22 نوفمبر، 2024 10:23 م
Search
Close this search box.

بعد ارهاب داعش … الطبيعة تغضب على العراقيين

بعد ارهاب داعش … الطبيعة تغضب على العراقيين

رغم ان الارهاب الداعشي الذي طال العراقيين في دماءهم واموالهم وهجرهم من ديارهم ورمل نساءهم وايتم اطفالهم , يبدو لم يكن كافيا لخاتمة ماساتهم ومحنتهم , فبعد ان سحقوا هذا الغول الوحشي الاعمى باقدامهم , تنتفض الطبيعة كعدوة شرسة لتهدد من جديد حياتهم .

استدرك واقول ان عنوان المقال على سبيل المجاز , والا فالطبيعة لا تغضب على بني آدم وتسبب لهم الكوارث , لانها هي مخلوق من مخلوقات الله تعالى بدون ارادة ولا اختيار ، بل يامرها الله وتخضع لتدبيره وتقديره , بتعبير ادق ليست الطبيعة هي من غضبت على العراقين ، انما كان غضباً من الله , وغضب الله جزء من طبيعته، وعنصر هام من عناصر حكمته… الا تتذكرون كيف الله قد أعلن عن غضبه مرارًا كثيرة لامم قبلنا وفي أزمنة متعددة ؟! كما في طوفان نوح , والجوع والعطش وضيق الأرزاق لقوم سبأ, وهذا ما يحدث في العراق تماما , فقبل اشهر قليلة الجفاف والتصحر اوصل حال بعض المزارع والمواشي الى الموت من العطش , واليوم تنزل امطار بغزارة فتهلك مزارع وتموت حيوانات وتسقط بيوت وتتلف ممتلكات بالسيول , ولاننا اعتدنا ان نكون قاصرين عن التحليل وربط الاحداث بمسسباتها , والا فالذي يحصل ما هو الا رسائل إلهية لنا لأجل زيادة الحرص والانتباه على حفظ نعمة الحياة على الأرض، ونعيد امور حساباتنا ومسؤولياتنا امام الله , اليس الله يعاقب الناس على افعالهم السيئة وعلى معاصيهم المنكرة وابتعادهم عن الحق ؟!

فاي واحد منا يعرف مبدأ العقاب للاساءة والثواب للحسنة , فكيف نغفل ان الله لا يعاقبنا على اعمالنا السيئة وما اكثرها ؟! كيف الله لا يغضب علينا وفينا اناس منحرفين تغطوا بغطاء الدين ؟!وكيف الله لا يغضب علينا وولاة امرنا

فاسدين .

الا ترون عقوبة الله علينا بقدر فعلنا ؟!…فنحن مفرطون في العنف ، ومفرطون في الخنوع , ومفرطون في مجافاة الحق , ومفرطون في تبني الباطل , ومفرطون في الفساد , ومفرطون بالذل , ومفرطون بالكبرياء…مفرطون بالغنى , فالغني يزداد غنى على حساب الفقير الذي يزداد فقرا , فكانت عقوبتنا الافراط في الجفاف لحد العطش والافراط في الاعاصير والمطر لحد الغرق !!!

فالهزة العنيفة المرعبة التي ضربت العراق بالامس هي انذار لنا بل هي غضب الله علينا

والجسم الغريب الذي سقط قبل ايام قلائل في محافظة واسط , هو الاخر انذار لنا , فهل نتدبر؟!

أحدث المقالات