هذا القانون الذي يمنح
الكتل المتوسطة والصغيرة ( فرصة ) للافلات من هيمنة الكتل الكبيرة والفوز بعدد من المقاعد .. (غصبا) عنها !
على العراقيين ان يفهموا بان بلدهم يقف اليوم على مفترق طرق والكل مسؤول عما قد يؤول اليه الوضع العام اذا لم يحسنوا اختيار ممثليهم في مجلس النواب ، فبلد مثل بلدهم يطفو على بحيرات من الثروات لاحصر لها الا انهم
لم يلمسوا اي تغيير حتى بعد بلوغ ميزانيته السنوية اكثر من 140 مليار دولار وهي ميزانية ضخمة تستوجب ان يعيش اهلها في رخاء بيّن عكس مايحصل اليوم من فقر وترد في الخدمات وانتشار الفساد وهيمنة عديمي الخبرة السياسية والاقتصادية وفن الحكم على مقدرات اكثر من 30 مليونا من البشر أغلبهم ناموا نومة أهل الكهف وآن عليهم ان …. (يفزوا) !
القول اليوم هو قولكم فاذا لم تسهموا مخلصين بانقاذ البلاد من محنته باصواتكم في الانتخابات المقبلة فان العراق
سيبقى على التل الى ماشاء الله حاله حال (بعران) القراءة الخلدونية طيبة الذكر !

أحدث المقالات