23 ديسمبر، 2024 2:26 م

بعد سرقة أميركا نصر الثوار هل أصبح المالكي كبشاً لها ؟

بعد سرقة أميركا نصر الثوار هل أصبح المالكي كبشاً لها ؟

تتسارع الأحداث في عراقنا المحتل ( إقليمياً ودولياً ) بحيث أصبح من الصعب التكهن والتحليل والتفسير لما يحدث على الأرض مع هروب الجيش اللا معقول والتقدم المخيف للثوار ومعهم ما يسمى بـ ( داعش ) واحتارت عقول المحللين العسكريين في توضيح السبب الحقيقي لهذا الهروب المخزي عالمياً والغريب اقليميا وبدون رصاصة تطلق ضد المهاجم الذي جاءهم بدون طائرات ودبابات وهم المدججون بالعدة والعدد وهذا ما جعل الحيرة واضحة على وجوه المحليين عندما علموا أن عدد المهاجمين لا يتجاوز 10% من عدد المدافعين .
 
نعم اعترف أن المهاجمين هم ثوار العشائر وبنسبة كبيرة جدا وما داعش وأعلامها السوداء إلا واجهة إعلامية يُراد منها تخويف المدافع وفعلا نجحت الخطة بحيث هناك قطعات هربت قبل أن ترى المهاجمين في حالة نادرة ايضا في عالم القتال العسكري وهذا ما جعل القيادة ( المتهالكة ) في بغداد تحتار كيف تبرر هذا الهروب للشعب وللإعلام وللرأي العام .
 
كان دخول المهاجمون إلى الموصل نصراً مؤزراً لشخص المالكي ليعلنها ( طوارئ ) دون أن يعلم إن هذا النصر اصبح وباءاً عليه وسوف يُطرد من الولاية الثالثة وأول المنقلبين عليه هم أتباعه من التحالف ، كما لا يعلم المالكي أن أميركا تحاول استثمار نصر المهاجمين لها وتقلب الطاولة على المالكي بعد أن شعرت بأن ولاءه لم يكن لها صادقا فهي التي دعمت وهو الذي خان الزاد والملح الأميركي وذهب لإيران عاشقا خادما ذليلا ، ولكن النقطة المهمة والمفصلية في هذا الحديث هو كيف خططت أميركا لسرقة نصر الثوار وتحاول إفهام العالم أن باستبدال المالكي بـ ( نكرة آخر ) سوف
 يوقف التقدم من قبل الثوار .
لحد الآن تحاول أميركا خطف كل النصر من الثوار واستبدال الحكومة القديمة التي جثم على صدرها المالكي بكل قوة واستهتار بحكومة جديدة مشابهة للحكومة السابقة بكل ادواتها ولكن دون وجود المالكي وهذا ما لا يريده الثوار فهم ماضون في تقدمهم وفي حساباتهم قلع و( شلع ) كل العملية السياسة من الجذور والسيطرة على الحكم واقامة حكومة أقرب ما تكون للبعث العروبي دون طائفية ، فالشيعي المخلص سيكون مع السني في قيادة دفة الحكم وهذا ما لا تريده أميركا لأنها تعلم أن بهذا الفعل سوف تكون كمن نقل الماء من مكان في النهر لمكان في النهر بوعاء مثقوب .
أميركا وإيران ليس من مصلحتهم تقدم الثوار تجاه بغداد والسيطرة عليها لأنهم حينها سيفقدون نجاحات كثيرة حصلوا عليها طول الفترة الماضية مما سوف يشكل ضربتين واحدة لإيران ولمشروعها التوسعي الهلالي الشرير وأخرى للديمقراطية الأميركية التي من خلال ترويج مفردة ( الديمقراطية ) احتلت خيرات الدول المسلمة والأدلة واضحة من دول الربيع العربي والعراق وأفغانستان وما مسرحية ضرب الأبراج في أميركا ( 11 سبتمبر ) بمساعدة صديقهم الحميم ( أبن لادن ) إلا حجة للدخول في هذه الدول وإشاعة الفوضى وتقوية الفصائل المسلحة الجهادية التي تصب في مصلحتهم بآخر
 المطاف علناً وليس سراً .
المالكي الأن وأغلب الظن أن المالكي سيقتل أو يتم اعتقاله ( أميركيا ) بعد أن رفض علنا حتى التنحي أو تشكيل حكومة إنقاد وطني والثوار يبعدون عن محيط بغداد كيلومترات معدودة وها هو الآن في عداد الخارجين بعد أن نجحت أميركا بتوظيف الهجوم على العراق لصالحها في خطوة تقول أن أميركا ضربت عصفورين بحجر واحد ، فالأول هو إحراج إيران المتمسكة بالمالكي لأجل استبداله ، والحجر الثاني خطف نصر الثوار وإظهار نفسها وكأنها تحارب الإرهاب العالمي وهي من زرع بذرة الإرهاب قبل ( 30 عاماً ) في رحم الدول الإسلامية وزادتها قوة بعد أن ولدت طفلها المعوق أخلاقيا
 وأصوليا وشرعيا ( القاعدة ) وهذا المنغولي بدأ يتكاثر فيخلف لنا الكثير من المعوقين امثال ( النصرة ، داعش ، بوكو حرام ) وغيرها
الأيام القادمة حبلى بالأخبار التي لا يتوقعها العقل ولا المنطق ولا الحسابات العسكرية ولا السياسية فكل شياطين وأبالسة الأرض اجتمعوا في عراق اليوم بفضل عمامة المرجع الكبير الإيراني علي خامنئي وبوجود أصحاب نجمة داؤود الحاقدون على عراق نبوخذ نصر ولكنا نقول كيد الله أقوى من كيدهم .