لم يعد خافيا على احد ان المشاركة بالانتخابات مؤخرا كانت بنسب اقبال ممتازة تختلف عن الدورات الانتخابية السابقة ..وهذا يدل على ان المواطن العراقي قد وصل ادراكه لمسؤولية اختيار من يخدمه بالسلطة الى درجات معقولة من الوعي الوطني ..فتلونت السبابات باللون البنفسجي بعموم العراق ..مع ملاحظتنا ان بعض المناطق بالعراق لازالت تنتخب نفس الكتل التي لم تقدم لها شيء مع فارق جيد بنسب الاصوات لصالح قوائم وكتل جديدة تبحث عن التغيير والاصلاح بالشأن العراقي ..ويبقى السؤال عالقا برؤوسنا كهاجس يومي حول هل بأمكان هذه الشخصيات التي ترشحت للبرلمان قادرة على تحقيق وعودها الانتخابية ام سنصاب بنكسة اخرى وخذلان كبير منها لكونها لن تحقق لنا وعودها الانتخابية كما لمسنا بالبرلمان السابق ..حيث لم نشهد تحولا حقيقيا في تفعيل معظم القوانين واقرارها بالدورة السابقة ..واذا فشل المرشحون لمجلس النواب القادم بتفعيل القوانين التي “نامت عليها طابوكة ” لعدة دورات برلمانية سابقة ..سنجد انفسنا بالتأكيد امام خيارات الاعتراض وتسقيط هذه الشخصيات إعلاميا لكونها لأسامح الله لن تقوم بواجبها الوطني في خدمة الشعب وتحقيق برامجها الانتخابية ..قد يعترض احدهم على ما اطرحه من هواجس تشاؤمية للمستقبل ا لمقبل ..لكننا لدينا مخاوف لها ما يؤكدها بسبب الفشل المتواصل للبرلمان العراقي بعدة دورات سابقة وهي تجارب لن ينساها ابدا الشعب العراقي والتي جعلته يعترض ويحتج على مشروع تقاعد البرلمانيين بالدورة السابقة السيء الصيت ..نحن منذ الان نطالب أعضاء مجلس النواب القادم بألغاء قانون الرواتب التقاعدية لأعضاء البرلمان ..ونطالب بتفعيل واقرار قانون الاحزاب ..وقانون النفط والغاز وتعديل قانون الاستثمار ..وقوانين كثيرة تخدم الشعب العراقي وترفع عنه حافة الفقر الذي انحدر اليها بسبب تعطل اقرار معظم القوانين هذه ..وكذلك نطالب البرلمان الجديد ان يفعل دوره الرقابي بعيدا عن المصالح الحزبية والكتلوية ..للحد من سرطان الفساد الاداري الذي ينذر بسقوط الهيكلية الادارية بالعراق نهائيا وتلاشي مقدراته الاقتصادية ..بل نؤكد بضرورة المحاسبة الجدية والالتفات لتحديد المسؤولية عن اسباب تأخر اعمار البنى التحتية والطاقة الكهربائية بالعراق ..والكشف عن كل ملفات الفساد بالعراق بصورة شفافة ونزيهة ..ونطالب البرلمان القادم ان يعمل بشكل جدي لمعرفة الاسباب الحقيقية للتدهور الامني والصحي والتعليمي بالعراق ووضع الحلول لكل هذه المشاكل بروح الفريق الواحد بغض النظر عن المحاصصات المشؤومة والتي قادتنا الى خراب البلد وتعميق جراحاته ..السبابه البنفسجية كلها احلام وامنيات بأن يتغير حال البرلمان ذو الوجه الطائفي والاثني والحزبي ..الى برلمان يرى الهوية الوطنية العراقية من اؤلياته التي لاينبغي ان يحيد عنها مهما كانت المغريات للحصول على الكراسي بالعراق الجديد.
