حين قال بوش الابن بعد احتلال العراق مباشرة :
((لقد نجحنا في نقل ساحة الحرب مع الارهاب الى خارج امريكا))
كان على كل فرد حينها ، ان يدرك مغزى تلك العبارة ، وان يستحضرها في باله لاحقا وهو يشاهد الولادة السريعة والانتشار الاسرع للمجاميع الارهابية في منطقة الشرق الاوسط .
بوش اعلنها بوضوح وادار اللعبة هو ومن جاء من بعده بتمكن واقتدار ولم يبال أي واحد منهم بالحجم المرعب للخسائر الذي دفعته بلدان هذه المنطقة .
لذلك لااجد مبررا منطقيا لكل هذا الكم الغزير من التهم المتبادلة بين سياسيي البلدان ومجتمعاتها فاللعبة كبيرة واللاعبون كبار ونحن وان كنا ندرك كل شيء فاننا لانتملك القدرة على تفادي الوقوع في ارض ملعبها والتحول الى اداة تنفيذ لها بسبب التشظي الاجتماعي والعقائدي الذي نعاني منه .
المهم ان شر تلك اللعبة قد اوشك ان ينتهي في العراق بعد تضحيات هائلة قدمها ابناء هذا البلد المبتلي بنقمة الحروب منذ زمن السومريين .
وان افياء السلام اقتربت من ان تظلل هذا الشعب ، لهذا على كل فرد فينا ان يعتبر من هذا الدرس وان يتجاوز مساحة ذاته ويندمج مع الاخرين ليكون جزءا من هوية كبيرة تسمح باعادة بناء الوطن على اسس متينة لاتزعزعها المؤامرات التي تعود بالربح لسواه .
لقد سهلت ولاءاتنا الضيقة من مهمة الاخرين في جعل العراق ساحة حرب ، غير ان تلك الولاءات لم تنقذ احدا منا من نار هذه المحرقة الضخمة ، فاحترقنا بها جميعا الى الحد الذي كادت ان تحولنا الى رماد لولا بسالة المقاتلين الابطال .
