23 ديسمبر، 2024 10:42 م

بعد 100 يوم على تولي حكومة العبادي

بعد 100 يوم على تولي حكومة العبادي

اللحم العراقي لازال رخيصا !!!
مرت 100 يوم على حكومة الدكتور حيدر العبادي التي جائت على خلفية ركام حكومتين متعاقبتين للسيد نوري المالكي وكانتا الأسوء في تأريخ العراق لما سببته من كوارث أكلت الأخضر واليابس مثلما يقولون

اذ كان كل شيء فيها مباح للفساد والقتل والترويع والقمع والارهاب وكأننا نعيش في عصر الجاهلية اذ لاكرامة للأنسان ولا حق في العيش بأمن بل ان لحمه هو الأرخص فيقتل بسهولة وتستباح حرمته بطرق اسهل ودون عناء ولم يمر يوما دون قتل وتهجير لمجموعة من ابناء العراق لاذنب لهم سوى انهم اختاروا ان يكون ساستهم منشغلون في النهب والسلب والتخريب ونقل الثروات وافتعال الازمات بشكل طائفي نتن – ثمان سنوات عجاف تسيد فيها المجرم على الشريف والسارق على النزيه وابن العاهرة على ابن الاصيلة فبكى الرجال من هول ماحل بهم من ضيم وجور ومزقت للنساء خدود واثياب لما حل بهن من مصائب الدنيا التي جائت على يد مدعي الاسلام والتدين قتلا وتعذيبا واغتصابا لرجالهن وأبنائهن في سجون ومعتقلات سرية وعلنية هي الأسوأ من سجون بني امية حسب وصف الدكتورة مها الدوري لدى زيارتها لتلك السجون ومنها سجن يدعى ( سجن الشرف ) والذي تبين فيما بعد انه سجن بعيد عن الشرف كبعد السماء عن الأرض –

ثمان سنوات عجاف شهدت تخريب كل شيء على الارض فلم يبقى شارعا صالح للسير او مستشفى تمتلك المقومات الصحية او مدرسة تعطي علما كاملا او كهرباء تخدم الناس وتعينهم في اعمالهم او مياه صالحة للشرب او وقود يكفي لانقاذ الناس من قساوة برد الشتاء –

ثمان سنوات عجاف دمرت كل ماله صلة بالوطن والوطنية وكسرت هيبة الوظيفة الحكومية حين جردتها من معانيها السامية فاصبح الموظف البسيط مطارد لخطأ بسيط نتيجة لأجتهاده في حالة ما واطلقت العنان للحيتان ليسرقوا وينهبوا –

ثمان سنوات لاتتفاجأ فيها وانت تسمع ان موظف حكم بخمس سنوات او اكثر لخطأ بسيط بينما الحيتان تسرق اكثر من 700 مليار دولار دون ان يحاسبها احد

ثمان سنوات عجاف انقلبت فيها كل الموازين فيقود ابن الفاسد سيارة بقيمة مليون دولار وابن الشريف يقود ( الستوتة ) من اجل ان يؤمن لقمة يومه فانتشرت الستوتات من فرط ماحل بالشعب من فقر وجور والعشوائيات من فرط ماحل بالشعب من حرمان والمتسولون من فرط ماحل بالبلد من افقار متعمد –

ومع الأشهر الأخيرة للحكومة الثانية للمالكي اندثرت احياء باكملها نتيجة لأغراقها وتهجر الملايين من اجل اسباب تافهة تريد لكرسي الطغيان أن يستمر وأسقطت محافظات باكملها نتيجة للخيانة والتخاذل فاصبح البلد مشغول بتوديع شباب وشيوخ ونساء واطفال الى المقابر يموتون يوميا نتيجة لغدر الساسة وخيانة القادة فكان كل مافعله مختار العصر لايساوي مايفعله عامل النظافة من خدمة في الشوارع والذي يتقاضى راتبا لايساوي وجبة عشاء لفاسد من فاسدي ذلك المختار في الزمن الرديء الذي سلم الخزينة لخليفته خاوية والبلاد تغلي والشعب يئن –

الاشهر الاخيرة لولاية مختار الشؤوم كانت كارثية ادت الى استشهاد آلاف الشباب نتيجة لقادته صناع الوظيفة الفضائية التي سرقت مليارات العراق –

تولى الدكتور العبادي مهام عمله علي خلفية كارثية واستبشرنا خيرا كون العبادي جزء من المشهد السياسي على مدى السنوات العشر الماضية وليس حديثا عليها فهو يعرف اسباب الكوارث وبالنتيجة يعي علاجاتها – وبرغم بعض الاصلاحات التي اجراها لكننا هنا نعتقد ان اي من الاصلاحات التي تهم المواطن لم تحدث حتى الآن فخونة العراق ومدمري ثرواته لازالوا في اماكنهم والجهات التي اهانت الوطن والمواطن لازالت تعمل بنفس عملها – وما نحتاج اليه من قرارات تعيد للوطن والمواطن هيبته ولحمته لازالت بعيدة المنال ومازالت الاعمال الطائفية التي عصفت بنا جارية وعمليات التفخيخ والتفجير والاختطاف والقتل متواصلة –

بمعنى انه بعد 100 يوم على تولي حكومة العبادي – لازال اللحم العراقي رخيصا !!