19 ديسمبر، 2024 1:48 ص

بعد القصير (النخيب) في وجه الإعصار الإيراني؟

بعد القصير (النخيب) في وجه الإعصار الإيراني؟

من تصريحات شيعة السلطة المتضاربة، ومن المعلومات العائمة في فضاء الغرف الأمنية العراقية- الإيرانية المشتركة بأعضاءها محليين ووافدين، بينهم سوريين ولبنانيين وحواثنة تقودها طهران أمنياً وقم دينياً. متساوقةً مع عمليات خطف وتصفية جنود عراقيين في ناحية (النخيب) التابعة لقضاء (الرطبة) في محافظة الأنبار المجاورة لكربلاء. نستطيع كشف ملابسات هذه الحوادث المرفوضة سلفاً. وبمعيتها إخراج سيناريو ضم النخيب بصحراءها وثرواتها وموقعها الإستراتيجي لكربلاء بحجة إنها أراضٍ سليبة إستقطعها الإحتلال الإنكَليزي منها وضمها للأنبار- حسب تصريحات وترويجات شيعة السلطة-، من العتمة إلى النور. مايتجاوز مخطط إخضاعها بسكنتها وجغرافيتها لمؤامرة فارسية تنفذها أيادٍ عراقية- كربلائية وأنبارية عميلة لطهران- على إعتبارها إحدى الممرات الإستراتيجية لما يسمى بـ(الطريق إلى القدس) وهو عنوان عريض إتخذه (محور إيران) مضمونه (الطريق إلى الكعبة) ومحاولة إحتلالها عبر إطلاق الفقاعات الأمنية التي تستولدها الشعارات المذهبية التي يرفعها الحجيج والمعتمرين الموالون لطهران خلال مواسم الحج والعمرة كل عام.
من النخيب تستطيع إيران السيطرة على الأنبار وجوارها السعودي والسوري والأُردني في آنٍ واحد. ومن ثم قفزها على كافة المحظورات في ظل صمت الضمير العالمي على ماجرى لمدينة (القصير). مايحفزها لذلك نشوة سقوط  القصير السورية بيد (شبيحة متعددي الجنسيات) يقاتلون مذهبياً في سورية ضد شعبها الأعزل.
ماجرى في القصير من مجازر، ويجري ويحضر لحلب، وكذلك لشبيهتها الأنبار وقبلها لـ(الحويجة) المنكوبة، من حيث التوقيت وإخضاعها لحصار أمني مشدد فرضته قوات المالكي مدعومة بخبراء إيرانيين.
يؤكد بأنها مؤامرات حبكت بشكل متقن. القصير يعتبرها النظام السوري أقصر الطرق لدخول (جنيف2) بنصف هزيمة ونصف نصر عسكري والخروج منه بحل سياسي. أما النظام العراقي فيسعى جاهداً إلى تعطيل إنتخابات مجالس محافظتا (نينوى والأنبار) المحسومة نتائجها سلفاً لإئتلاف “أُسامة النجيفي” الإنتخابي، في مواجهة إئتلاف “عملاء طهران”. عسى أن تتغير النتائج لصالح أقطاب وأعضاء هذا الأخير.
إذن. مايجمع قصير سورية بنخيب العراق إذا ما أضفنا لهما تحضيرات (شبيحة متعددي الجنسيات) لاجتياح حلب والأنبار. يوصلنا إلى نتائج عدة، تتصدرها: أضغاثُ أحلامٍ يتقاسمها الرئيس السوري بإكماله ولايته الرئاسية الثانية والترشح للثالثة بحلول 2014 بناءاً على تسويات يمكن أن يفرضها مؤتمر (جنيف2). وهو ذات الحلم الذي يراود رئيس الوزراء العراقي بتجديد ولايته الثالثة.
يخطئ الظن التوأمان (الأسد- المالكي) وثالثهم (إيرانهم) أن السلام قادم لسورية بـ(جنيف2) وسيعم خيره على العراق يختزله لقاء أو اجتماع أو تاريخ قريب قادم. هذه الحرب الأهليةـ الإقليمية- الدولية مستمرة بإرادات متصارعة وتاريخ يستيقظ وقوى إقليمية ودولية تتطلع لتحقيق أهدافها الأُخرى وليس بينها حرية الشعبان السوري والعراقي .قاسمان مشتركان يجمعان (روسيا وإيران) اللذان أخذا موقعاً ويتطلعان للمحافظة عليه .أميركا تريد شرق أوسط جديد لاضير إن كان كبيراً أم مجزءاً تديره من واشنطن .فرنسا تريد حصتها والعودة لمنطقتنا .إنكَلرا تريد المحافظة على ماتبقى من مستعمراتها ونفوذها .أوروبا لاتريد تقاسم النفوذ مع روسيا .ممكن تقاسمه بنسبٍ ترجحها على ومع تركيا لتواصل ممارسة دورها- سداً منيعاً بين روسيا والشرق-. كجدار العراق العربي من خطر بلاد فارس في ثمانينات الماضي. الصين تتفرج ولم يحن موعد إنتشارها العالمي. العرب منقسمون: بعضهم يخشى وبعضهم يتم توظيفه في لعبة الأُمم .وحدهم السوريون والعراقيون، من فريقي الصراع، يدفعون الثمن .كل العالم الآخر يتفرج، ويتابع الأخبار. ومازلنا في أول الطريق.
تعليق: اللهم أدرك (نخيبنا) بعد (قصيرنا)

أحدث المقالات

أحدث المقالات