24 ديسمبر، 2024 5:13 م

بعث الجنوب وداعش الموصل

بعث الجنوب وداعش الموصل

سيطرة داعش على الموصل كسيطرة البعث على الجنوب ؛ لكن أهل الجنوب لم يرضخوا كما رضخ أهل الموصل بل كانت لهم صولات وجولات من أجل مقاومة هذا الغزو البعثي ؛ وقدموا المئات من الشهداء من أجل رؤية عراق بلابعث ؛ وما من مكان من الجنوب الا وسجل حادثة اغتيال لهذا الرفيق وذاك المسؤول ومامن منطقة الا وسجلت على أرضها معركة مع مايسمى بالرفاق والاهوار تحولت الى مقبرة لأولئك البعثيين الأنجاس ؛
على رغم ان البعثيين الذين قاومهم اهل الجنوب كانوا شيعة وينحدرون من نفس المناطق الا إنهم تحولوا الى أداة بيد المقبور صدام وأصبحوا أشبه بدواعش اليوم وقاموا بافعال لاتختلف عن أفعال داعش الحالية من حيث قطع الرؤوس والتعذيب الوحشي
وفي خضم تلك الاحداث برز المقاومون الشيعة وشكلوا خلايا من أجل إيقاف ذلك الغول البعثي وحدثت الإنتفاضة الشعبانية المباركة التي استطاعت ان تطرد البعثيين وجعلتهم يختبئون بزي النساء ولو لا التآمر الدولي على تلك الانتفاضة لما إستطاع النظام البعثي أن يقف على قدميه مرة أخرى
الغريب في الأمر ان اهل الموصل تعرضوا ويتعرضون الى إهانة كبيرة واساليب وحشية رهيبة من قبل الدواعش الذين تجمعوا من جميع دول العالم ولانسمع عن مقامومين موصليين لهذا الغزو الداعشي الجبان ؛ لم نسمع إن فردا قد قاوم ولاجماعة قد قاومت وشكت فصيلا معارضا لسياسات داعش وأفعالها ؛ كل مانسمعه هو تقديم الولاءات والأهازيج والتصفيق للأفعال الشنيعة التي يقوم بها الدواعش ؛
لم يستطع حزب البعث ان يثبت أقدامه من جديد لولا التأييد الشعبي لدى بعض المنافقين المحسوبين على الشيعة بالإسم فقط ؛ هؤلاء هم من تعاونوا مع البعثيين وإنضموا اليهم وراحوا يكتبون التقارير على أبناء جلدتهم من الذين شاركوا في الانتفاضة وإستطاعوا أن يخمدونها في ذلك الوقت
الان لم يستطع داعش أن يثبت أقدامه لولا الدعم الشعبي الكبير الذي تلقاه من أبناء نينوى بكافة مستوياتهم من المحافظ الى المواطن البسيط
المواطنون في الموصل يعتبرون الحكومة والقوى الامنية التابعة لها عبارة عن قوات غازية أشد خطورة عليهم من قوات الاحتلال الاميركية والإسرائيلة ولذلك اليوم يعتبرون داعش الممثل الشرعي الوحيد لهم ؛ أما الاعدامات التي تقوم بها داعش فلم تطل الجميع بل نفذت بحق من ينتمون الى مكونات أخرى تختلف عن المكون الداعم لداعش
وحكومتنا للأسف لم تشعر بها الكره الشديد الذي يحمله ابناء الموصل لها وهي تريد أن تزج أبناء الجيش والحشد في معركة الموصل المرتقبة التي ستكون خاسرة في نهاية المطاف ؛ النصر على داعش يكمن في إيجاد العقلية النابذة لوجوده .
[email protected]