9 أبريل، 2024 11:08 ص
Search
Close this search box.

بعد سقوط الانبار ونية إيران التدخل عسكريا..هل يتدخل العرب لإنقاذ  العراق من الهاوية؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد إن سقطت الأنبار بيد داعش ، وبعد ان أبدت إيران استعدادها للتدخل عسكريا في العراق ، يطرح كثير من العراقيين السؤال التالي:
هل يكون العرب حاضرين في المشهد العراقي هذه المرة لإظهار حالة التوازن وانقاذ الوضع العراقي من الانهيار، كما تدخلوا في اليمن ودول أخرى؟
وهل أن مجلس التعاون الخليجي وقوات ودرع الجزيرة التي تراقب تطورات الموقف عن كثب يمكن أن تعلن موقفا ما يؤكد وقوفه الى جانب الانبار واهلها اذا ماجرى تدخل ايراني بالمقابل؟
وهل أن دول الخليج والعرب عموما وبخاصة مصر ستبقى صامتة ازاء نوايا تدخل عسكري ايراني في العراق، بالرغم من ان الحدث له تداعيات مستقبلية على الامن القومي لمصر وعموم العرب؟
وهل يطلب قادة محافظات المكون العربي او ممن يدعون تمثيلهم  من الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ومن قوات درع الجزيرة ومن الجامعة العربية ومن مصر والسعودية على وجه التحديد التدخل في أزمة الانبار اذا ماحدثت تداعيات خطيرة في المشهد العراقي تتطلب تدخلا عربيا يوازي التدخل الايراني او يحول دون حصول تدخل إقليمي من هذا النوع؟
هذه هي أسئلة تراود مخيلة الكثير من أبناء المحافظات المحسوبة على المكون العربي بعد التداعيات الخطيرة في الانبار والهزيمة الكارثية التي حدثت هناك، وما سيترتب على دخول قوات من الحشد الشعبي الى اراضي تلك المحافظة وما قد تنعكس عليه من مواجهات خطيرة ، ومستقبل غامض قد ينقلب وبالا على مستقبل العراق عموما وعلى مستقبل دول المنطقة التي تتابع محاولات تدخل من هذا النوع لتجد نفسها ربما مرغمة على التدخل في صراع كهذا بإعتباره يهدد أمنها القومي مقابل تدخل ايراني سري وعلني قد يصل الى حد اعلان التدخل العسكري بحجة حماية أمن ايران ، بالرغم من أن داعش لن تشكل تهديدا لايران بأي حال من الأحوال؟
الكثير من العراقيين عاتبون على العرب الذين خذلوهم هذه المرة، وقد تركوا الانبار عرضة لتهديدات مختلفة من دول شتى كلها تريد اخضاع تلك المحافظات والعمل على محو هويتها لصالح مذهب معين يريد فرض سطوته على الجميع، ووجدت بعض هذه القوى فرصتها لتذهب بعيدا في هذا الاتجاه من ان نصرة المذهب ليس الهدف الاساس بقدر فرض هوية مذهب دون غيره والعمل على محو بقية المذاهب بالقوة والاكراه تحت مزاعم مواجهة مخاطر داعش باعتبار انها متناقضة مع توجهات ذلك المذهب ويشكل تهديدا له ، بالرغم من ان توجهات داعش لاتختلف كثيرا عن دعوات المتمسكين بمذهب معين يراد فرضه على عموم العراقيين وبقية الدول المجاورة بالقوة والاكراه ، وهو ما تسعى ايران حاليا لفرضه كواقع حال لكون الاجواء مهيأة لتقبل هكذا نمط من المذاهب تحت نفس الذرائع التي تدعو بها لمواجهة خطر داعش حتى ساوت بين من يعارض التدخل الايراني وبين من يرفض الانصياع لرغبات ايران بالتدخل العسكري في العراق، بل ان كل من يرفض وجود ايران في العراق فهو داعشي!!
نقول بعد كل هذه التداعيات هل تكون هناك ( صحوة عربية ) حقيقية لادراك مخاطر مايحدث في العراق وتكون هناك شجاعة ان يتحدث البعض من الزعامات والقيادات العربية عن توجه عربي للتدخل في العراق ويقول العرب كلمتهم بعد ان راح الاخر يعلن على الملأ وبلا استيحاء استعداده للتدخل،وهل من وقفة تؤكد فيها الدول العربية استعدادها لتزويد عشائر العراق بالسلاح والعتاد لمواجهة داعش بدل الاستنجاد بالأغراب وما لدى محافظات المكون العربي من مخاوف على مستقبل وجودهم وهويتهم..؟؟
أما انتظار طلب التدخل من الحكومة العراقية من قبل ايران فهو من قبيل ذر الرماد في العيون، لأن ايران حاضرة في المشهد العراقي وفي ازمة الانبار، لكن تدخلها العسكري المباشر هذه المرة سيضع العرب جميعا ومنظومتهم العربية والاسلامية أمام مخاطر الفناء، ان لم يدركوا انهم بتركهم العراق وتداعياته على هذه الشاكلة دون ان يكون لهم موقف فأن الأمر سيطال كياناتهم ودولهم لامحالة، أما اذا صحوا من غفلتهم وصحا ضميرهم واستيقظوا من سباتهم، فقد يضعوا حدا لتدخلات من هذا النوع ويحفظوا للعرب ولدولهم بقية هيبتهم..والانبار وحضورهم في مشهدها هو الساحة الاخيرة لاعلان تلك المواجهة ليس للخوض في غمارها ولكن لكي ترعوي ايران وتحسب للعرب ألف حساب قبل الدخول في مغامرة من هذا النوع..فهل يصحو الضمير العربي هذه المرة..؟
الساعات او الايام القليلة المقبلة هي الامتحان الكبير..ان كانت هناك زعامات تدافع عن حياض العرب عندما تتهددهم الاخطار وتداهم دولهم الامبراطوريات واحلامها الوردية..اللهم إن اخيار العراق قد بلغوا الاخرين.فأشهدوا ايها العرب على مانقول !!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب