23 ديسمبر، 2024 7:06 م

بعد احداث المهاجرين ياحكومة لنجعلها هجرة معاكسة

بعد احداث المهاجرين ياحكومة لنجعلها هجرة معاكسة

ازدادت في الفترة الاخيرة وبشكل ملحوظ اعداد المهاجرين الهاربين من العراق الى دول اوربا وبطريقة غريبة ومستعجلة ,ولم نجد مبررات هذا العمل اللهم الا مايروى عن القسم الذي استطاع العبور بسلام الى الضفة الاخرى والقائل ان سبب الهجرة الرئيس هو حسابات مابعد هذه المرحلة (مواجهة الارهاب مع الدولة )والتوقع بسقوط تجربة الدولة العراقية مابعد 2003 واستلام ماكنة الارهاب لامور البلد بعد احتلاله ,وكذلك الهرب من الوضع الماساوي الحالي (بحسب رايهم )الذي يعيشه العراق فلانظام حافظ لحياة الناس ولاقانون يعيش به البشر ودولة عصابات تتحكم بمفاصل الامور وكل حزب بالذي لديهم فرحين ,واخر يقول لم احقق ذاتي في بلدي فهربت وتتعدد الاعذار والحجج والنتيجة واحدة افراغ العراق من اهله وناسه واللعب به كيفما شاء ,
بداية ماقيل عن سقوط التجربة وحكم العراق من الجهات الارهابية فهذه اشاعة اطلقتها المنظمات الارهابية العالمية وروجت لها الدول الحليفة لها وقوى داخل العراق لزرع الرعب في قلوب الناس وبالتالي جعلهم يتركون العراق الى غير رجعة ,وغيرها من الاعذار هو واهن وضعيف وغير حقيقي وقد اثبتت التجربة مااقول فهؤلاء هم شبابنا وشيوخنا في الخطوط الامامية للمعركة مع الارهاب يسطرون اروع الملاحم والبطولات ويكبدون الارهاب وادواته ابشع واكبر الخسائر وهم سائرون الى النصر ان شاء الله فعلى البقية النظر الى هذا الامر ومحاولة الصبر على مايجري لان النتيجة الحتمية انتصار الحق على الباطل ولو بعد حين .
ان ماحدث من احداث ماساوية للمهاجرين العراقيين وخصوصا حوادث القتل الجماعي لهم والغرق في عرض البحار لهو امر محزن ومؤلم ويثير القلق ,فبدلا من استغلال هؤلاء لخدمة وبناء العراق اصبحوا قضية اخرى تشغل البلد وتهدر الكثير من جهوده وطاقاته ,وكذلك اصبحت عبئا على الدول المستقبلة لهم فعملية تهيئة الاجواء المناسبة لعيشهم عملية مكلفة ومؤثرة على اقتصاد الدول خصوصا اذا ماعلمنا ان الدول المقصودة بالهجرة هي دول منظمة ذات قانون شديد  لاتتحكم به العواطف ولايمكن لاحد ان ياكل ويشرب ويلبس وينام اذا لم يعمل ,ممكن رعاية المرضى والمعاقين وباعداد قليلة لكن مع هذه الاعداد لايمكن توفير لوازمهم وستضطر هذه الدول الى طرد الكثيرين منهم وتركهم بالعراء يواجهون مصيرهم المجهول .
هنا ياتي دور الدولة العراقية بمسؤوليتها في توفير الحياة لابناءها وعدم اضطرارهم الى الهجرة اولا بارسال رسائل تطمين لكل ابناء الشعب بان الدولة ستساوي بين الجميع بلا تمييز وتوفر لهم فرص العمل الملائمة وان ترعاهم وقبل ذلك كله ان تحاسب الفاسدين والسراق الذين اوصلوا الناس الى القناعة بالهرب وعدم البقاء وان ترهن ارادة الناس بالناس انفسهم وان تعمل مع الجميع لحماية حقوقهم وضمان امنه ثم رعاية عوائلهم وان تفتح المجال بعد توفير الامن والامان لكل الكفاءات بالعودة الى العراق ليساهموا بعملية بناء العراق على اساس انساني سليم وان تجعل من ماساة المهاجرين درسا لها لتعرف ان الشعب فقد الثقة بها واضطر للهرب لانها لم تحميه .
ان المسؤولية اليوم على الجميع بلا استثناء في توفير الجو الامن والطمانينة للناس فعلى المثقف دور توضيح الامور للناس وعلى المصلح الديني حث الناس والضغط على الدولة لرعاية ابناءها وعلى منظمات المجتمع المدني القيام بدورها لربط الناس بالدولة واعادة الثقة المفقودة وان تكون رقيبة على الدولة في كل اعمالها ,وعلى المواطن الصبر على مايجري وانتظار رحمة الله تعالى مع العمل المستمر لتخليص العراق من الارهاب بكل انواعه الارهاب العسكري والقتل وارهاب الفساد وارهاب امتهان حرية الناس ,وان لايعطي الانسان لنفسه عذر للهرب من مشاكل بلده واهله وتاريخه.