هذا ما قاله الخبير د. مايكل نايتس…الخبير في معهد واشنطن يقول انه يعتقد بعد 20 سنه سيكون العراق قد خرج من محنته الحالية, وهذا ما تأكده الأحداث الدامية في العراق والرجوع كما يقولون إلى المربع الأول أي قبل 10 سنوات مضت ولا سيما نشاط القاعدة وداعش بعدما سحبت الإدارة الأمريكية معداتها العسكرية واللوجستية بما فيها أجهزة التجسس والمراقبة والمطاردة وقدراتها العملاقة التي تربطها بالأقمار الاصطناعية وبطء تسليح الجيش العراقي بالأسلحة المتطورة كطائرات الاستطلاع من دون طيار والصواريخ الحديثة في محاربة عصابات القاعدة مما اضطر العراق على شراء أسلحة وذخيرة من طائرات الصياد الليلي –(صفقة روسية ) كإجراء سريع وبديل السلاح الأمريكي, ولذلك أعطت أمريكا القاعدة الضوء الأخضر وأعطتها فرصة لتعيد تنسيق نشاطها واستفادة القاعدة أيضا من السخط الشعبي في تردي الخدمات وازدياد البطالة وانتشار حالات الفساد المستشري في كافة أروقة الدولة والفوضى والتقصير في محاسبة المليشيات في إثارة روح الفتنة وإشعال الحرب الطائفية في القتل والتهجير حيث أجزاءا كبيرة من العراق تحترق فيها الجثث والسيارات والمباني في لحظة واحدة أضف إلى ذلك عدم تلبية بعض المطالب الشعبية و نشر الغسيل على شماعة الدستور الذي كتب على عجل ورفضته المحافظات الغربية في حينها ولم يتم الاستفتاء عليه سوى 10% من تلك المحافظات التي تقطنها الغالبية السنية وانه صناعة ورغبة أمريكية في تشريعه على عجل, وحيث أن الدستور ليس قانونا للمرور أو تشريعا يعني بالتعاملات العقارية أو حقوق الإرث والزوجية أو تعليمات أخرى بل هو خلاصة فلسفة الشعب في الحياة ولكي يكون الدستور شاملا فيجب أن يبصم عليه الشعب العراقي بالإجماع وعليه إذا أردنا عراقا متطورا ديمقراطيا يجب إعادة أو تعديل اغلب فقرات هذا الدستور (المفخخ ) والانتباه جليا لمحور وأساس المتطلبات الشعبية المشروعة لكل الطوائف والأديان والقوميات على مختلف ألوانها وأشكالها( ورفع الألغام من الدستور قبل انفجارها هو الوقاية المؤكدة والنجاح للعراقيين جميعا ).
إن غياب الروح الوطنية لدى اغلب الأحزاب والكتل هي السبب الآخر في محنة العراق وحيث أن الوطنية ليست مجرد ادعاءات فارغة وشعارات مبهمة المعاني وقيم جوفاء لا يربطها بقيم الوطنية الحقة سوى تشابه المفردات الوطنية فهي انتماء حقيقي وشعور مستمر لا ينقطع لهذا الانتماء وإحساس بكل مفردات وجزئيات تركيبة الوطن الوطنية ,حب صادق للوطن واستعداد على التضحية والبذل ووضع النفس قبل الجسد مشروع خدمة وتضحية دائمة.
ومن المسببات الأخرى للمحنة العراقية( الإعلام ) وحيث تتفجر الكلمات وتتعطل الأوصاف وتلوذ النعوت بالصمت وتتوقف في مخيلتي كل عبارات المقارنة والتشبيه وأنا أحاول أن استجمع شيئا منها وصف هذا النفاق الإعلامي لبعض الإعلاميين والصحفيين وبعض القنوات المأجورة التي تؤجج الفتنة وتصب الزيت على النار في كذب ودجل مفضوح بهذه الوضاعة والانحدار المهني المتناهي في كل جزئيات التكوين الأخلاقي والمهني لمن يسمون رجال للإعلام في قنوات الفتنة وممن تطوعوا للترويج على الطائفية والدفاع حتى على بعض رجال الدين والسياسة المخرفين فقد ابتعدوا عن المهنة الأخلاقية للصحافة في محاربة وفضح الطائفيين من كلا الطائفتين من الذين يقومون بالسباب والشتم والقذف المهين للصحابة وأهل بيت الرسول في أبشع الأوصاف في تاريخنا المعاصر وتاريخ الإنسانية جمعاء وعلى اختلاف وامتداد العصور.
وهذه هي محنة العراق كما نسردها بالحقائق والواقع وهذا حال غالبية مكونات الشعب العراقي طبقة من أناس عصفت بعقولهم وأبدانهم الجهل والمرض والفقر والأمية وطبقة أخرى انتفخت جيوبهم وخزاناتهم بملايين الدولارات وامتلكوا- الفلل -والحدائق الغناء في بلاد العرب وأوربا ,فالأولى ترى الناس فيها ضعافا كالحي الوجوه يروحون ويغدون كالأشباح وترى الشباب منهم عطالى يتسكعون في الطرقات وعلى صفحات (الفيس بوك ) تملا مخيلتهم صورة أو فديو أنثى عارية وطبق من الطعام – المقرمش او الجبس- أما طبقة السياسيين فتبحث عن كراسي إضافية في الانتخابات المقبلة (كراسي الحلاقين ) ونسوا أو تناسوا أن ليس هناك قوة في العالم اشد من قوة هدير صوت الشعب الساخطة المتذمرة, فيوم ينفذ صبر الشعب سوف لن يسمع إلا الهدير…والآهات…اللهم ابعد هذه الأمة من هذه الغمة..اللهم آمين…..!!