“حصيلة ما حصّلناه بطرگ الدندولة ,وچافونه شركم” كما نردّد بالعامّيّة أحيانًا, وأعني “بالدندولة” هارون الرشيد ..جاء الإسلام وسيخرج بإذن الله من التاريخ ومن الحياة ومن العراق ومن الوجود كلّه إن كان الإسلام بهذا الشكل قطع أرزاق وطائفيّات وقطع أعناق ووقف لعجلة الحياة أيّام ولربّما لأسابيع في كلّ مناسبة مُختلقة بلا شكّ لا علاقة لها بإسلام قرأنا عنه وأبكانا من شدّة تأثّرنا بروائعه, بعكس ما نلمس إسلام فتن وحروب واقتتال, يمدحون أئمّتهم ولا يتسلّكون بسلوكيّاتهم وها هو العراق شاهد.. أمس خمس مرّات يجبر “الركّاب” استبدال واسطة النقل وبأسعار مضاعفة من تسعيرة عشوائيّة أخرجتني عن صمتي: “لماذا لا يكون النقل مجّانًا بمناسبة الزيارة أسوةً بالطعام وبالشراب المجّانيّين”! ,فبعد أن كانت المسافة لا تحتاج سوى تغييرين من جسر “حيّ التجّار” ولغاية منطقة البيّاع لتنتهي بنا “الرحلة” أمس “بعد التبديل الخامس” عند منطقة العلاوي!, ليكمل الركّاب على أقدامهم عكس اتّجاه الساعين لليوم الآخر من اختار منذ الآن العيش فيه؛ وسط غضب الركّاب أحدهم توسّل رجل أمن يوصل لعنته بوجه “المسؤول”! فأغلبهم يحمل أوراق يلهث لهاثًا لأجل إتمامها بمشاوير مضنية بين دوائر الدولة الّتي احترف موظّفوها اختلاق الوسائل الشيطانيّة لتعذيب المراجعين منها من جعلت العراقي يبحث عن “كفيل” داخل وطنه داخل محافظته داخل مدينته كما حصل مع أهل الأنبار رفع فيها سعر “الكفيل بورقتين!” لتشمل كلّ من يحاول تغيير سكنه ولو عبر شارع مجاور!, ما الأمر؟ “زوّار”!.. لو اطّلعت على مسيرة الإسلام العلميّة والمعرفيّة عند العرب “والدينيّة” أيضًا لن تجدها سوى مكوّن من أقوام أخرين نتشدّق بهم! حتّى الترجمة عندنا غزو و”سرقة”!, لكنّ بذكاء حافظوا على علومهم باسم “العرب” بحجج الترجمة!, علوم ومعارف “أبدعناها” كما نردّد, لا تعدوا سوى ترجمة لعلوم أقوام آخرون ترجمها نفس الأقوام! ولمّا انفضح عجزنا اليوم عن اللحاق بركب الأمم ادّعينا أنّ جميع علوم الأرض والكون موجودة في القرآن!..
إذًا ما هي الفائدة المرجّوة من وجودنا في هذه الحياة؟ “لتكملة العدد”؟ طزمز مثلًا! ..وطزمز هذه أكلة سوريّة ريفيّة لسد حاجة تضرب مثلًا على أمر معسر.. ولنكن أكثر صراحة وجرأة باعتبار الجرأة أولى خطوات التغيير بدل المجاملات السقيمة الّتي دمّرتنا ,ومن دون تحسّس: ما هي الفائدة أو القيمة المعرفيّة أو العلميّة لدنيانا هذه من الّتي تركها “أئمّتنا” لصالح البشريّة؟ لا شيء إطلاقًا, حتّى أخلاقهم العالية هي بنت عصرها فقط والدليل “الأتباع” يلهجون بذكرها وسلوكهم بعيدًا عنها!.. بل أضرار للعالم وعلى مدار التاريخ بما لحق الأئمّة من تشويه على أيدي أتباعهم, من يطّلع على عشوائيّاتنا يمتنع عن السياحة إلى المنطقة برمّتها! ,حتّى المأثرة الانسانيّة الوحيدة الّتي حسبت للعرب “الخروج على الظالم” بحسب ما وصلنا من التاريخ ,حوّلناها من احتفاء إنساني سنوي كريم إلى عزاء ولطم وثارات, فإن كانوا أولئك “صالحين” أو “معصومين” كما نصرخ ونهرّج على مدار الساعة ولا نطبّق!, فإنّما ذلك لأنفسهم هم الصالحون, ما شأننا نحن بهم؟ يعني نتأمّل “نجلّب” بأذيالهم ندخل الجنّة! فبئس جنّة يدخلها من لا يستحقّها يخالطونا ونخالطهم خالدين معهم!.. إذًا فصلاحهم لأنفسهم والله هو من سيحكم (خير الحاكمين) لا نحن! ,وما طقوس الصالحين ركعهم سجودهم صيامهم الخ إلّا لأنفسهم هم ( كلّ امرئ بما كسب رهين ) ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ) فما علاقة بقيّة الناس والمسلمين والشوارع والمصالح بالصالحين!؟ هم نذروا أنفسهم للصلاح فما شأني أنا أو شأنك أنت إن كان صالحًا أم كان طالحًا؟, فذلك بيد الله هو من يقرّر لا أنا ولا أنت ولا الصالح نفسه.. ما ذنبهم وما ذنب مصالح الناس؟ ..أن لا نكون للآخرين كنافخ القير ..
الأفواج من الراجلة من الزوّار الرافضة لقيم التحضّر والمدنيّة بطبيعة الحال, كيف أصبحت عقولهم مغلقة؟ ..هناك قيّمون خلفهم يدفعونهم إلى الشوارع فهم مربح سياسي بالنسبة لهم, هم انتخاب سياسي إليهم ,”عمر وأبا بكر وخالد” عداؤهم رحمة لهم! حطّموا حضارة فارس فذلك ما يفرحهم!, هم مادّتهم في التهييج وفي العشوائيّات مع ما تحمل من تفاصيل, هي حرب “شيعيّة” ضدّ “السنّة” لصالح أصحاب الفتن من “المهيّجون” ,فالسنّي بجريرة انتمائه يبقى متّهم أينما كان ,سلافي كان أم شيشاني, برأيي يستوجب محاكمة هادموا حضارة الفرس شرط ليس وحدهم بل يحاكم ملوك الفرس أيضًا الّذين كانوا يقتطعون الضرائب من العرب جنوب العراق ووسطه, “خُمس” يعني! ربّما لا يعلم “ربعنه” المنحازون, أنّ الفرس كانوا يخمّسون أموالنا قبل الإسلام! الروم أيضًا رغم أنّهم الأجمل عبر التاريخ لكن يجب يحاكموا وجميع الغزاة عبر التاريخ.. المدهش في المحاكمة لوجرت سنجد من بين العرب من بين جميع الأقوام سيكونوا شهود تاريخيين ضدّ أبناء جلدتهم لصالح قوم آخرين! “ما هذه الأخلاق الراقية من نكران للذات فعلًا حكومة من الملائكة” ذلك إن عايرنا علاقات الانسانيّات مضطرّين بهذا التغييب العفن ..لكنّها ملاحظة تستحقّ الوقوف عندها ولو لهنيهة, علّ هناك من سيتيقّن الأمر كلّه خداع متوارث هدفه “ثأر” متبادل, أمّة العرب مع ما بينهم من اختراق مناف للطبيعة ينتقل من جيل لجيل, وبين أمّة الفرس لم يعهدوا من شذّ من بينهم ولا من بقيّة الأمم! وهذا العداء المستحكم لا علاقة له بدين كي يُحتفل به “بكسر ضلع” أو “فدك” أو “ضحكة” الخ, بل علاقته بأبناء الجلدة هؤلاء جريرة “النواصب” على فعلتهم بإدخالهم الفرس الإسلام! ,لتتطوّر تاريخيًّا تشمل قادة آخرون احتكّوا بشكل أو بآخر بالفرس, كمعاوية والمنصور والرشيد, الرشيد العربي الوحيد الّذي له امتداد طائل في ذاكرة العالم, وهو صاحب دنان خمر وغانيات وشعر “ماجن” فعلًا وقصائد غزل لا أشعار وطنيّة زائفة تغلغلت! كان يتغزّل بالجميلات وقد تزوّج أجملهنّ ويعطي المرأة حرّيتها بعكس ما يدّعي “السنّة” على أنّ الرشيد “يحجّ عام ويغزو عام”! يغزو برأيي فنعم وإلّا كيف خاطب “الغيمة”! طقوس لا, فلو كان الأمر بيده برأيي لاعتمد أوّل علمانيّة في التاريخ, إذ من اخترعت في عهده أوّل ساعة ميكانيكيّة في التاريخ في بغداد ويقدّمها هدايا لأمم وملوك الأرض فحتمًا يحمل فكر تغييري ولابدّ ويمتلك رؤيا سبقت عصره, كان يكره “علماء الإفتاء” ويقرّب علماء الطبيعة فخرج من صلبه من به هذه الخصلة الرائعة “المأمون”! وكان يكره الفرس لنفاقهم ولجبنهم عند المكاشفة, شخصيّته نافرة عن العرب ثاقب للمستقبل وإلّا فكيف أصبحت شخصّيّته حاضرة لدى تراث جميع أمم الأرض تشكّلت بعدّة مسمّيات محبّبة؟ ,أطفال الأرض لا يهنئوا على أسرّتهم إلأ بحكاوي شيّقة عنه تشكّلت فيما بعد بسندباد وبالشاطر حسن الخ وهو أوّل شخصيّة في العالم تناولتها أفلام هوليود!, لغّم سيرته الفرس بكلّ شائنة, تلقّفها عندنا “الشهود التاريخيّون” ارتضوا تضمينه طقوسهم في اللعن بدل الاحتفاء العظيم واللائق كما تفعل الأمم الحيّة! فهؤلاء لا هم فهموا الإسلام أو فهموه من لدن أئمّتهم, ولا هم خالقوا الناس بخلقهم الحسن ..فقد ناصبوا “المتّهمين” العداء, وناصبوا الرشيد لكشفه شبكة تآمر الفرس للاستيلاءعلى الحكم..
قد نعذرهم لإزالة العرب حضارتهم فنقول هي طبيعة الحياة “يومٌ لهم ويومٌ عليهم” لكن أيّ عذر للشهود هؤلاء! ليتأمّل العرب مجتمعين ماضيهم بثقة أصيل بذاته لا بدماغ معبّأ سلفًا ,علّ بغداد تعود زاهية بألوان الزفاف وبعطر الياسمين ورحيق الزمبق ,سنكتشف اعوجاج مسيرة وعرة ,سنجد مثلًا أنّ العداء سيشمل أكثر من “ثلاث” الرقم الجديد من الكراهيّة: إضافة لأبا بكر وعمر وعثمان ؛خالد ومعاوية وسعد زائدًا “دهاة العرب الأربع” الوحيدون بين العرب من كان ينظر للحياة وللحوادث وللحروب بعمق استراتيجي زائدًا المنصور والرشيد وصلاح الدين أيضًا! الخ.. وأن لا ننظر للرشيد بعين “غوستاف لوبون” فقط! كما ينظر إليه ورثة البرامكة ما أن تطارحه النقاش يتحوّل من إنسان جاهل متخلّف لا يفقه من موجودات التاريخ سوى “مصاب آل البيت” ليفاجئك بقفزة تاريخيّة يجيبك بأسرع من الصوت “غوستاف لوبون!” لتجدها مفارقة على لسانه يمضغها وكأنّها مفردة طقس من طقوس عاشوراء! ..رايات وبيارغ وأعلام مرفوعة غرزت سارياتها لتطلّ علينا من امتداد زمني من عشرات القرون تطلّ برؤوسها حواضر عصرنا كلّ سنة, عصر المرّيخ عصر اقترب فكفكة لغز وجودنا المحيّر في هذا الكون http://arabic.rt.com/news/782858-%D9%86%D8%A7%D8%B3%D8%A7-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D8%A7%D9%83%D8%A8-%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%88%D8%AA-%D8%AD%D8%A8%D8%A7%D8%B1/ , مادّتها “أبو بكر وعمر وخالد ومعاوية والرشيد” لو نرفع أسماؤهم عن قائمة المطلوبون للتاريخ سنجد وقد تهاوت جميع طقوس التشيّع وسيتوقّف العبث بموجودات هذا التاريخ.. وكيف يمكن ذلك؟.. بعمليّة “جراحيّة للزمن” لاستخراج أولئك من جوفه, أو يسبقنا الثأريّون إلى اليوم الآخر ينتظروننا هناك عند منعطف أحد الممرّات المؤدّية إلى “المحجّة البيضاء”..