9 أبريل، 2024 1:13 ص
Search
Close this search box.

بعد زوال وارشو لماذا الناتو؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

الناتو يعني معاهدة حلف شمال الأطلسي ، تأسس هذا الحلف في نيسان عام ١٩٤٩، ليجمع دول الغرب الرأسمالي بقيادة الويلايات المتحدة ، بعد أن انقسم العالم الى معسكرين متناحرين عقائديا واقتصاديا ، بعد الحرب العالمية الثانية، وتم في مايس عام ١٩٥٥ إقامة حلف وارشو جوابا على تشكيل الحلف الاطلسي ليجمع بدوره دول الشرق الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي ، وبدأت آنذاك ما أطلق عليه بالحرب الباردة بين المعسكرين ، وقد أخذ كل منها يتجه نحو دول اخرى كل حسب مبادئه وأهدافه ، واشتعل العالم في أتون تلك الحرب ، غير أن التوسع الصناعي والتجاري الإمبريالي الذي وقف الاطلسي حاميا له ، وقف حلف وارشو وراء التمدد العقائدي الشيوعي في العالم الثالث الفقير داعيا إلى حركة التحرر الوطني من الاستعمار القديم ، واستمرت هذه الحرب تتخللها حروب أخرى ساحنة مثل الحرب الكورية ، حرب امريكا في فيتنام ، والحرب النووية التي كادت أن تشتعل بين السوفيت والامريكان في كوبا ، أو دخول السوفيت إلى أفغانستان ، كذلك حرب الاطلسي في يوغسلافيا السابقة ، ومنها ايضا حرب امريكا في أفغانستان عام ٢٠٠١ بعد تفجير منظمة القاعدة لبرج التجارة العالمية في نيويورك ، وبعدها حرب امريكا لاحتلال العراق عام ٢٠٠٣.
ان الحروب التي خاضتها الويلايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية كانت حروبا يقف بالضد منها الاتحاد السوفيتي لأنها حروب تمدد الرأسمالية الالي نحو دول العالم بعد أن قامت الويلايات المتحدة بتصدير الرأسمال المالي والرأسمال الصناعي عن طريق الشركات متعددة الجنسية ، والبنوك التجارية ، وأنها حروب ناتجة عن أزمات الرأسمالية الباحثة عن متنفس لبيع السلاح وتصدير الأزمات ، وقد كان لتفكك الاتحاد السوفيتي دورا في انطلاق الويلايات المتحدة ومن ورائها الحلف الاطلسي نحو تلك الحروب لأنها شعرت بالارتياح لزوال القطب المنافس المتمثل بالاتحاد السوفيتي وحلف وارشو ، وأصبح العالم يدور في فلك القطب الواحد ، غير أن المعادلة بدأت تتغير منذ انطلاق الصين نحو الأسواق الخارجية وخصوصا دخولها المنافس للسلع الأمريكية في الويلايات المتحدة أو في أوربا الغربية والاجزاء المهمة من افريقيا ، هذا وقد بدأت روسيا أوائل هذا القرن تدخل هي الأخرى حاملة في جعبتها النووي السوفيتي والطموح الروسي نحو إيجاد مواطن قدم عند المياه الدافئة ، وكان لها ما أرادت عند سوريا أو عند الأطراف الشرقية للسودان ، وقد كانت ردود الأفعال الأطلسية والأمريكية تتمحور بخروج الرأسمالية عن ثوابتها والسير نحو الحمائية التجارية مع الصين وتقوية الأطلسي عسكريا باتجاه روسيا ، غير أن توسع الأطلسي بدلا من إزالته بعد زوال حلف وارشو نحو الشرق قد أثار حفيظة روسيا ومن بعدها الصين ، سييما وان الرئيس بايدن قبل الأزمة الأوكرانية كان يعد العدة لمحاربة روسيا في مسألة الخط الثاني للغاز الروسي إلى ألمانيا ،
ان عدم ارتياح مجلس الأمن القومي الأمريكي ومن بعده ال CIA (عكس رغبة جنرالات البنتاجون ) من مسألة تعدد القطبية الدولية كانت وراء افتعال الأزمة الأوكرانية وكانت وراء التذكير بأهمية الأطلسي بعد أن أخذ بالضمور التدريجي بعد أفول القطب السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية ، وهذا هو المطلوب من الغرب ، لماذا لا يفكك الأطلسي بعد تفكك حلف وارسو ،؟ أليس من حق روسيا على الأقل من الناحية الجيوسياسية عدم توسع الناتو شرقا ليكون عند خاصرتها الجنوغربية ، أليس من حق الصين عودة ابنتها المتمردة تايوان ؟ ، أليس من حق الصين ابعاد الأساطيل الأمريكية عن بحر الصين الجنوبي .؟ أليس من حق سوريا مطالبة امريكا بالانسحاب من الأراضي السورية المحتلة أمريكيا .؟ أليس من حق العالم أجمع أن ننكب الويلايات المتحدة وتقبع عند حدودها الحالية ؟
ان الويلايات المتحدة تعمل اليوم على إعادة تقوية الأطلسي وتمديد نفوذه باتجاه الجنوب وفي شرق آسيا وايضا في اوربا تجاه الشرق ، ويراد من وراء كل ذلك الابقاء على احادية القطبية ، ويراد ايضا أن يظل العالم سابحا في بحرها المتقلب تقلب أهواء الرأسمالية العالمية ومصالحها دائبة الحركة ذات الأنانية المطلقة…..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب