هرولت الدول الخليجية خصوصا والعربية عموما نحو اعلان التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب, وبدأت هذه الدول الجلوس علنا ومصافحة الإسرائيليين دون حياء او خجل من دماء الفلسطينيين التي اهرقت على ايدي بني صهيون.
التطبيع كتبت عنه في مقال سابق بانه ليس جديدا, انما هو ظهور من الخفاء للعلن, فالمطبعون كانوا من تحت الطاولة مصافحين لإسرائيل, بل كانوا يعملون سرا لخدمتها, وهم –المطبعون- لم يدخروا جهدا في خدمة اسرائيل ومعادات العرب الفلسطينيين, وعملوا ايضا للطعن بكل قوى المقاومة التي ناهضت الكيان الغاصب.
لقد صار التطبيع العلني امرا غير مخجل في نظر الحكام العرب, بل يعدونه عملا نحو السلام, وليت شعري اي سلام يتحدثون عنه ودماء الفلسطينيين تراق كل حين ومؤامرات اليهود ضد العرب والمسلمين تحاك كل آن؟.
التطبيع الجديد سيكون ذريعة للقبول بإسرائيل ضمن التحالف الخليجي, سواء أ كان التحالف الدولي بقيادة امريكا ام التحالف الخليجي بقيادة السعودية, وسيكون لإسرائيل –المُطَبِعَةُ- كامل الاريحية في ارسال جنودها والياتها ومعداتها العسكرية لان تأخذ موضعا ضمن القوات المتواجدة في الخليج.
واضح جدا إن تواجد اسرائيل العسكري في المنطقة سيكون قريبا, بعد ان اصبح تواجدها الدبلوماسي الرسمي واقعا من خلال فتح السفارات في دول التطبيع, وكذلك تواجدها المدني من خلال التفويج السياحي الذي قام به الاسرائيليون لدولة الامارات الخائنة.
الخليج سيكون مكانا لازمات واحداث سياسة قادمة, ويبدو ان حدة الصراع ستتصاعد, خصوصا وان محور المقاومة بقيادة ايران لن يقبل بان يكون لإسرائيل موطئ قدم قرب حدودها البحرية, كذلك فان وجود اسرائيل صانعة المشاكل في منطقة الخليج لن يكون وجودا من اجل السلام, بل سيكون وجودا استفزازيا من اجل اشعال فتيل الصراع.
كذلك نعتقد ان التطبيع هو هروب نحوا الامام, فتواجد الاسرائيليون في الخليج سيجعل من ساحة الصراع بين المقاومة واسرائيل بعيدا عن حدود بني صهيون, وهو تماما نفس السلوك الذي انتهجته امريكا بنقل الصراع في اصقاع العالم بعيدا عن حدودها.