كلما زاد الطرق على الفاسدين كلما ظهر زيف معدنهم اكثر فان حديثهم عن المسؤولية الاخلاقية تجاه الشعب لم يعد له مكان هذا ديدن الكثير من سياسيي العراق ، فبالنسبة للمطلعين والمراقبين قد توصوا الى هذه القناعة اولا لكنهم ظلوا يراقبون عن كثب وانتظروا عسى ان يتغير سلوكهم على سبيل المثال المرجعية قد توصلت الى هذه الحقيقة فاستخدمت وسيلة الوعظ والارشاد مرارا وتكرار معهم من خلال صلاة الجمعة حتى بح صوتها وكذلك عدم استقبال السياسيين حتى اعلنت على الملأ بشكل ضمني انهم لا يستمعون، وكانت اشارة واضحة عن زيف الزعم الاخلاقي للسياسيين الفاسدين وما اكثرهم.
اما اليوم فكانت الخطوة الكبيرة الاخرى التي قام بها السيد مقتدى الصدر والقاضية بتنحي الحكومة المنبثقة من احزاب ما بين فاشلة وفاسدة لإفساح المجال لشخصيات تكنوقراط مستقلة وكفؤة لتدير شؤون البلد وخصوصا في هذه المرحلة الخطيرة التي تنذر بانهيار خطير، فبعد تظاهرة ساحة التحرير التي تقدمها السيد الصدر اذعنت الكتل والاحزاب للمطلب الشعبي بحكومة التكنوقراط الا انها لا زالت تلك الكتل والاحزاب تستخدم الاساليب الملتوية وتحاول استغفال الشعب من خلال اعلانها بالموافقة على حكومة التكنوقراط لكن المفصلة حسب مقاسات كتلهم وان تكون منبثقة من خلال اختيارهم لها فهذا الامر لا يعدو كونه ضحك على الذقون.
اما العبادي الذي لازال يفضل حزبه وكتلته على الشعب العراقي ويبدوا انه الى الان غير قادر على الافلات من قبضة الفاسدين ليقوم بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عنهم فلا زال يستخدم اساليب التسويف وتضييع الوقت وما نخشاه انها محاولة لامتصاص نقمة الجماهير وتأخير هبتها لأجل تنفيذ اجندات خارجية وداخلية.
بالأمس اقترب السيد مقتدى الصدر من اسوار الخضراء واليوم طرق ابوابها وتلقي الشعب العراقي هذا النبأ باستبشار واعلان الكثيرين منهم استعدادهم للمشاركة بهذه التظاهرات الاسابيع المقبلة مما يوحي ان الامور تتقدم والجيد في الامر ان السيد الصدر قد حدد سقف زمني لتنفيذ المطالب الشعبية هذا يعني ان تسويف العبادي ليس من صالحه وخصوصا بعد اعلان القوات الامنية العراقية بكافة تصنيفاتها انها مع الشعب ومع الاصلاح وليس مع الكتل والاحزاب وكذلك مباركة المرجعية بهذه الخطوات لذا فمن المتوقع ان ينتظر السيد مقتدى الصدر جواباً من القابعين في المنطقة الخضراء خلال هذا الاسبوع بعد ان طرق ابوابها اليوم.