23 ديسمبر، 2024 1:06 م

بعد خراب البصرة

بعد خراب البصرة

تشديد الاجراءات لمواجهة تصاعد عمليات الخطف المذهبي في العراق، خطوة تبعث على الراحة و الإطمئنان و لابد من الإشادة بها و إعتبارها تطور إيجابي بإتجاه تحسن الاوضاع الامنية في العراق، وان ماقد أعلن عن تفکيك شبکات للخطف في محافظات عراقية، إجراء عملي بالاتجاه الصحيح ولکن بطبيعة الحال يحتاج الى المزيد من الخطوات اللاحقة الضرورية الاخرى لأن هذا الملف معقد و شائك و ليس بتلك السهولة و البساطة يمکن السيطرة عليه و إيجاد حلول مناسبة له.

عمليات الخطف المذهبي التي بدأت تتزايد و تتفاقم بعد تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية العراقية و التي إتسعت أکثر و إتخذت أبعادا خطيرة و حساسة بعد ان صارت أعمال الخطف ممنهجة و صارت هناك عمليات مداهمة للسجون و لمنازل المواطنين و إقتيادهم عنوة و تنفيذ حکم الاعدام بهم هذا الى جانب عمليات تطهير مذهبي لأحياء و مدن جرت و تجري على قدم و ساق، وقد کان واضحا بأن لميليشيات مسلحة تم تأسيسها من قبل الحرس الثوري الايراني، دور ريادي و رئيسي بهذا الخصوص.

مشکلة خطف المواطنين على خلفية طائفية، هي احدى المشاکل الرئيسية التي تهدد أمن و استقرار الکثير من المدن العراقية، خصوصا عندما يقوم الخاطفون بإنتحال صفات رسمية و يقومون بتنفيذ جرائمهم في عز النهار من دون أن يکون هناك من رادع يقف بوجههم و يردعهم عن فعلتهم، بل وان الانکى من ذلك ان الخاطفين قد قاموا أحيانا بالإغارة على مراکز الشرطة و المطالبة بمخطوفين نجحوا بالفرار ولاذوا بمراکز الشرطة، وبطبيعة الحال فإنه ليس هنالك من أية شبکة خطف بمقدورها ان تقوم بهکذا مبادرة و الاستهانة بالقوانين سوى تلك اولئك الذين يتبعون ميليشيات منظمة و موجهة بموجب أجندة خارجية مشبوهة.

التطرف الديني بجانبه المذهبي الضيق، والذي دأب النظام الديني الايراني على ضخه بصورة منظمة الى دول المنطقة بصورة عامة و العراق بصورة خاصة، وإذکاء النعرات و الاحقاد الطائفية بشکل غير مسبوق، کان له من تأثيرات بالغة السلبية على الشارع العراقي تجسد في إنعدام الامن و الاستقرار و زرع حالة القلق و التوجس و الخوف داخل المدن، لکن الذي يجب أن نلاحظه جيدا بأن عمليات الخطف و التطير و الابادة المذهبية، انما هي غطاء لتنفيذ أهداف و غايات أکبر و أخطر من ذلك، وان ماقد صرح به رئيس مكتب المرشد الأعلى الإيراني محمد محمدي كلبايكاني مؤخرا، ردا على الانتقادات حول دعم إيران المطلق لنظام بشار الأسد، إنه “لولا الدعم الإيراني لسوريا لفقدنا

العراق أيضا”، يوضح بأن عمليات الخطف و هدم المساجد و المنازل و جرف البساتين وغيرها، انما هدفها النهائي هو ضمان أن يبقى العراق في داخل سلة النظام الايراني حاله حال سوريا و لبنان و اليمن، ولذلك فإن الحديث عن إنهاء عمليات الخطف المذهبي في العراق انما لها إرتباط بإنهاء نفوذ النظام الايراني کحل جذري لها.

*[email protected]