كان الشيعة يصفقون لحزب الدعوة لسببين,
الاول انه ادعى بانه يقاتل حزب البعث العربي “الكافر”, وقد اصدر الكثير من معممي الشيعة عشرات الكتب والاف الفتاوى التي تكفر حزب البعث وتكفر الانتماء اليه باعتباره حزبا شيوعيا الحاديا ,وباعتباره يدعوا الى الانحلال الخلقي وينشر الرذيلة والفساد الاجتماعي والاسري ,فكانوا يعيبون عليه انتشار محلات بيع الخمور وانتشار بيوت الدعارة والملاهي والبارات في كل مكان.ويعيبون عليه انه كان يحارب الاسلاميين ويسخر منهم ويمنع المساجد ويضحك من الحجاب ويمنع حتى الكتب الاسلامية.
والثاني انهم كانوا يعيبون على حزب البعث انه عميل للامريكان,وانه جاء بواسطة القطار الامريكي,وانه كان يتحالف مع الامريكان الذين ساهموا في تسليم فلسطين لاسرائيل,وكانوا يعتبرون حزب البعث امتداد للاستكبار العالمي كما كان يدعي خميني.
الان وبعد عشر سنوات من اسقاط حزب البعث ووصول حزب الدعوة للسلطة في العراق,وتسلمه زمام الحكم بدون منافس ولا دخيل,
وبعيدا عن عمالة حزب الدعوة للامريكان وقدومه على ظهر الدبابة الامريكية,وبعيدا عن تزويده النفط لاسرائيل,وبعيدا عن تسليم نفط العراق لشركات النفط الامريكية,وبعيدا عن دعمه لحزب البعث الكافر في سوريا و قتاله دفاعا عنه, بعيدا عن اي موقف سياسي ,هل يستطيع الشيعة ان يبحثوا عن اي “فضيلة” اخلاقية او دينية او اجتماعية او عرفية او علمية استطاع حزب الدعوة تقديمها للعراقيين عموما او للشيعة خصوصا؟,
هل استطاع حزب الدعوة ان يرفع المستوى الديني للمجتمع العراقي او يزيد من ايمانهم او يقربهم الى الله والخير والفضيلة الدنيوية والاخروية؟,
هل اصبح الشعب العراقي اكثر ايمانا ام اكثر علمانية وربما الحادا ونفورا من الاسلام ومن التشيع ومن ال البيت تحديدا بعد ان اصبح من يرفع راية الحسين هم افسد الخلق على هذه الارض؟.
من يسير بشوارع بغداد اليوم يكاد يخيل اليه انه يسير في ماخور كبير فالنساء كاسيات عاريات,لا تكاد ترى سوى فتيات متميعات يضعن من المكياج اطنانا ,يلبسن من البناطير اضيقهن ومن التنانير اقصرهن ,اما الحجاب فمجرد قطعة شفافة من القماش لو استخدمن قماشه في تغطية سيقانهن لكان استر لهن واطهر لدينهن !.
واما الشباب فاغلبهم “مسطولين” لا تكاد ترى منهم واعيا كل شغلهم الشاغل هو الموبايل وجل حديثهم عن ريال مدريد وبرشلونة,اذا وجت احدهم منكبا على شيء فستجده منكبا على الموبايل يكتب الرسائل لعشيقته او عشيقاته دفعة واحدة!,واما لباسهم فهو اشد خلاعة وميوعة من لباس النساء ,واما حلاقتهم للراس فلن تجد مثيلا لها الا في تكساس قبل عشر سنوات او مستنقعات باريس الخلفية قبل خمسين سنة!.
اخر ما يمكن ان تسمعه في شوارع العراق هو كلمة “حرام”او “اتق الله” ,فكل شيء مباح والكل يصيح “ما دام الكل يبوك وينهب شمعنا احنا انصير شرفاء”!,انه شعار يرفعه اغلب الموظفين والحرفيين وسواق التكسي وحتى المتسولين!,
فالسرقة والغش في كل مكان,يغشون حتى في الماء الذي يبيعونه,يسرقون حتى في القبور وكمية التراب التي سيضعونها فوق الميت!.
لم يعد الشباب بحاجة للذهاب الى بيوت الدعارة والملاهي الليليلة بعد ان اصبحت ملاذا ووكرا لضباط وجنود المالكي,خصوصا وان انتشار تلك البيوت في قلب المربع الامني للميليشيات الشيعية كميليشيا بدر والعصائب جعل الوصول اليها صعبا,لذلك فقد بدات تلك المواخير تنتشر خارج الكرادة وخارج ابو نؤاس لتصل اغلب المدن تارة بشكل علني تحت مسمى قاعة حفلات او صالة العاب وتارة بشكل خفي.
واما المدن الدينية ككربلاء والنجف والكاظمية فقد اصبحت مواخير دينية !,فكل من تريد او يريد ممارسة الزنى بطريقة شرعية فما عليها سوى الذهاب الى تلك المدن ثم ان تقلب عباءتها وسوف تجد العشرات ممن يريدون التمتع معها!,
واكثر ما يثير العجب في تلك المدن انك ترى النساء وهن بكامل زينتهن ومكياجهن وكانهن قادمات لاحياء حفلة وليس لزيارة دينية,اغلبهن يلبس البناطير الضيقة اسفل العباءة ,و بين الحين والاخر يكشفن عن افخاذهن بحجة تعديل العباءة او بحجة ان الهواء “طيرها”!!(الغريب ان تجد امراة تلبس عباءة سوداء واسفل منها بنطرون احمر,ول كان تتخيل المشهد عندما يلعب الهواء بالعباءة!).
واما الزيارات الدينية فليست سوى مناسبات للسرقة باسم اهل البيت,ومناسبة للزنى باسم اهل البيت,ومناسبة للتلسلق والتملق السياسي باسم اهل البيت,ومناسبة للطعن بالاسلام ولعن رموزه باسم اهل البيت!!.
باختصار,فقد غدا العراق بعد عشر سنوات من حكم حزب الدعوة ,تحول الى ماخور ديني,بامكانك ان تمارس فيه كل انواع الرذائل من قتل وسرقة واغتصاب وزنى وشرب للخمور والمخدرات,وكل ذلك برخصة شرعية ودينية تمنح لك من قبل “السيد طاو بواسطة فتوى يصدرها المرجع الاعلى !.
والا ماذا يمكن ان نسمي فتاوى السيستاني التي احلت المتعة عن طريق الموبايل او الفيس بوك!!,
وماذا يعني انك ترى العلويات والمحجبات وهن ينافسن الراقصات والممثلات في كمية المكياج والتبرج الذي يضعنهن على وجوههن؟؟,
وماذا يمكن ان نسمي شرعنة السيستاني للاحتلال الامريكي ودعوته الشيعة للانتخابات والتصويت على الدستور بدل من ان يدعوهم لمقاومة المحتل ؟,
وماذا يمكن ان نسمي تاييد السيستاني والمراجع الشيعية للمالكي ومن هم حوله عن طريق الدعوة لانتخابه بحجة انتخاب الاحزاب الكبيرة كما جرى في الانتخابات الاخيرة,او عن طريق السكوت عنهم وعدم التحريض عليهم ومعروف ان الساكت عن الحق شيطان اخرس؟.
وماذا يمكن ان نسمي الرشاوى التي يمنحها مكتب السيستاني ومكاتب المراجع الاخرى لمندوبي الامم المتحدة تارة تحت عنوان هدية من مكتب المرجع وتارة بعنوان هدية مقدمة من العتبات المقدسة (منحت لاحد مندوبي الامم المتحدة هدية عبارة عن نموذج لضريح علي ابن ابي طالب مصنوعة من الذهب قدر ثمنها بملايين الدولارات,اهديت لمندوب الامم المتحدة في زيارته الاخيرة للعتبات الشيعية باعتبارها هدية من ادارة العتبات وهي في الحقيقة رشوة مبطنة !!).
وماذا يمكن ان نسمي انتشار الملاهي الليليلة والبارات في منطقة يسيطر عليها اتباع المالكي والمجلس الاعلى تحديدا ؟,
وماذا يمكن ان نسمي انتشار المخدرات وحبوب الكبسلة حتى اصبح الشباب والمراهقين يستخدمونها في المدارس والجامعات بينما كان العراق يعتبر الدولة رقم واحد في خلوها من هذه السموم؟,
بل ماذا يمكن ان نسمي ارتفاع عمليات تفجير المساجد وحرق المصاحف وقتل المصلين في عهد حزب الدعوة لدرجة لم يسبق لها مثيل في كل العالم قديما وحديثا حتى بات حرق المصاحف اولى مهام قوات المالكي (بهرز وما جرى فيها من حرق للمساجد والمصاحف تكفي للدلالة على ما نشير اليه)؟,
نحن هنا لا نتكلم في الفساد السياسي ولا عن عمليات القتل والابادة الجماعية التي يتعرض لها العراقيون ,ولا نتكلم عن عمليات الفساد الحكومي في الصفقات الخارجية والعقود الكبرى وسرقة النفط والعمولات التي يستلمونها من شركات النفط الاستعمارية,
وانما نحن نتكلم هنا عن الفساد الخلقي والاجتماعي والاسري الذي تفشى في العراق خلال العشر سنوات الماضية من حكم حزب الدعوة الشيعي الذي حارب صدام لانه كان “كافرا” وحاربه لانه كان “عميلا”!!.
عشر سنوات ازداد فيها الشعب العراقي كفرا وفجورا وفسادا وانحلالا ونحن في عهد حكومة حزب الدعوة الشيعية!,
فهل العيب في الشعب العراقي او في حزب الدعوة الشيعي؟.
الاكيد ان المشكلة هي في الشعب العراقي الذي سمح لامثال حزب الدعوة المنافق من الركوب على ظهره باسم الاسلام والتشيع, ثم ارداه في عمق جهنم في الدنيا قبل الاخرة!.