اجل ابي الغالي…انا لا ارى الا الظلام ,ادرك الاشياء المحيطة بي من خلال جوارحي ,مثلا الاشياء الصغيرة التمسها بيدي, الأشياء الكبيرة امرر عليها كفي عموديا وافقيا لأجسد معالمها في فكري وان كان في الاغلب مشوشا تنبثق فيه خيالات شتى وتستفزني رؤى ربما احتفظت بها مذ نشأتي الاولى وربما في مرحلة الجينات او التي تسبق ذلك ولا اخفي حقيقة انني اتذكر أصوات الاحبة المحيطين بي واميز كل منهم فهذا صوت امي الغالية او جدتي لأمي وهي تلازمني وتعتني بي في كثير من الاوقات خاصة عند انشغال امي في العمل او في الدوام الرسمي وكذلك صوت اخي او اي من شقيقاتي اضافة الى الاخرين ا لمقربين واذكر انني ميزت ذات يوم صوت جديد شعرت انني اسمعه لأول مرة كانت صاحبة الصوت تجهل انني اميز الاصوات واعرف ما تتكلم به وان كنت بطيئة النطق كانت تقول عباراتها التي زلزلتني إذ قالت تخاطب امي:-
(إذا لم تقدري على رعايتها فاستخدمي من تساعدك على هذا الامر)
فما كان من امي الا هتفت بنبرة غاضبة :-
كلا…كلا …ان هذا لن يكون…لن اترك رعاية ابنتي للأخرين مهما كانت صلتهم او صفتهم .
صمتت المرأة واضافت كمن يقدم اعتذارا …
لقد كان مجرد اقتراح اردت من خلاله تخفيف الامر عنك ان قبلت بتنفيذه …
قالت امي كمن يعاتب بغضب:-
هي ابنتي وانا مسؤولة عن رعايتها اما لو غيبني الموت فإنها بعين الله وسيفعل الله ما يريد.
اضافت المرأة بعد بضع لحظات من الصمت في عبارة تساؤل
لك الله…انت لا ترضين استخدام اخرى في رعاية ابنتك فكيف بمن يتركونهم في دور الرعاية ولا يسألون عنهم…؟
هنا بدأت الصراخ بصوت عال لأوضح للمرأة انني افهم قصدها من العبارة فهي تدعو امي الغالية لتتركني في احد دور الرعاية وانا وان كنت واثقة من رفض الام لذلك لكني رحت اصرخ واصرخ واضج بالصراخ احتجاجا على تلك العبارة الآثمة وذلك الاقتراح الرهيب.