22 ديسمبر، 2024 2:38 م

بعد أقرار الموازنة … خيبة أمل للمتقاعدين العراقيين

بعد أقرار الموازنة … خيبة أمل للمتقاعدين العراقيين

في موضوع سابق تم نشره في موقعنا العزيز موقع ( كتابات ) بعنوان ( هل يستطيع محمد شياع السوداني كسب قلوب العراقيين !!! ؟ ) وكانت المناسبة لمرور ( 100 ) يوم فقط على تسنمه مهام عمله كرئيس لمجلس الوزراء في العراق ، وقد تحققت العديد من المهام الموكله له خلال هذه الفترة القصيرة حسب المنهاج الحكومي الذي اتخذه كمسار لعمله اليومي ، والذي شمل الرؤية المستقبلية للحكومة وترجمة برامج الوزارات التي تعمل ضمن الحكومة العراقية والاجراءات التنفيذية التي تكون على عاتق جميع الوزراء .

نجح السوداني في تحقيق بعض فقرات البرنامج الوزاري ، رغم التحديات والصعاب التي واجهها ، الا أن حكومته أستطاعت نوعا ما من تحقيق جانبا مهما من مهامها ويعتبر انجازا كبيرا وهو الكشف عن الفاسدين واعادة بعض المبالغ المسروقة الى خزينة الدولة ، حيث لم يلمس الشعب العراقي مثل هكذا انجازا من قبل الوزارات السابقة ، ولكن !!! كان السوداني يؤكد في جميع خطاباته وفي مختلف المناسبات على تحقيق الانجازات التي تصب في صالح الشعب العراقي وخصوصا دعم ومساندة ذوي الدخل المحدود والفقراء ومتوسطي الدخل من الموظفين وكذلك دعم شريحة المتقاعدين أضافة الى دعم البطاقة التموينية وزيادة رواتب الرعاية الاجتماعية ،

بعد فترة أنتظار وترقب من قبل الشعب العراقي على أقرار الموازنة الثلاثية الانفجارية للاعوام 2023 و2024 و2025 ، وأرسالها للمصادقة عليها من قبل رئيس الجمهورية ، لم تتضمن الموازنة أي دعم أو زيادة مرتقبة للمتقاعدين العراقيين القدمى كما كان يصرح السوداني في خطاباته السابقة ، حيث أن الحكومات والبرلمانات في جميع دول العالم يتعاملون مع الأنسان على أنه اللبنة الأساسية في المجتمع ، وتعمل هذه الجهات ذات الصلة على تشريع القوانين والانظمة والتعليمات التي تضمن حقوق الأفراد التي من شأنها تحقيق الرفاهية والسعادة لهم ولعوائلهم ، وتعد الحقوق التي تمنح لهؤلاء أحدى دعائم الأمن والسلم المجتمعي وبموجبها تسير حياة الانسان بالشكل الصحيح والمنطقي وتخلق نوعا من الأرتياح النفسي والمعنوي له ، وانه لمجرد تفكير هذه الحكومات والبرلمانات للقدوم على عملا متعمدا في الاخلال بحقوق الانسان من أي جهة كانت يتسبب ذلك في أنهيار المجتمعات وتفكيكها أسريا ، كما نجد اليوم الحكومات في كافة دول العالم تتعامل بشكل متساو بين ابناء الشعب الواحد بغض النظر عن الانتماءات الحزبية أو الطائفية أو المذهبية أو العرقية ، ويكونوا ساوسية في مجال الحقوق وتحقيق العدالة فيما بينهم ، وبالتالي فأن عواقب عدم التزام الحكومات بحقوق الناس ستولد الشعور بالقلق والأضطراب والتوتر النفسي والمعنوي ، وسيكون هذا الشعور والقلق يصاحب من أفنوا حياتهم وشبابهم من اجل العراق وهم شريحة المتقاعدين العراقيين الذين يعيشون الان اواخر حياتهم بالتعب والتفكير والمرض والعوز .

لا أحد ينكر أن السوداني مستمعا جيدا لشكاوى المواطنين سواءا بشكل مباشر مع الناس الذين يلتقيهم في الشارع او المعامل والمصانع أو عن طريق وسائل الاعلام المختلفة فانه يشارك في البرامج التي تبث مباشرة عبر الهواء ويستمع لمشاكل المواطنين ويجد لها حلا فوريا وقد لمسنا هذا الجانب في العديد من اللقاءات له ، وهذه الاجراءات تحدث لاول مرة في العراق ولم نلمسها من أي رئيس وزراء سابق أن يلتقي الناس بهذا الشكل المكثف ويجد الحلول السريعة الى الذين يعانون من مشاكل خاصة أو عامة .

أن المتقاعدين العراقيين ترنو عيونهم الى السوداني لايجاد حلا سريعا لهم كونهم يعانون من هذه الرواتب البائسة وقد نفذ صبرهم وانتظارهم طيلة السنوات التي مضت على أمل أنصافهم من اجل أن يعيشوا ايامهم القليلة المتبقية من أعمارهم في راحة نفسية وهم بهذا العمر المتقدم ، كما أنهم الان أحوج من أي وقت لراحة البال ، فهل يفعلها السوداني من أجل كسب قلوب المتقاعدين العراقيين أيضا !!! ؟