17 نوفمبر، 2024 1:42 م
Search
Close this search box.

بعد مغادرة البابا بسويعات ، زقورة (أور) تشكو نفاق السياسيين !

بعد مغادرة البابا بسويعات ، زقورة (أور) تشكو نفاق السياسيين !

سلسلة المهازل في هذا البلد ، والتي لا نظير لها في التاريخ لا تنتهي ، فالجميع يعلم مدى الإهمال الشديد الذي أصاب أهم أثر تاريخي في العالم وهو زقورة أور ، وهذا ليس غريبا إن كان المواطن إبن هذا البلد قد نال نصيبا وفيرا من هذا الإهمال أصلا ، نُعامَل وكأننا غرباء أو لاجئين من مختلف أصقاع الأرض ، بل وكأننا لم نولد على هذه الأرض أب عن آلاف الأجداد ، مرابطين على ربوعه رغم الحروب والبطش والظلم والحصار وكأننا نقبض على جمرة من نار، حتى صدام ، إتخذها درعا لحماية طائراته في حرب عام 1991 ، ثم لتأتي ثُلّة من الغرباء قد عاشوا في منتجعات أوربا وأستراليا وأمريكا وغيرها ، فتضيق علينا الخناق ، بحيث جعلونا نلعن يوم ميلادنا على هذه الأرض .

زقورة أور ، تقع وسط الصحراء ، بلا طريق يربطها بأي حاضرة في محافظة الناصرية ، عانتقتها الأنارة الكهربائية بعد ظلام دام أكثر من 4000 عام تمهيدا لزيارة بابا الفاتيكان ، ها هي تعود إلى ظلامها الذي يرمز إلى ظلامنا أيضا بمجرد مغادرة عجلات طائرة الحبر الأعظم أرض مطار بغداد ، وقد حمّلوا المولد الذي كان يغذي إنارتها بالكهرباء على (تريلة) ، إلى حيث وجهته التي (أعارته) ! ، ولاندري هل كان المولّد مؤجرا على قدر الزيارة ، أم أنه مُشترى ؟! ، قاموا أيضا بتعبيد طريق لا يكفي سوى إما للذهاب أوالإياب لأنه ضيق ، ولو كان كالسجادة لنفضوه وسحبوه هو الآخر .

تبعد زقورة أور عن مركز مدينة الناصرية مجرد 19 كم ، فماذا سيكلّف مد خط كهرباء إلى هذا المَعْلَم العظيم ؟ ونحن نعلم أن مدينة الناصرية تضم واحدة من أكبر محطات توليد الكهرباء في البلد ، هل تعلمون أن إنارة هذه الزقورة لا تزيد عن 50KVA ، أي أن مجرد مولّد صغير كفيل بتلبية هذا الطلب ، ولماذا هذه الصحاري التي تحيط بالزقورة بدلا من جعلها واحة خضراء بنصب آبار تعمل بالطاقة الشمسية لا تكلف سوى بضعة آلاف من الدولارات ، فأين وزارة الثقافة ؟ أين هيئة السياحة ؟، أين مجلس المحافظة من هذا كله ؟ ، بل أين نوابنا من هذا ، بل أين القيّمون على هذا الأثر ؟ هل يتقاضون راتبا ؟! .
أخال هذه الزقورة تنادي البابا وكأنها تنطق بلساننا قائلة : (لا تصدق يا سيدي كلامهم ووعودهم ، فها قد أعادوني للظلام المزمن مرة أخرى) ! .

أحدث المقالات