7 أبريل، 2024 9:23 م
Search
Close this search box.

بعد تحرير نينوى شعارنا القادم الإنبطاح..!

Facebook
Twitter
LinkedIn

التاريخ والأحداث تعيد نفسها في كل زمان ومكان؛ وقد نجد معظم الحوادث التي مرت على مجتمعاتنا السالفة، قد تتكرر بين الفين والأخر، وتجد لها مساحة وأسعه تتحرك من خلالها بأريحية كاملة، وهذه الأحداث والصراعات غالباً ما تكون بين الطوائف الدينية، وتأخذ طابع الدين والحفاظ عليه، من أجل أن تأخذ مديات أوسع وتشحذ العقول الرخوة، التي لا تعرف من الدين إلا أسمه ورسمة.
حيث أنتجت هذه الصراعات شروخ كبيرة، منذ أن بدأت الرسالة الإسلامية وأتهمت بعدة إتهامات؛ من أجل جر المجتمع إلى مستنقعات الفساد والغش والرذيلة، حتى تدوم مساحة المناوئين للحق، والمعرقلين للرقي والتقدم الإجتماعي والإقتصادي والسياسي؛ الذين لا يجدون مساحة يتحركون فيها، إلا من خلال تلك البرك الأسنة، التي تحملها العقول المصابة بالجهل والحقد والحسد.
فقد وجدنا معظم المسميات التي كانوا يطلقونها على النبي الكريم، وأهل بيته( عليهم السلام)، وأتباعهم على مر التاريخ، نجدها تتكرر في كل عملية إصلاح إجتماعي يقودها المصلحون من القوم؛ وقد يطلقون عليها أسماً ينتقص منها، ويقلل من أهميتها ويطفي بريقها بين المجتمع، وتحت هذا الاسم يوسعون دائرة الخلاف ويتهمون القائمين عليها بالخيانة” والإنبطاح للأخرين”؛ كما أتهموا المصالحة الكبرى التي أطلقها نبينا الكريم، وسمية بصلح الحديبية؛ نسبة إلى أسم المدينة التي كتبت فيها ورقة الصلح.
يبدو إن كل عملية إصلاح وحقن للدماء وإنتشال الشعب؛ من مشاكل إجتماعية ومذهبية وقومية؛ تكون مسدده من الباري عز وجل، وينقلب الأمر على أولئك الذين أرادوا النيل منها؛ ويصبح شعارها الرسمي هو الذي اطلق ضدها وحاول أن يقلل منها، من أجل مصالح شخصية أو من أجل تطبيق رغبة خارجية؛ حتى يطول المشهد التمثيلي على العقول الرخوة، وما يؤلمنا إن بعد الــ 2003 من يعرقل عملية الإصلاح؛ ليس من نختلف معهم مذهبياً أو قومياً كما كان في السابق، وإنما من الذين نختلف معهم سياسياً، تارةً يسمونا المتمددين وتارةً أخرة” المنبطحين”.
هذه التصنيفات والالقاب جميعها بدأت ضد طائفة واحدة وهي” الشيعة”، حيث اطلق عليهم الصفويون إنتقاصاً منهم، لكن إمتازوا بهذا التسمية وقالوا نحن صفوة المجتمع؛ وأطلقوا عليهم ولد الملحة نسبة إلى المرأة الجنوبية صاحبة البشرة السمراء، وفي ثورة العشرين عند إستيلائهم على معسكرات الإنكليز قالو” ها نحن أولاد الملحة”، وأصبح شعار العراقي الأصيل أبن الملحة في العالم، وايضا قالوا أولاد الشروكية نسبة إلى المرآه العراقية الشرقية، وفي إنتفاضة صفر والواحد والتسعين أصبح شعار المنتفضين” ها نحن أولاد الشروكية”؛ الذي حصروا صدام وزمرته في بغداد
أكثر من عقد قبل سقوطه.
اليوم عند إمتثالنا إلى فتوى وتوجيهات المرجعية الدينية، وجمع العراقيين وفتح قنوات الحوار مع أنفسنا، كما عبرت عنها المرجعية الدينية؛ وتحت مظلة القانون والدستور، ينظر لنا الأخرون باستهزاء وينتقصون منا بقولهم” الإنبطاحيين”؛ ونحن نخوض أشرس معركة عرفها التاريخ، ونسجل الإنتصارات يوماً بعد أخر وسحق مغول العصر بكل بسالة، ولأبد من رفع أصواتنا بعد كل إنتصار ها نحن” الإنبطاحيين”، حتى يبقى شعاراً إلى أجيالنا القادة، من أجل معرفة مدى التحديات التي وأجهتنا من الاصدقاء قبل الاعداء.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب