23 ديسمبر، 2024 9:56 ص

بعد الخميني جاءنا الحشد!

بعد الخميني جاءنا الحشد!

عندما کان الخميني في الحياة، کان أتباعه يرددون شعار”الهي حتى ظهور المهدي أحفظ لنا الخميني”، بطبيعة الحال، مات الخميني وترك ورائه أوضاعا مضطربة في إيران وقد سعى خليفته خامنئي الذي تم تنصيبه بمساع ومحمومة من جانب رفسنجاني، لکي يسيطر على الاضطراب الداخلي بالترکيز على بلدان المنطقة وتوسيع دائرة التدخلات فيها الى جانب العمل بصورة غير عادية من أجل تصدير التطرف والارهاب، ومن دون شك ومن أجل إستمرار هذا النظام وضمان ديمومته، فإن الترکيز على تأسيس أحزاب وميليشيات تابعة للنظام الايراني هدفها الاکبر هو إستنساخ نموذج النظام والذي لايعني سوى جعل تلك البلدان خاضعة لطهران ولاتخرج عن طاعتها أبدا.
مع إن ترکيز النظام الايراني کان على لبنان بعد إنشاء حزب الله التابع لهم من کل النواحي، ولکن بعد الاحداث والتطورات التي أعقبت الاحتلال الامريکي للعراق، فإن هذا النظام قد منح الاولوية للعراق خصوصا بعد أن تم تعزيز الميليشيات والاحزاب العراقية العائدة من إيران بعد الاحتلال بميليشيات أخرى کثيرة تم تأسيسها بإشراف وتوجيه من لارهابي قاسم سليماني، قائد فيلق القدس المختص بقضايا التطرف والارهاب وإثارة الفتن والمشاکل في المنطقة والعالم، وإن تکاثر أعداد الميليشيات بصورة غير إعتيادية جعلها مبعث قلق للشعب العراقي قبل شعوب المنطقة والعالم خصوصا عندما تم ربط ضرورة وأهمية بقاء وإستمرار هذه الميليشيات بمحاربة تنظيم داعش الارهابي، ولکن وبعد أن إنتهى أمر داعش فإن قادة الميليشيات ليس لم يلتفتوا الى دعوات ومطالبة الکثيرون بحل هذه الميليشيات لأن الحاجة لها إنتفت وإنما صاروا يعتبرونها دعوات مشبوهة ومرفوضة!
التصريحات الاخيرة لزعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي، والتي طالب فيها ضمنيا بإنهاء دور هذه الميليشيات وحلها والتي قال فيها إن هناك حشدان وجيشان في العراق، وإن الحاجة لوجوده انتفت. فقد رد القيادي في الحشد معين الكاظمي، على علاوي متحاملا عليه حيث قال:” هذه الاسطوانة سمعناها طيلة الفترة الماضية، وهي رصيد المفلسين، خصوصا عندما يرون هناك تقدما واضحا في مجال معين، نرى انهم يحاولون يقللون من شأن هذا التقدم او المنجز العظيم لمشروع الامام خميني المتمثل بالحشد” مستطردا” ان اشكالية السياسيين العراقيين لايعرفون ان الحشد هو جيش الامام المهدي حتى ظهوره، و محاولة التقليل من قيمة وتأثير الحشد الشعبي يكفي رضا خامئني والمرجعية عليه”!! هذا الکلام الغريب والعجيب من أوله الى آخره والذي يعکس الواقع العراقي البائس في ظل نفوذ النظام الايراني، حيث تم ربط بقاء وإستمرار هذا الحشد بظهور الامام المهدي والذي لانجد أية علاقة بينهما بل وحتى يمکن القول إن هناك تعارض، ونحن نعتقد إن التصريح الذي کان يجب أن يدلي به هذا القيادي أو غيره من ميليشيات الحشد هو: إن الحشد مستمر وباق مع إستمرار وبقاء النظام الايراني وإنه سيتلاشى ويزول تلقائيا بعد سقوط النظام الايراني!