لكي نكون أكثر واقعيّة ,لم نعلم لحدّ اللحظة أميركا خسرت أم ربحت من جولاتها الحربيّة أو “التحريضيّة” منذ إسقاطها يوغسلافيا ولغاية اليوم منذ يوم تغطيس العرب في وحل الربيع؟ ..هو الربيع نفسه هل جاء لتعويض نكسة أميركا الكبرى عسكريًّأ واقتصاديًّا, وأخلاقيًّا في العراق, أم جاء كمرحلة ثانية وإن تأجّل انطلاقه بسبب العراق ,كجزء من خطوات ومراحل الهيمنة الأميركيّة على العالم “القرن الأميركي”؟.. المخطّط الأميركي للتغيير الجغراسياسي لما سمّيت بسايكس بيكو كان في غاية الخبث والمكر, فقد استخدمت سلاح “الثورة” لمداعبة مشاعر “ثوريّة” تتملّك جماهير العرب ,لم يكن أحد يتوقّع سهولة انقياد هذه الجماهير لمجرّد إسماعها أناشيد حماسيّة من ماض “لزمن جميل” هيه هذه الأناشيد ظهرت للوجود خصّيصًا لمحاربة أعضاء الناتو أيّامها! ,حتّى وإن عبر قصف طائرات هذا الحلف “لمن استعصى تغييره بنسائم الربيع وحدها” يوم كانت الجماهير تمتعض نفسيًّا وهي تحت رحمة “دكتاتوريّته” تعزف لها تلك الأناشيد!.. كتبت مرّة ,ولا أدري إن نشر أم لا فمسودّته لا زالت لديّ, “أن إزاحة مرسي من الحكم مشكوك أن يكون ورائها ما ورائها خاصّةً وقد امتدّت الأيادي الخليجيّة للسيسي, وامتدادها لا يعني سوى رغبة أميركيّة” ,فشخصيّة الرجل حتّى اللحظة لم تكن مقنعة بالشكل الكاف كأن كان له نشاط بارز مسبق داخل مصر أو نشاط إقليمي ملفت ولو جاء “بالتغشيش!” مثل تغشيش غورباتشوف “السبب برأيي الوقت كان غير كاف لدى أميركا بعكس يوم انتقائها غورباتشوف”, ثمّ ليكون بتلك الجرأة في اتّخاذ قرار تغيير رئيس “منتخب” مضى عليه أكثر من عام في الحكم رغم الضخّ الإعلامي المصري الهائل بتمجيد “حركة التغيير” وتمجيد شخص السيسي ,ومع ذلك يبقى الأمر غير مقنع وإن كان “التغيير” رفقة تلك “الأناشيد” الّتي أسهمت بتشكيل حالة الوعي العربي “أيّام مجده وعزّه” ,ثمّ لتجيء مرحلة حفر ممرّ مائي لقناة السويس بتوقيت مقصود وبرضى غربي لتكمل حبكة مشاهد مسرحيّة بدأت مع بدء الربيع.. هذه المتغيّرات ,ومن ضمنها التغيير النووي مع إيران والتعاون “الخلسوي” بين واشنطن ودمشق عبر “عَبرَة آلبو جحش” العراق ,كجزء من التفاهمات المستمرّة بين أميركا وروسيا بموافقة من الصين فما أن انفضّ الملف النووي الإيراني, مضحك بطبيعته و”ظريف” ,لم نر هذه المرّة أيّ امتعاض لمحميّات الخليج أو اعتراض, تعاونوا على إسقاط العراق ورميه في قاع الحضيض ليجعلوه مجرّد ناقل رغبات الغير أو “حاضنة لها!” نسخة طبق الأصل عنهم, جعلوا وظيفة النظام العراقي ,واحترامًا لذوق القارئ الكريم ,أشبّه بوظيفة “عبرة آلبو جحش” ممرّ ضيّق عند رأس قرية “المضيج” تقع قبل حدود مدينة الرمادي بعشرة كيلو ” يعبر عليها سكّان تلك المناطق إلى قرى منتشرة كانت مياه ضمن مجرى نهر الفرات يوم كانت مياه النهر تحاذي طريق بغداد ـ رمادي حتّى منتصف الستينيّات واليوم يابسة شاسعة تسمّى بالصدّيقيّة والحامضيّة وجسر “الياباني” الخ.. اليوم انطلق “حوار” بين أميركا وبين مصر ل”تقوية لعلاقات التجاريّة” و “العسكريّة” بعد منح مصر “ثمان طائرات أف16” عطيّة, ما وراها جزيّة ,وبدون شروط في الاستخدام!..