آلاف مؤلفة تقاطرت على أوربا في موجة غير مسبوقة سواء عبر قوارب الموت المتهالكة أو من خلال الدروب البرية القاسية … خرجوا من بلدان الحرمان كما يدعون متجهين الى بلدان الأمان وكرامة الأنسان… ودعوا بلدانهم مكرهين بأسى ولوعة بعد أن أجبرتهم جرائم أخوتهم في الدين والعقيدة وجفاء أبناء جلدتهم … تحدوا الاخطار والرعب ومجاهل الطريق وأحتمالات الموت الواردة و أهوال ركوب أمواج البحر التي لا ترحم …تلك التي أبتلعت الكثير كما وجد آخرون جثثا هامدة داخل الشاحنات وفي الغابات …أنها محنة الأغتراب التي هزت الضمير الأنساني …فلق صعق العالم جراء هول ما جرى وما رافق مسير اللآجئين من صعاب
تسائل الكثير لماذا لا يتجه اللآجئون الى السعودية كونها حامية للاسلام وكعبته المقدسة … ألم يتذكر اللاجئون دعوة الرسول الأكرم لمسلمي مكة بالذهاب الى الحبشة لأن فيها ملك لا يظلم عنده أحد فحزموا أمتعتهم ورحلوا …هنا نتسائل أوليس الأولى بالسعودية أستضافتهم فلماذا لا تبادر دول الخليج التي تزخر بأجناس بشرية من جميع البلدان طالبة للعمل فيهم (الهندي والباكستاني و الماليزي والفلبيني وغيرهم) الا العربي محرم عليه الدخول ومضيق عليه العمل بحرية في تلك البلدان …وأن وجد عمل فأن وضعه سيكون غير مستقر وقد يستغنى عنه في أية لحظه أو يطرد لأتفه الأسباب …وفعلا فقد تم طرد الكثير من بلدان الخليج بسبب أنتماءاتهم المذهبية والسياسية أو الأثنين معا …المشكلة أنه ليس بالضرورة أثبات ذلك وفوق هذا وذاك يكذبون ويبررون كذبهم بأدعاء أن لديهم لاجئين في حين يعلم الجميع أن السوريين العاملين في السعودية مضت على وجودهم سنين طوال ولم يذهب أحد للجوء في هذه المرحلة العصيبة
بالجانب الآخر نجد أن بابا الفاتيكان أمر بفتح كنائس أوربا جميعها لأستقبال جموع اللاجئين القادمين من بلداننا (الأسلامية ) وجلب المواطنون الطعام والملابس والورود بل و حتى حفاضات ولعب الأطفال جلبتها النسوة وبالحنان والدموع جئن لتقديمها لمن هم بحاجة اليها …كما ساهمت الفرق الرياضية الأوربية بملاعبها وبالتبرعات المالية لمساعدة اللاجئين
أنه مشهد معبر فعلا بحيث يصعب وصفه …أما المانيا فقد تفردت بموقفها وأوقفت العمل بقانون اللجوء وأستقبلت المستشارة الألمانية ( ميركل )الأعداد الكبيرة من اللاجئين وكذلك عملت دول أوربية لكن بعض حكامنا الذين ساعدوا ودعم بعضهم عناصر الموت تمويلا ومرتزقة قد التزموا جانب الصمت لما يجري وكأن شيئا لم يكن …لم يحركهم ضمير أو وجدان او أحساس بينما هم يجلسون على مليارات المال النفطي …لم يستقبلوا أحد ولم يلتفتوا لموضوع الهجرة القسرية هذه وكأن الأمر لا يعنيهم حتى أنسانياً، ولا كأن بعضهم قد ساهم في أشعال وتأجيج الفتنة مع الأسف
هذا التصرف من حكامنا دفع ميركل الى التصريح في معرض حديثها عن الهجرة الغير مسبوقة (أن أوربا أصبحت للاجئين أقرب من مكة المكرمة )وفسر البعض هذا التصريح أن له دلالة وهي أن الحكام من أهل النفط والمال قد غطوا وجوههم (بغتراتهم )وكأن لسان حال اللاجئين يقول لهم (مهما أخفيتم وجوهكم فأن العار سيلاحقكم )…وسنرى
[email protected]