المقدمة :
خاض العرب عدة حروب رئيسية وسمت معظمها ” بفلسطين ” مباشرة أو بمفهومها المعنوي .. ، كالحروب من أجل تحرير فلسطين ، أو من أجل الدفاع عن الأمة العربية ، أو من أجل الذود عن بيت المقدس أو الأقصى ، أو تحرير مسرى الرسول .. / سمها ما شئت لأن العرب هم أمة شعارات !! .. ، لأنهم لم يحرروا أنفسهم كي يحرروا فلسطين !! ومن هذه الحروب ، حرب 1948 ، حرب 1967 وحرب 1973 ، كما خاضوا حروبا غير رئيسية ، مثل ( حرب تموز ” حسب التسمية الشائعة في لبنان ” ، أو حرب لبنان الثانية ” حسب التسمية الإسرائيلية ” والذي يسمى في بعض وسائل الإعلام العربية ” الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006″ أو” العدوان الإسرائيلي على لبنان وفي وسائل الإعلام الأجنبية ” مواجهة إسرائيل – حزب الله 2006 ” ) .. ، ونظرة للواقع الشرق الأوسطي الحالي ، فأسرائيل موجودة شاخصة كما هي ، ونحن نتراجع ونتصادم ونتحارب مع بعضنا البعض ! .. وفي القرن الواحد والعشرين / بعد عام 2006 ، العرب تركوا أسرائيل تماما بحالها ، ودخلوا حروبا من نوع أخر ! .. هذا ما أردت بحثه في هذا المقال المختصر .
النص :
بعد المقدمة المتواضعة ، سأتناول جانبا من الواقع القطري العربي الراهن وما به من حروب أو تطاحن أو صدام أو خلاف وتضادد ، على المستوى ” العربي – العربي ” أو ” العربي – الدولي ” أو … ومن ذلك الأتي :- 1. أسرائيل الأن ، في حقبة راحة و أستجمام لا مثيل لها خاصة خلال العقد الأخير من هذا القرن ، فهي تخطط وتتطور وتتقدم ، والعرب أما في تطاحن داخلي ، أو في حرب فيما بينهم ، أو في تغذية حروب عربية ، أو في تدخل عربي عربي أو عربي دولي من أجل أسقاط حكومات عربية ! أو على أقل تقدير تمويل معارضة سياسية أو تعزيز ومساندة أضطرابات عربية أو مذهبية !…
2. المرتبة الأولى في هذا النهج تحتله السعودية ، حيث أنها تغذي الأسلام الوهابي المتطرف عربيا ودوليا عامة ، ومن جانب ثان هي في حرب ضروس مع الجارة اليمن ، ضد الحوثيين / الشيعة الزيديين ، أضافة الى موقف صلب غير مبرر مع القضية السورية ، وذلك من أجل أسقاط نظام الأسد ، وهو نظام شرعي ، لا ندري لم هذا العدوان الممول سعوديا ضد سوريا ، الذي أستنزف الدولة السورية من جميع النواحي ، وأرهق السعودية أيضا ، فمن المستفيد من كل هذا الموقف المشين !! ، فأذا كان الجواب المستهدف هو أيران ، فهل يعقل أن يدمى الشعب السوري من أجل ضرب أيران بالنيابة ! والمستغرب أن المملكة تصرح بأنها مستعدة للتدخل البري في سوريا وهي لا زالت عالقة في المستنقع اليمني ! . وللسعودية أيضا دورا مشبوها في العراق ، ودورا أخرا مساندا لحكومة البحرين ضد المعارضة الشيعية ، وصل الأمر الى تدخل عسكري (*1) .. مع أدوارا أخرى !! .
3. قطر / المشيخة الصغيرة ، هي الأخرى التي تريد أن تلعب دورا أكبر من حجم مساحتها وتعداد نفوسها ، فمن خلال قاعدة العتيد القطرية ضرب العراق !! ، ولها أدورا مشبوها أخر في العراق وسوريا .. ، أضافة الى تغذية ورعاية الأخوان المسلمين عربيا ودوليا ، خاصة ضد مصر ! وقطر تصرح بشئ وتفعل أمرا أخر ، فلقطر مكتب تمثيل مع الدولة الأسرائيلية في الدوحة ! ، معروف أعلاميا ! وتدعي من جهة أخرى بأنها المساند للقضايا القومية العربية ! .
4. لبنان هي الأخرى ، واقعة في طرفي السندان بين السعودية / ممثلة بالتيار السني بزعامة أل الحريري و.. ، وبين أيران ممثلة بحزب الله / الشيعي ، تحت قيادة حسن نصرالله ، والأغتيالات و المناوشات تتفجر بين الحين والحين بين الطرفين ، وأخيرا تم أيقاف العون المالي السعودي للبنان ( .. أكد مصدر سعودي مسؤول لوكالة الأنباء السعودية “واس” الجمعة أن السعودية ستوقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللبناني ، “نظرا للمواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين..”. / نقل بتصرف من موقع العربية نت 20.02.2016 ) .
5. الجزائر و المغرب وموريتانيا لا زالوا منذ عقود لديهم أسفين بين أرضيهم وهي الصحراء الغربية ! وهي مشكلة معقدة ترجع أولياتها للعام 1975 ( .. بدأت أزمة الصحراء الغربية قبل انسحاب الاستعمار الإسباني منها عام 1975 ، إذ طالب المغرب باسترجاع الصحراء الغربية من الاحتلال الإسباني معتبرا أن الصحراء الغربية جزءا من أراضيه ، وخلال أثناء المفاوضات الإسبانية مع المغرب طالبت موريتانيا بجزء من الصحراء بدعوى أن للسكان تقاليد شبيهة بالتقاليد الموريتانية ، بينما أعلنت جبهة البوليساريو إلى إقامة دولة جديدة منفصلة في منطقة الصحراء الغربية ، وذلك يعرف الجمهورية العربية الصحراوية . تبلغ مساحة الصحراء الغربية (266)
ألف كم2 ، وتنقسم إلى قسمين هما : الساقية الحمراء شمالا ، ووادي الذهب جنوبا…/ نقل بتصرف من الويكيبيديا ) . وقد وصلت هذه الأزمة ذروتها في عام 2002 ، عندما لوحظ بحشود عسكرية على الحدود (*2) .
6. أما العلاقات السعودية القطرية ، فهي بين مد و جزر ! ، فهما يتنافسان على ريادة أحداث المنطقة ، وتدنت العلاقات بين البلدين في كثير من الأوقات الى حد القطيعة (*3) . ولا زال البلدين ينفذان أجندة معينة ترغب كل منهما ، أن تترأس القضايا والأحداث في الشرق الأوسط ، ولقطر / مثلا ، علاقة مميزة مع تركيا ، الأمر جعل من السعودية أن تقلد ذلك في كسب ود الرئيس أردوغان ، السلطان العثماني المتأسلم الأخواني الداعم لداعش / تعتبر تركيا منفذ الأرهاب الى الدولة السورية ! ،
7. أما الموقف في ليبيا فيبدو في غاية الالتباس . وتكثر التساؤلات حول مستقبل هذا البلد ! ويصعب الأن فهم الواقع الليبي أجمالا ولا يمكن التخمين الى أين يسير ! ، وأراه ملتبسا ! خاصة لكثرة الكتائب والميلشيات المسلحة والجماعات الأسلامية التي تحاول السيطرة على الوضع الليبي سياسيا وأقتصاديا .. ! ، فوضع البلد برمته على فوهة بركان ، رغم محاولأت البعض لإخضاع كل الأحتدام الفئوي الى العملية السياسية ، ولكن أجمالا أرى أن حال ليبيا القذافي / بالرغم من فضاعته ! ، أفضل أمنا وأقتصادا ومجتمعا من ليبيا اليوم ! .
8. عراق اليوم !! لا يحتاج الى مقال أو بحث أو سرد ، فالبلد منهوب مجزأ منقسم ، خطف من قبل داعش – في بعض من مدنه ، والبعض الأخر متجزأ مذهبيا وطائفيا .. الوضع كارثي سوداوي ، وأكبر مثال نموذجي على الوضع العراقي هو ما جرى في البرلمان في شهر أبريل 2016 ، وأجمالا البلد يحتاج حاكما صارما شرسا قويا كالحجاج بن يوسف الثقفي لكي يضعه في نصابه الحقيقي !! . 9. سوريا ، مركز عمليات دولي ، فالكل يمارسون أدوارهم على أراضيها !! ، بدءأ من السعودية ، أيران وحزب الله ، تركيا ، قطر ، لبنان والعراق / بشكل أو بأخر .. أضافة الى الدول العظمى ، أنتهاءا مع رهط كبير من المنظمات الأرهابية الأسلامية / داعش وأخواتها ، فكل جهة تمارس دورها المرسوم المرتبط بأجندتها الخاصة على الأرض السورية !! عل حساب أمن ومستقبل الشعب السوري المكلوم .
10. أما دولة السودان ، حكمها أسلامي قامع للحريات ، ورئيسها عمر حسن أحمد البشير1 يناير1944 / يحكم السودان منذ 27 عاما ، قاد انقلابا عسكريا على الحكومة الديموقراطية المنتخبة وتولى البشير بعد الانقلاب منصب رئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني وجمع بين منصب رئيس الحكومة ومنصب رئيس الدولة الشرفي حتى الآن ، وللسودان مشكلة الجنوب ، حيث تفجرت عام 1955 قبل استقلال السودان 1956 وتسببت في العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعانيها السودان حتى اليوم ، فالحرب الأهلية أدت إلى عدم استقرار نظم الحكم ، وزادت من حدة التوتر الاجتماعي ، وبفعلها انقسمت القوى السياسية ، مما أثر سلباً في سياسة الدولة الداخلية والخارجية ، وكذلك فإن مشكلة جنوب السودان قد تأسست على مقولة خاطئة ، وهي أن السودان ينقسم إلى جزأين الشمال العربي (المسلم) والجنوب الإفريقي الزنجي (المسيحي) . / سردت هذه النقطة من موقع الويكيبيديا و موقع الأقتصادية الالكتروني مع أضافات الكاتب .
أضاءة مظلمة :
( ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي *** مليحةٌ عاشقاها السل والجربُ ) – الشاعر عبدالله البردوني (*4) ، هذا البيت الشعري هو ما وصف به الشاعر اليمني البردوني حال ووضع ومعاناة .. مدينته ، صنعاء / اليمن ، وأنا أرى أن هذا الوصف ينطبق على حال أغلب مدن العرب بالنتيجة ، وذلك لأن صنعاء هي أحدى مدن العرب أيضا ، وهذا ليس جلدا للذات أو تنكيلا بالعروبة أو نشرا للواقع المتردي للدول العربية ! ، بل هذا واقعا فعليا للوضع العربي الراهن ، بما به من فرقة وعدم تجانس وأبتعاد وتضادد وأختلاف .. ، أولا ، ليس هناك شعبا عربيا موحدا بل هناك شعوبا عربية / وهذا ليس خللا ، ما يجمعهم بشكل أو بأخر هو الدين / بالرغم من أختلاف المذاهب والفرق والطوائف ، عدا ذلك فهم مختلفون عاداتا ولغة ولهجة وطبائع وتقاليد وأعراف .. ، فهل مثلا قبائل الطوارق (*5) الممتدة في أفريقيا ، تلتقي لغة أو تقاليدا أو عاداتا أو مظهرا أو سلوكا مع قبائل الجبور في العراق أو مع قبائل الرفاعي في سورية أو مع قبائل الشايقية السودانية أو مع قبائل شمر السعودية .. !! ، ثانيا ، أما الحكام العرب عامة متمسكون بالسلطة ، فهم في حال والشعب في حال أخر ، وعندما أرادوا التغيير وقعوا في فخ الحكم الأسلامي ، وتحولوا لأنظمة حكم أتعس مما كان ! حال عربي مزري متصدأ ، العراق ، ليبيا ، سوريا ، اليمن ، الصومال ، والدول الأخرى الأسلام السياسي يعبث بها كمصر ، أو ترعى الأسلام الوهابي وتنشره عربيا ودوليا كالسعودية .. ثالثا ، الدول العربية عندما أيقنت أن أسرائيل باقية ، ألتفتت الى حالها ، فأما أنقلبت على وضعها ونظامها ، أو تأمرت على شقيقاتها من الدول ، أو سعت الى تغذية الحركات أو المنظمات الأرهابية الوهابية المرجع من أجل تقويض حكم الأخرين ، رابعا ، لم تمر الدول العربية بوضع أسوأ مما هو عليه الأن ، لا جامعة
عربية تجمعهم سوى من الناحية الشكلية ! دول سيادتهم ذو طابع شكلي وأعلامهم مختلفة شكليا وحتى تحررهم شكلي .. دول وضعهم كوضع جسم قد فتك به ” السل والجرب ” ، والمعنى في قلب الشاعر !! .
——————————————————————————————————–
(*1) BBC لثلاثاء ، 15 مارس/ آذار، 1201 العنوان الرئيسي على الصفحة الاولى للفاينانشيال تايمز “القوات السعودية تدخل البحرين” ، والعناوين الفرعية : “العائلة المالكة تطلب العون لقمع الانتفاضة” و”حركة القوات عبر الحدود تزيد المخاطر السياسية”. وتقول الفاينانشيال تايمز انه بمجرد دخول اكثر من الف من القوات السعودية الى البحرين اعلنت الامارات انها ارسلت 500 من قوات الشرطة الى البحرين . وكانت اسرة الى خليفة الحاكمة في البحرين طلبت العون من دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة الاحتجاجات التي تصاعدت الاحد ووصل الامر يوم الاثنين ان احتل المتظاهرون ضد الحكومة المنطقة التجارية في العاصمة المنامة . ولا يزيد عدد سكان البحرين عن 600 الف نسمة ، اغلبيتهم من الشيعة وتحكمهم عائلة مالكة سنية .
(*2) ارتفعت حدة التوتر بين المغرب والجزائر على خلفية قضية الصحراء الغربية . وخرجت صحف البلدين بحملة اتهامات متبادلة تنذر بحرب كلامية مترافقة مع أنباء عن حشود عسكرية على الحدود . وقام الرئيس الجزائري بزيارة مفاجئة إلى الصحراء أمس فيما سيقوم العاهل المغربي بزيارة مماثلة قريبا . وتترافق الزيارتان مع حملة إعلامية وتصريحات واتهامات متبادلة ما أعاد علاقات البلدين إلى أجواء التوتر التي سادت في الماضي خلال عهد الرئيس الجزائري الراحل الهواري بومدين والعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني . وقد اتهمت الرباط الجزائر بتحريك ما طرحه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان من خيار رابع بغرض تقسيم إقليم الصحراء الغربية بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية . / نقل بتصرف من موقع البوابة .
(*3) الثلاثاء 16 فبراير 2016 ، تشهد العلاقات السعودية – القطرية توتراً شديداً خلال هذه الأيام ، توقعت مصادر دبلوماسية قيام السلطات السعودية بإغلاق الحدود مع قطر ، بعد تقارب الدوحة مع أنقرة . وقامت السلطات القطرية مؤخراً بتخصيص عدد من المخازن داخل المطار القديم بالدوحة ، تمهيداً لاستقبال وتخزين كميات من البضائع والمواد الأساسية القادمة من تركيا ، ويستهدف هذا التحرك من جانب قطر إقامة جسر جوي مع تركيا للحصول منها علي المواد الأساسية بدلاً من الاعتماد بشكل أساسي علي السعودية ، تحسباً لتدهور علاقات الدوحة بالرياض ، وقرب إغلاق الحدود بين الدولتين . / نقل بتصرف من موقع الوفد الألكتروني .
(*4) عبدالله البردوني / 192930 – أغسطس1999 ، شاعر يمني ، ولد في قرية (بردون) في محافظة ذمار ، وأصيب بالجدري وهو في الخامسة من عمره ، ففقد بصره كليا ، ثم انتقل إلى مدينة ذمار طلبا للعلم ، ومنها إلى مدينة صنعاء ، حيث تعين مدرسا للأدب في المدرسة العلمية ، وتنقل في عدد من الوظائف الحكومية.. / نقل بتصرف من الويكيبيديا .
(*5) يشكل الطوارق المجموعة الأمازيغية الأكثر توغلا في أفريقيا جنوب الصحراء والأكثر انفصالا عن السكان العرب بالشمال الأفريقي ، ومن المفارقة أنهم في أسلوب عيشهم ونمط حياتهم أقرب الناس إلى البدو العرب وقد درج المهتمون بالطوارق على كتابة اسمهم بالطاء وكان الأولى أن يكتب بالتاء ، لأن اسمهم – حسب بعض الباحثين- مأخوذ من كلمة “تاركة” وهو واد في منطقة فزان بليبيا ، والنسبة إليها “تاركي” ، فالاسم مأخوذ من مكان بليبيا لا من اسم القائد المسلم طارق بن زياد. ويطلق عليهم أيضا في الكتابات الأوروبية “الرجال الزرق” نظرا لكثرة استعمالهم القماش الأزرق لباسا . ويفضل الطوارق أن يطلق عليهم اسم “إيماجغن” أو تماشق” وهما مرادفان لأمازيغ ومعناها الرجال الأحرار . وبحكم مجاورتهم للعرب في الشمال وللأفارقة الزنوج في الجنوب ، صار الطوارق شعبا مهجنا يجمع في دمائه أعراقا طارقية وعربية وأفريقية . نقل بتصرف من موقع 4C-C1DA-www.aljazeera.net/…/61E309DC