23 ديسمبر، 2024 5:55 ص

بعد حسم “داعش” والفساد العبادي سائر نحو دولة المؤسسات

بعد حسم “داعش” والفساد العبادي سائر نحو دولة المؤسسات

ثرواتنا وعقولنا كافية لتحقيق المعجزات وترصين المستقبل
التراتبية المنهجية، توجب على خطط العمل، من أصغر دوائرها الى أوسعها قطرا.. بالتتابع، ان تضع أولى الأولويات، في مقدمة عملها، نزولا الى الشؤون الثانوية.
لكن التقديم والتأخير لا يخضع لأهمية المعطى، إنما ثمة خطوة أقل أهمية، تفرض علينا الضرورة تقديمها؛ كي تفتح سبيلا للأكثر أهمية، مثل المصباح لا يضيء بالثقب الذي أحدثته “البرينة” لكن لابد من الثقب، كي يتصل المصباح بسلك الكهرباء الذي يضيئه.
وبهذا فالتحديات التي تواجه التشكيلة الوزارية الراهنة برئاسة د. حيدر العبادي، بحاجة لخطة عمل إجرائية، تواصل الحكومة تنفيذ مفرداتها، بشكل شهد الشعب العراقي.. شاكرا.. تفاصيله، متحققا من وجود ساسة يعنون به، قبل العناية بذواتهم.
المعضلات التي تحاصر الوطن حاليا، تشكل وحدات عمل ضخت اليها الحكومة الترياق المبطل لفعلها؛ كي يصح بدن العراق معافى.
بانت علامات إنهيار “داعش” وبدأ الفساد يقف عند حده؛ بعدهما يتفرغ العراق لبناء دولة مؤسسات مثالية، تؤمن للفرد والمجتمع حياة رفاه سعيدة.
ومع بروز ملامح الإنتهاء من معالجة تركة الأخطاء الثقيلة، التي خلفتها الحكومات السابقة.. قبل وبعد 9 نيسان 2003، نتهيأ معنويا وعمليا، للشروع بتطبيق التراتبية المنهجية أعلاه، بدءا بإحلال روح النزاهة وضميرها الذي يحث الجميع على العمل الجاد.. مخلص المواظبة، على الارتقاء ببلد ركس في الحروب والاحتقانات الأثنية والحزبية والانهيارات الاقتصادية والإجتماعية، منذ 14 تموز 1958 الى هذه اللحظة.
نتمنى على التشكيلة الوزارية، برئاسة د. العبادي، أن تتجه الى العمل الجاد، على إزاحة الخراب الذي خلفته الحكومات السابقة، وبناء ميادين الحياة الصناعية والزراعية والتجارية والأكاديمية والعسكرية والامنية والإجتماعية والنفطية والمالية وسواها، بحيث يتحول العراق الى ورشة عمل مفتوحة بحب وتعاون مع الجميع.. دول الجوار وسواها، سعيا الى تبادل المنفعة، من دون حساسيات مسبقة ليس لها مردود نافع للعراق والعراقيين.
فلا نعادي دولة الا بقدر ما تضرنا، ولا نصالح أخرى إلا بحسب ما تنفعنا.. أي نصحو مستفيقين من المجاملات التي لا تخدمنا، ونقوم المائل ونرصن الثابت ونبعث المرونة في المتحرك، على الاصعدة كافة، محيلين جمال السياحة الى مال يخفف عناء المعوزين ويوفر لهم حياة كريمة.
كل تلك المهمات، تنتظر عودة العبادي حاملا بشرى الانتصار على “داعش” ليقضي على الفساد، بإعتباره العدو الذي لا يقل خطورة، ثم نبدأ مجاهدة النفس في بلوغ معالي الحضارة، التي شيدت شموخها في محيطنا الإنساني، وتخطتنا لأننا مشغولون بتوافه الأمور عن جديتها…
… لكن “العاد ما كأنه هرب”…
… الأرض العراقية ما زالت تدخر ثروات كافية لتحقيق المعجزات، والعقل الرافديني يزداد توهجا، بما تلقاه من تفاعل كوني مع الآخر.. داخل وخارج المجرة! وقسوة الظروف التي شهدتها البلاد منذ الخمسينيات الى الآن شكلت رصيد خبرة متراكمة، نفيد منها في ترصين الماضي، وتثبيت أركانه.. إن شاء الله.