عاش العراقيون على مدى ثلاث عقود بعيدين عن العالم الخارجي حيث كانوا يرزحون تحت حكم طاغوتي لم تشهد العصور الحديثة مثالا له فكان الشغل الشاغل للعراقي آنذاك هو كيف يحافظ على حياته ولا يتفوه بكلمة تمس الطاغية فتذهب به الى المشنقة كمايحرص على توفير لقمة العيش لعائلته واكثر من ذلك لا يوجد عند العراقيين اي نشاط مما خلق اجيالا تعيش الكبت النفسي والانهزامية المطلقة الا ان من الله سبحانه وتعالى بهلاك الطاغية على يد اسياده فزالت بزواله سني الظلم والقهر والتخلف والجهل لينعم ابناء الرافدين بشيء من الحرية على الرغم من القتل والتهجير والظلم الذي لحق بهم بعد زوال الملعون والذي لا يقارن بما كان يمر به العراقيون ابان حكم البعث الفاشي الذي مازالت اثاره الدموية الى وقتنا الحاضر بسبب تولي ادارة البلاد وعلى كل المستويات من قبل اناس لا يفقهون شيئا وجل همهم اشباع الرغبات وتكثير الاموال داخل العراق وخارجه وكأن الحديث القائل (ثلاثة لايشبعون طالب علم وطالب مال وطالب شهرة) مطبق عليهم حرفيا ولعلنا لاننقدهم بقدر ما نستغرب مما يقومون به من جهة ومن جهة اخرى نخشى ان يصيبنا الداء اذا تمكنا مما تمكنوا منه وعلى الرغم من كثرة من يتصف بهذه الصفات في الدولة العراقية الحالية الا اننا يمكن ان نكتفي بذكر مثال واحد وهو دولة رئيس الوزراء حيث نلاحظ ان الرجل اصبح مهووسا بشيء اسمه البقاء على سدة الحكم ومهما كانت النتائج ومهما كان الثمن فلا يهم ان يقتل العراقيون يوميا ويسقط منهم العشرات ولايهم ان يعيش ابناء العراق في مدارس آيلة للسقوط وقسم منها عبارة عن خيم او اكواخ من القصب ولايهم ان يعم الفساد في كل دوائر الدولة ولايهم ان يخرج ابناء المنطقة الغربية بمظاهرات مازالت مستمرة الى يومنا هذا ولايهم ان يعيش شباب العراق في بطالة لم تشهدها امة في العالم فالمهم هو كيف يستطيع دولة رئيس الوزراء البقاء في منصبه فنراه يسافر الى اميركا في سفرة بائسة تجعل كل عراقي غيور يتصبب عرقا من الخجل مماحدث فيها من الطريقة التي تعامل بها الامريكان مع رئيس وزرائنا واليوم هو فيإيران ليحاول فيها ما فشل في الحصول عليه في واشنطن والذي هو قد حدث فعلا من خلال بعض العلامات لذلك اختار المالكي طريقا اخر وهو ان يقصد مدينة مشهد ليطلب حاجته من باب الحوائج الامام الرضا (ع) وكأن لسان حاله يقول( انت اعلم بحالي ورفض الجميع لي فلا ترجعني خائبا فيما طلبت فأسألك انت تهدي قلب مقتدى الصدر فليست لي طاقة في السفر الى تركيا وغيرها يا قاضي حوائج المحتاجين).