23 ديسمبر، 2024 12:12 م

بعد الغوطة والأنبار: تغييرات في الجغرافيا والأنظمة العربية..؟!

بعد الغوطة والأنبار: تغييرات في الجغرافيا والأنظمة العربية..؟!

في أعقاب الحروب الكبرى “باردة إستخبارية”، أو “ساخنة عسكرية” تُعاد صياغة الأشياء: الجغرافيا القديمة تستبدل بجغرافيا جديدة. والتاريخ يتخذ مساراً مختلفاً. ينعطف على زاوية حادة، يكتبه الأقوياء الجُدُد ويملون فيه على الآخرين مفهومهم للحياة ومعتقداتهم. إنه قانون الغلبة، وفيه- ربما- من الغابة الكثير..؟
على وقع هذه الحروب التي تعيشها المنطقة، سيبدء قريباً مشوار التغيير في أكثر من بلد عربي (نفطي) خصوصاً- على نهج دولة قطر- الأب يسلم شعلة القيادة للأبناء. أي إلقاء مسؤولية قيادة البلاد على عاتق (الجيل الثالث) لكي يستريح سلفه (الجيل الثاني).
كل ذلك سيجري بمجرد أن تضع الحربين “السورية” و”العراقية” أوزارهما..؟.. وهل من علاقة لتلك الحرب بعملية التغيير هذه..؟.. نعم في نظر كبار المؤرخين: لأنهم يتصورون بأن الحرب السورية والعراقية هي إمتداد لمرحلة “الحرب الباردة” مع إختلاف المواقع والدول. تركيا الأطلسية تدعم الشيشانيين ضد الروس وبغطاء والمستفيد أميركي. روسيا الشيوعية تدعم الأكراد الإنفصاليين ضد تركيا وأيضاً المستفيد وبغطاء أميركي. عالم ما بعد الحرب العالمية “الثانية” ثم الحرب “الباردة” ثم حروب الشرق الأوسط طيلة العقود الماضية يتشكل من خلال منطق الصراع وحاجاته. ومن ذلك أن الأجهزة السياسية والإقتصادية والعسكرية وآلياتها والعقل العام للمجتمع. كل ذلك من وضع لنفسه أهدافاً ووسائل: أهدافاً إستراتيجية ووسائل تنفيذ وكانت حروب المنطقة الحالية والصراع على مواقع النفوذ، والموارد والمفاصل القارية، وسباق التسلح، كل ذلك أدوات العمل من أجل تحقيق النصر على الخصم. أي خصم (الخصم العربي) في نظر العدو الإيراني. ثم لتجد نفسها تلك الأجهزة المستنفرة والمنتشرة على مدار السنة وعلى امتداد العالم، أي “الإيرانية” فجأة في جانب واحد، وإذا كان المجتمع الإيراني مأخوذاً بنشوة النصر الوهمي دون حرب على أرضه. حرب في أرض يقودها نظام حليف له في “سورية” و”العراق”. فإن ركائزه تهتز ومكوناته ستجد نفسها أمام أزمتها الحقيقية القادمة التي لا تستطيع المؤسسة السياسية أو الدينية أن تردها إلى عوامل الصراع وضروراته، ولا أن تنسبها إلى (العدو العربي).