فوجئتٌ وأنا أسمع هتافات تُمجدُ الرئيس الأسبق صدام حسين في “مسقط رأس” رئيس الوزراء الحالي السيد نوري المالكي, في كربلاء المقدسة, مدينة الإمامين الحسين والعباس (ع), وربما نرى بعد وقت تظاهرة في تكريت تؤيدُ دولة رئيس الوزراء نوري المالكي ..! لربما هذه عَلامة من علامات الساعة؟! أو خربطة سياسية بحاجة الى مُراجعة وتعديل وإعادة ترتيبْ الأوراق, لأن الأوراق إختلطت فعلاً أيها السادة المسؤولين وأصبحَ المواطن لا يعرف (رجلها من حماها)..! سؤالٌ يطرح نفسه هنا ..؟ ما الذي جعل عددٌ من متظاهري كربلاء يهتفون بحياة الرئيس الأسبق الطاغية صدام ؟ سأتوقف هنا ربما أجد ضالتي وأستطيع أن أجد الجواب الشافي. بكل تأكيد إنها السياسة الخاطئة التي تنتهجها الحكومة الحالية, في ظِل التوافقات الخاطئة والتحالفات التي بنيت على اساس المصالح الشخصية وليس لمصلحة الشعب.
طوال سنواتٍ لم تستطع الحُكومة تلبية متطلبات الشعب الرئيسية, الأمن والخدمات, وإعادة البنى التحتية الى ما قبل عام 2003 للأسف, فشل جميع من إشترك في الحكومة الحالية وكانت شِعارات المسؤولين (زقزقة عصافير ) تُطرب أذان المواطن ليس إلا.
أصبحَ المُواطن العراقي لا يثق بالسياسي, وهذا من حقهِ بالتأكيد لأن المُواطن بحاجة الى قائدٍ يفديه وليس الى قائد يحب الهتاف والتمجيد والشعارات الصدامية التي عادت الى الظهور مجدداً بسبب السياسات التي لم تتغيرْ, الذي تغير في العراق كان هناك صدام واحد واليوم , يا مكثر مقلدي صدام, والمصيبة الأكبر أن أغلب الوجوه التي في السلطة كانوا من منتسبي حزب البعث المنحل والدوائر الأمنية القمعية التي كانت ومازالت تقتل المواطن العراقي بدم ٍ بارد دون وازع, لقد تعددت أساليب قتل المواطن العراقي فهناك الذبح و”الصَك” والتخويف حتى الموت,!. بصراحة لم أؤيد دولة رئيس الوزراء عندما إتهم المواطن بأنه ليس حريصاً على سلامة العراق ولم يؤيد الحكومة, سؤالي : إذا كان المواطن ليس حريصاً على الحكومة, فمن إنتخب الحكومة الحالية ومن صوت ؟! عندما يتذمر المواطن فمن حقه لأن المواطن لم يرى ما يشير الى (حياة هانئة) ولو بعد حين, بل الأمر يسير من سيءٍ الى اسوء, والوضع الأمني المتردي يرعبُ عموم المواطنين فما هي الطريقة التي ستسعدكم “يا سياسي العراق”.
الذي حصل في كربلاء ربما سيتجدد في باقي المحافظات, ونصيحتي للمسؤولين هي وقفة مع النفس قليلاً, ولنتذكر ما فعله الطاغية صدام طوال أيام حكمه, ولماذا أيد الشعب إسقاطه وساهم في إسقاطه حتى أقارب الرئيس..! للأسف, إضطر المواطن للدخول في مقارنة بين زمنين, زمنٌ حكم طاغية واحد وزمن كثر فيه الطغاة وكأنهم تخرجوا جميعهم من مدرسة صدام حسين, لتعليم فنون الإرهاب!! والنتيجة عودة هتاف, بالروح بالدم ……….