23 نوفمبر، 2024 12:59 ص
Search
Close this search box.

بعد سنوات…الضحية

ها انا اسير مع السائرين خلف نعشك
اراك بعينين خضلتين وينشج قلبي الما وحسرة, اجل ابي …انا المقعدة …انا المعوقة …انا التي يسمونني ومذ زمن بعيد الطفلة ذات الاحتياجات الخاصة.
ابي …اعلم الان انك تدرك انني اسير خلف نعشك بروحي وافكاري وليس بجسمي كما هو المفروض من قبل المشيعين.
عذرا ابي …لأنني لم استطع ان افعل ذلك وان كان هذا الأمر مما فكرت فيه ورغبت على ان المرء لا يستطيع ان يحقق كل ما يرغب فيه سيما وفي وضع كوضعي .
لاشك انك اليوم تعذرني وتشعر بأن ما انا فيه ومذ سنتي الاولى ما هو الا ما تحقق بفعل منك …لكنني اعذرك ابي لإدراكي انك انما فعلت ذلك دون ارادة منك ,اجل دون ارادة منك اذ كنت مثلي الان ضحية ,اجل ابي الغالي …انك كنت ضحية الالم النفسي الذي يسيطر عليك ويفقدك زمام التحكم في اعصابك فتتصرف دون وعي وترتكب ما لا يرضاه عقلك وفكرك وخلقك حين تنتهي نوبة الالم تلك ,وهكذا فقد كنت انا ضحية تلك النوبة حين كنت في الاشهر الاولى من سنتي الاولى وكنت كأية طفلة اقوم بأشياء طبيعية حين اشعر باحتياجي لألفت نظر الآخرين واهتمامهم وربما كنت اذ ذاك قد فعلت هذا من خلال بكائي المتواصل الذي اعلن فيه جوعي او عطشي او رغبتي في اي امر آخر ولما كانت امي الغالية متغيبة عن المنزل لأمر مهم ولم يكن برفقتي الا شقيقتي التوأم النائمة وشقيقي الذي يكبرني بعدد من السنوات وكذلك شقيقتي الاصغر منه سنا وهما كانا رغم صغر سنهما يحاولان جاهدين ان يسكتاني لانهما ادركا ان في بكائي ذلك خطرا يهدد حياتي اذ بدت بوادر نوبة غضبك والمك النفسي وهذا ما كان اذ اندفعت غاضبا نحو سريري وعيناك تتطايران شررا وحملتني على يديك لا لتهدئني او تطمئنني ولكن لترمي بي الى الجدار كأنني كرة يد صغير ة!!!!! !……………………………………………………
هذا ما حدث …اجل هذا ما حدث
وصمت عن البكاء ….اجل ابي الغالي لقد صمت عن البكاء ولم يعد لي صوت لأنني فقدت وعيّ وكنت انت قد تخطيت مرحلة الغضب والالم النفسي وافقت على الواقع المرير, واقع اب غاضب فقد وعيه وعّرّض طفلته لخطر داهم ربما سيفقدها الحياة .
انا اسير مع المشيعين ابي وليس في قلبي او نفسي او فكري اي نزعة للعتب او التساؤل او اللوم لأنني مؤمنة بما قالت عنك أمي بأنك ضحية ذلك الامر وهذا كان يمكن تلافيه او الشفاء منه لو ان جدتي وضحت الحالة النفسية التي تعانيها حين تقدمت لطلب يد (أمي الغالية) التي اصبحت زوجتك وأم اطفالك وعانت ما عانت من العنف والتعنيف والضرر النفسي والجسدي بسبب تلك الحالة والتي كانت دائما تحاول ان تجعلك مدركا لخطورة الحالة فتوافق على عرض حالتك على المختصين لتنال الشفاء ولكن لم تجد اذانا صاغية بل وتعرضت للوم والتقريع رغم كل ما اصابها من اذى والاكثر من هذا انك صرت تختلق لها موارد الاذى وتعرضها لما لا يحتمل من عذاب ورغم ذلك كانت حريصة على بناء الحياة الزوجية حفاظا على اولادها ولكن ذلك الحفاظ المر انتهى حين واجهت الحقيقة المريرة حقيقة الاب الذي تسبب بتعريض طفلة في الاشهر الاولى لخطر يمكن ان يكون الموت الحقيقي او الموت في الحياة.
عذرا ابي انا لا اعاتب ولا اقض مواجع الالم ولا اعيد ترتيب الحوادث المفجعة فقد انتهى الامر وانت اليوم بين يدي رب كريم وقد غفرت لك ما انا فيه اليوم من اعاقات تؤلمني وتجعلني غير قادرة على ان اكون كأية فتاة.

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات