اذا كان السبب الحقيقي وراء مطالبتنا بإنشاء الاقليم هو بقاء من مارس سياسة التهميش والاقصاء والقتل والأعتقال على رأس السلطة وهو نفسه من سيقودنا بحكومة اتحادية تدير رئاسة الاقليم قانونياً بحسب الفقرات 109 – 115 من الدستور والتي تحدد صلاحيات الحكومة الاتحادية وتمنحها ادارة قوات مسلحة تحمي الاقليم وامن حدوده إضافة إلى رسم السياسة المالية والكمركية ! وتنظيم السياسة التجارية والمالية للأقليم وتتحكم حتى بمصادر الطاقة والمياه وتدير وارداتها، بل أن هذه الفقرات تتيح للحكومة الأتحادية التحكم بالآثار والنهج التربوي داخل الاقليم بما ترتأيه مناسباً لسياستها ؟ فما الفائدة من أنشاء الأقليم ؟
وبعد كل ما عانيناه من قياديي هذه الحكومة، هل سنجدهم نزيهين في عملهم بعد إنشاء إقليمنا عبر سلطاتهم العليا وهم الذين احترفوا الكذب والدجل واختلاق الأزمات منذ بداية توليهم لحكومات الاحتلال الذي لا زال يقبع في المنطقة الخضراء بــ 15 الف أمريكي في ما يسمى بالسفارة الأمريكة والتي ترعى بصمت كل ما يجري في العراق …
أليس من السهل حينا ( اي بعد انشاء الأقليم ) أن تختلق هذه الحكومة الأتحادية أو تفتعل أو تقوم بتنفيذ عمليات ارهابية داخل الأقليم طالما تواجد اعاونها الذين لم نقم بإزالتهم فعلاً بعد اكثر من 70 يوم من ثورتنا السلمية ،وعبر ميليشياتهم التي مارست تفجير الابرياء وقتلهم طوال عشر سنوات مضت ، وحينها سيدخل الجيش بحجة حماية الأقليم وسيقول الـ ( غشمة ) { تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي }، وسنجد انفسنا جناة في مشروع التقسيم الذي خطط له اعداءنا، و سنجر اذيال الخيبة والخسران حين لا ينفع ندم .
خوفي على بلدي دعاني لطرح عدة اسئلة على من هم بمحيطي وكانت كالآتي:
هل تظاهر الانباريون لإجل الحصول على اقليم ؟ ولماذا لم نقم بالمطالبة بالاقليم ونحن جالسين في بيوتنا بلا وصب او نصب ؟ ام ان احزاباً سياسة اخرجتنا لنتظاهر ونحدد مطالبنا المشروعة ونحن نعمل بالمثل ( الغرگان يچلب بگشاية ) ثم يقولوا لنا انظروا ؛ بعد اكثر من 70 يوم من الاعتصام لم تنفذ الحكومة مطالبكم ولا حل لكم سوى انشاء اقليم !
ولماذا ارى دعاة الاقليم يثقفون لفكرته خلسة بين الناس، فإذا كان الرأي الصائب هو ذا ؟ فلماذا لا يعتلي احدهم منصة الأعتصام ويبدأ بطرح هذه الفكرة؟
بعد عشر سنوات من مشاركتهم في حكومات الأحتلال، لماذا اكتَشَفَ الاسلاميون الآن ان عقيدتهم تخالف عقيدة اهل الجنوب ولهذا صار من الواجب علينا أن ننفصل عنهم بإقليم يحمي لنا تطبيق منهجنا الذي يروجون للناس انه في خطر كبير طالما بقي العراق موحد ! ، في حين ان كل عاقل يعلم بإن هذه الحكومة لا تمثل اي طائفة بعينها بعدما مارست قتل كل العراقيين بمختلف اطيافهم .
ألم نخرج لإنقاذ المغتصبات الاحياء من نساءنا في المعتقلات واسترداد الحق لإصحابه، فما علاقة الاقليم بحماية المذهب السني ؟ وهل سيحفظ المالكي واشابهه للسنة حقوقهم بعد انشاء اقليمهم السني ؟
وإن كان دعاة الاقليم بالفعل خائفون على اهل السنة فكيف سيكون حال اهل السنة داخل المحافظات ذات الأغلبية الشيعية ؟ هل سيهاجرون لإقليمنا ام سنقوم ببناء مجسر كبير يربطنا بهم، او نقوم بحفر الأنفاق بيننا وبينهم لنتواصل في بيننا كـ ( سنة عراقيين ) ! .
طرحت هذه الاسئلة بصوت عال، ولكن وللأسف الشديد لم يجبني عليها أحد، فإلى اين نمضي ونحن نجهل المصير ؟