9 أبريل، 2024 5:36 ص
Search
Close this search box.

بعثيون في الحزب الشيوعي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

تلبية لدعوة أحد الأصدقاء حضرت إحتفالية الحزب الشيوعي بمناسبة عيد تأسيسه الــ 85 ؛ تفاجأت بوجود كبار البعثيين داخل الحزب !
هل يتناسى الشيوعيون كم المآسي التي فعلها البعثيون بحقهم ؟
أم إن عجز الحزب عن جلب المؤيدين له جعله يفتح الأبواب بوجوه البعثيين لزيادة عدد أصواته الإنتخابية في العملية السياسية التي يصفها بالطائفية والمحاصصية ؟
هل يعتبر قادة الحزب ان المكاسب الانتخابية أهم من المبادئ التي راح من أجلها الاف الشيوعيين المناضلين ؟ اليوم عندما يرى الشيوعيون القدامى ان الشيوعيين الحاليين منفتحون على البعثيين ماذا تكون ردة فعلهم تجاه مايحدث ؟
لاأحد ينكر تضحيات الشيوعيين العراقيين من أجل عراق حر وشعب سعيد فهم مناضلون بإمتياز وهذا ماجعل البعثيين يكتبون تقاريرهم الحزبية على كل من يختلف معهم والتهمة كانت جاهزة الإنتماء الى حزب الدعوة أو الحزب الشيوعي كي يغيبوا من يريدون تغييبه في غياهب السجون ويشنقون من يريدون شنقه على مشانق الحكم الصدامي ومن الجرم ان نرى بعثيا واحدا في صفوف الحزب في الوقت الحاضر سواء على مستوى القيادة او حتى على مستوى الانتساب للحزب لان هذا يعتبر إساءة كبيرة لدماء الضحايا الذي راحوا بسبب تقارير البعثيين الظلمة
إن تسليط الضوء على الممارسات الخاطئة في الحزب لايعني كرهنا له بل من دافع الحرص على تصحيح مساره ؛ لانريد له ان تتحول مقاره الى ملاذات آمنة للبعثيين لانهم وصوليون وانتهازيون ومتلونون وبإمكانهم استغلال الفرص من أجل تحقيق مآربهم الخبيثة ؛ فهم قد يعلنون الولاء والطاعة للشيوعيين الحاليين لكنهم يكتبون التقارير السرية للإحتفاظ بها حين يتمكنوا من الحكم مرة أخرى
على الشيوعيين ان يكونوا أكثر قوة للإستماع الى وجهات النظر المخالفة لبعض توجهاته الحالية والابتعاد عن اساليب التخوين والعداء للاصوات التي تعارضه أو تنتقده لان تلك الاساليب لاتعتبر من اساليب الشيوعيين الاصلاء الذين كانوا عونا لتعليم الاخرين كافة الاساليب الجميلة التي تربي الفرد وتجعله ينحاز ذاتيا الى توجهاتهم
للتاريخ أذكر حادثة لمحاسن أحد الشيوعيين الذي كان يعمل مصورا
لقد كنت صغيرا وأردت أن ألتقط صورا لإكمال معاملة إنتقالي الى مرحلة المتوسطة فسألني المصور الشيوعي هل أنت طالب ؟ أجبته نعم أنا طالب في المرحلة المتوسطة قال لي إعطني نصف المبلغ والنصف الآخر دعما مني للعملية التربوية ؛ كم كان هذا الشيوعي رائعا رحمه الله ؛ لقد أعطاني درسا في حب المدرسة وقيمة الدراسة
إن ماوقع به الحزب من أخطاء بعد 2003 يجعلنا ان نبتعد عنه أكثر فأكثر وتلك الاخطاء الجسيمة تعتبر بمثابة دليل قاطع على إبتعاد الحزب عن مبادئه وميله الى استغلال الفرص المصلحية حتى لو كانت بالضد من توجهاته وما تواجد البعثيين في مقاره الا واحدة من تلك الأخطاء
أضع مقالي هذا أمام أنظار المسؤولين عن الحزب لعلهم يعالجوا هذه المسألة كي لاتتراكم وتصبح ظاهرة عامة تزيد على المآخذ المأخوذة عن الحزب .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب